فداءً لعدم إراقة الدِّماء: الحلّ الدَّائم هو الحل البيئي

الدكتور فادي جورج قميرأنعم الله على لبنان بموارد مائية طبيعية تجعل منه بلدًا يمتلك ثروة مائية مهمّة بين دول المنطقة العربية، ولو تمّت المحافظة عليها وإدارتها بشكل علمي حديث؛ لأمكن استغلالها والاستفادة منها بما يؤمّن المياه سواء للشرب أم للري في كل المناطق. ولكن للأسف تحوّلت هذه النعمة في بعض المناطق الى مأساة بسبب عدم الحفاظ على هذا المورد الطبيعي وعدم توفير المياه بشكلٍ عادل للمواطنين. وما المأساة التي حصلت بالأمس في منطقة القرنة السوداء إلاّ نتيجة لهذا التراخي وعدم ايلاء المناطق النائية الأهمية اللازمة. فمع هذه المأساة، التي سقط بسببها شابَّان من منطقة بشري، أصبحت المياه اللبنانية ولسوء الحظ قاتلة في الداخل. فالمياه الدولية التي جمعت لبنان بمواجهة الاحتباس الحراري والمتغيرات المناخية الشاملة ومواجهة الكيان الصهيوني... جمعت اللبنانيين، أمّا مياه الداخل ولسوء الحظ فقد أصبحت مياهًا قاتلة. الديبلوماسية المائية التي وضعتُها منذ أكثر من عشرين عامًا لإيجاد حلول ناجعة ودائمة للمياه وجمع الناس حول مشروع سلام لتقاسم المياه اقتسامًا عادلاً واستخدامًا منصفًا (Partage équitable et utilisation raisonnable de l’eau) هي المدخل لوضع الأمور في نصابها الصحيح وحماية الثروة المائية وتأمين المياه للمواطنين وحماية...