الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

اليونسكو وإيطاليا تعيدان تأهيل محطة القطار في مار مخايل ببيروت

المصدر: "النهار"
اليونسكو وإيطاليا تعيدان تأهيل محطة القطار في مار مخايل. (تصوير نبيل اسماعيل).
اليونسكو وإيطاليا تعيدان تأهيل محطة القطار في مار مخايل. (تصوير نبيل اسماعيل).
A+ A-
وقّعت اليونسكو وإيطاليا اليوم، في إطار مبادرة اليونسكو الرائدة "لبيروت"، اتفاقية تمويل لترميم وإعادة تأهيل أصول التراث الصناعي لمحطة قطار مار مخايل في بيروت، بقيمة مليوني يورو.
 
وتجدر الإشارة إلى أنّ محطة مار مخايل، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1894 والمهجورة منذ الحرب الأهلية، تضرّرت من جراء انفجار المرفأ في 4 آب 2020.
 
 


جاء هذا الإعلان في خلال حفل توقيع من تنظيم اليونسكو والسفارة الإيطالية في بيروت والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في محطة قطار مار مخايل، بحضور مدير عام الآثار، الأستاذ سركيس الخوري ممثّلاً وزير الثقافة، ورئيس مجلس إدارة مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك، زياد نصر، ممثلاً وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، ورئيسة برنامج موئل الأمم المتحدة في لبنان، تاينا كريستيانسن.

ويندرج هذا المشروع ضمن مبادرة شاملة تموّلها إيطاليا للحفاظ على التراث الصناعي لمحطة قطار مار مخايل القديمة وخلق مساحة عامة للجمهور. سيتولى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN Habitat تنفيذ الشق الأوّل من المبادرة المموّلة من الحكومة الإيطالية والذي يهدف إلى خلق منطقة عامة خضراء في موقع المحطّة لصالح سكان بيروت. أمّا الشق الثاني للمشروع، فسيتمحور حول الحفاظ على الوظيفة الأساسية للموقع وقيمته الثقافية وأصالته، ما سيعزّز التواصل الثقافي والاجتماعي من خلال توفير مساحة عامة للفنانين للتعبير عن إبداعاتهم وتسويق إنتاجاتهم.
 
يجري تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون الوثيق مع وزارة الثقافة ومصلحة سكك الحديد والنقل المشترك التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل.

للمناسبة قالت سفيرة إيطاليا في لبنان، نيكوليتا بومبارديري أنه "من خلال هذا المشروع، تعزز إيطاليا مشاركتها في مجال الحفاظ على التراث العمراني. بعد ترميم متحف سرسق، تعتبر عملية إعادة تأهيل محطة قطار مار مخايل خطوة أخرى نحو تعافي النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لبيروت الذي دمّره انفجار المرفأ. قد تشكّل حماية التراث الثقافي وتعزيزه محرّكاً للتنمية المستدامة من شأنها أيضاً المساهمة في تثبيت هوية الأمة. لذلك تتّسم شراكتنا مع لبنان بالاستمراريّة وتشمل مشاريع أخرى بارزة مثل المتحف الوطني في بيروت ومعبد جوبيتر في بعلبك، إذ تكتسب الشراكة مع اليونسكو دوراً مهمّاً في هذه الاستراتيجية".
 

أمّا مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدّد القطاعات في بيروت، كوستانزا فارينا، فصرّحت بأنّه "من خلال مبادرة "لبيروت"، تضع اليونسكو التراث في قلب الجهود الدولية. تفتخر اليونسكو بهذه الشراكة الاستراتيجية مع إيطاليا في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، إذ تُعتبر المانح الأساسي لمكوّن التراث في إطار "لبيروت". يشهد هذا المشروع على التزامنا المشترك لتعزيز الحياة في بيروت والمساهمة بشكل استراتيجي في إحيائها. سيعزّز هذا المشروع المشاركة الاجتماعية والثقافية لجميع الناس كونه مساحة مفتوحة للجمهور مع إيلاء اهتمام خاص بالفئات الأكثر ضعفاً نظراً للأوقات العصيبة والتحدّيات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي تمرّ بها البلاد".

وسلّطت مديرة الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) في بيروت، أليساندرا بيرماتي، الضوء على أنّ "التعاون الإيطالي يدعم إعادة تأهيل مساحة 10000 متر مربع من محطّة قطار مار مخايل، من خلال مشروعين منفصلين ولكن مترابطين تنفذهما وكالتان تابعتان للأمم المتحدة، هما اليونسكو وموئل الأمم المتحدة.
 
يأتي توقيع الاتفاقية مع اليونسكو لاستعادة التراث الصناعي في المنطقة مكمّلاً لمشروع موئل الأمم المتحدة الذي يعمل على المساحات الخضراء العامة. وستؤدي المبادرة إلى تحسين حياة ورفاهية سكان بيروت وإعادة تنشيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة".
 


بفضل خبرة اليونسكو المتخصصة في الحفاظ على التراث الثقافي، سيُعاد تأهيل ستة مبانٍ تراثية من حقبات تاريخية مختلفة. وسيجري ترميم الأشكال والهياكل بعناية وبطريقة علمية وفقًا للمعايير والممارسات الدولية، باستخدام المواد الأصلية وتقنيات البناء التي تحافظ على خصائص الموقع وأصالته.


تجدر الإشارة إلى أن لسكك الحديد قيمةً تجعلها من أحد أهم عناصر التراث الصناعي، إذ يعاد تصوّر محطات القطار اليوم لتحويلها إلى مساحات ديناميكية ومتعددة الوظائف، حيث يمكن للناس القيام بأكثر من مجرد الانطلاق في رحلة أو الوصول إليها. وتتمتع محطة قطار مار مخايل، وهي موقع للتراث الصناعي فريد من نوعه في قلب بيروت، بإمكانيات هائلة لتصبح مساحة للتبادل الاجتماعي والثقافي. لم يسلم هذا المكان الذي يتميّز برمزيته من أضرار تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 ناهيك عن حالة التدهور التي لحقت به بسبب هجره.

 

"لبيروت" مبادرة دولية رائدة أطلقتها من بيروت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في أعقاب انفجار المرفأ، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف وصالات العرض والصناعات الإبداعية. على وجه الخصوص، أعادت اليونسكو تأهيل 280 مؤسسة تعليمية تضررت من الانفجار، وجمعت لذلك أكثر من 35 مليون دولار أميركي.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم