الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

لبنان يرتجف- سعر المازوت يحلّق... والفراش يقي من "الزمهرير" (صور)

المصدر: "النهار"
الثلوج في الجبال "أرشيف النهار"
الثلوج في الجبال "أرشيف النهار"
A+ A-
اليوم سمع كثيرون كلاماً صريحاً من أصحاب مولدات الاشتراك. الخمسة أمبير مقابل مئة دولار، ووفق سعر صرف السوق السوداء. والآتي أعظم إذا ما استمرت أسعار المحروقات بالتحليق عالمياً. يواجه لبنانيون ومقيمون ظروفاً مأسوية لاسيما مع العاصفة المصحوبة بتدنٍ كبير في درجات الحرارات. تدن لا تقابله قدرة كثيرين على تأمين المحروقات للتدفئة، أو تأمين سعر الاشتراك من أجل الحصول على مياه ساخنة والاستحمام في ظروف طبيعية. نعم إنه لبنان اليوم، وبهذه الحقوق البديهية يفكر الناس! 

هنا جولة في المناطق، تنقل مشاهد من المأساة المذكورة.
 
عكار
 
تتعاظم معاناة أهالي عكار بفعل انقطاع كهرباء الدولة الدائم والمستمر لليوم العاشر على التوالي بفعل انهيار عدة أبراج لخطوط التوتر العالي وتباطؤ عمليات إصلاحها،
الأمر الذي رتب على أبناء المنطقة أعباء إضافية بفعل الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات وبخاصة مادة المازوت التي باتت تسعيرتها بالدولار الفريش.
 
ونظراً لبعد المنطقة عن مستودعات وخزانات الشركات الموزّعة دفعت هذه الشركات إلى إضافة كلفة النقل إلى التسعيرة الأساسيّة، فعمد أصحاب المحطات إلى تحميل المواطنين كل هذه الأعباء. فطن المازوت يباع بأسعار أكثر من خيالية زادت عن الـ 1300 دولار وهذا ما انعكس ظلماً على العائلات الفقيرة في ظلّ موجة الصّقيع التي باتت تشتري المازوت باللّيتر لتأمين التدفئة في وقت اندفع القسم الأكبر من أبناء الأرياف إلى الغابات لتأمين حاجتهم من الحطب للمواقد للتدفئة والطبخ وتسخين المياه.
 
 
يقول هيثم الخالد وهو رب لأسرة مؤلّفة من 5 أشخاص: "لست قادراً على تأمين العيش الكريم، فالغلاء طال كل شيء من رغيف الخبز إلى فاتورة مولد الاشتراك، وبتنا نستغني يوماً إثر يوم عن الكثير من متطلبات الحياة ونكتفي بالضروري والملحّ فقط وسنضطر لإلغاء كهرباء الاشتراك قريباً جداً ونتجه إلى مواقد الحطب وقناديل الكاز".
 
ويقول هشام ديب إن الأزمة تطال الجميع ولا من يسأل، حيث لا حسيب ولا رقيب والتجار متحكمون بالجميع ويزيدون الأسعار بشكل عشوائي.
 
وأكد أن العائلات الفقيرة متروكة للقدر.
 
 
البقاع
 
ومع ارتفاع حاجة المواطن البقاعي لمادة المازوت، بات الهاجس الأكبر الذي يقض مضاجعهم، فلم يعد اليوم رغيف الخبز الهم الأساسي لهؤلاء بل مادة المازوت والتي هي الأساس في تأمين التدفئة وسط تدني درجات الحرارة وتساقط الثلوج التي غطت السلسلتين الشرقية والغربية ومحاصرة القرى التي فقدت المادة بشكل شبه كامل داخل المحطات التي رفعت خراطيمها  منذ قرابة الأسبوعين تزامناً مع ارتفاع إضافي في سعر النفط عالمياً، ليجد المواطن البعلبكي نفسه أمام طمع وجشع التجار الذين عملوا على تخبئتها ليفرجوا عنها اليوم بأسعار مضاعفة لتحقيق المزيد من الأرباح. 

وسط صمت المعنيين الذين تقمصوا دور المتفرج أمام ما يواجهه المواطن من تردي الوضع الاقتصادي بشكل  غير مسبوق وغلاء فاحش للسلع، ما وضعه أمام أثقال وهواجس كثيرة أهمها تأمين لقمة العيش و مادة التدفئة التي باتت أشد الأزمات فتكاً به. 

وكان بلغ سعر البرميل الواحد داخل المحطات التي بدأت تفرج شيئاً فشيئاً عن المادة وبأسعار خيالية بين 250 و 270 دولاراً أميركياً الذي يعتمد حصراً في بيع المادة أي ما يزيد عن 5700000 ليرة لبنانية حسب سعر صرف السوق السوداء، وهو ما يناهز أضعاف رواتب الموظفين، في وقت يمكن أن يكون البديل والأقل كلفة وإن كان بسيطاً أن تحصل من خلال انتظار دورك في محطات الأمانة التابعة  لـ "حزب الله" والمملوءة بالمازوت الإيراني والتي تشهد زحمة حيث تضطر أن تقف ساعات طويلة للحصول على كميات محدودة منها على السعر الرسمي أي حوالي 4100000 ليرة للبرميل الواحد وهي ليست سوى بمقدور العائلات الميسورة، لذا تجد شيباً وشباباً منتظرين في صفوف متراصة للحصول على تعبئة ما لا يزيد عن بضعة ليترات لتأمين التدفئة كل يوم بيومه.

وكان الحل الأيسر لأغلب  الأهالي الذين يمتلكون الأشجار الحرجية أن يقطعوها دون التفكير إن كانت مثمرة أم لا، فالأهم هو تأمين التدفئة باستخدام حطبها وإن كان القطع يتم بطريقة عشوائية، فيما العائلات التي لا تملك بساتين خاصة لجأت إلى جمع بقايا القطع الخشبية وبقايا العلب البلاستيكية من على الطرقات.
 
 
 
 
 
 
 
الشمال
 
إلى ذلك، بات الأهالي في الجرود الشمالية عاجزين عن استعمال الغاز أو المازوت للتدفئة، فعمدوا وفي ظل انعدام الكهرباء إلى الحطب يشعلون به المواقد والمدافئ ويستفيدون من جمره في الطهي وتسخين المياه وبما أنهم يخشون من طول أيام الشتاء عمدوا إلى التقنين في التدفئة والإقلال من إشعال الحطب لحين انكشاح الثلج والتمكن من التوجه إلى الحقول والغابات "للتحطيب"مجدداً وتأمين مونة التدفئة مجاناً وبدون أية أكلاف باهظة. 

الصقيع الذي يلف الجرود والتقنين في التدفئة يجبران الأهالي على اللجوء الى أسرّتهم باكراً اتقاءً من البرد والليل يطول جداً لأن الفراش يقي من الزمهرير ومن العواصف. ويقول حنا قبلان من الذين يمضون فصل الشتاء في إهدن منذ سنوات :"إن شتوية هذا العام هي الأسوأ على الإطلاق من ناحيتي مواد التدفئة والمواد الغذائية حيث الأسعار نار والليرة لم تعد لها قيمة والمدخول بالليرة والمصروف بالدولار ومن قادر أن يتابع بعد؟
 
وفي السياق، أفاد مراسل "النهار" أن النصف الشمالي من مدينة البترون وبلدات كوبا وسلعاتا وحامات ووجه الحجر من دون كهرباء لليوم الرابع على التوالي والأهالي يناشدون المعنيين العمل سريعاً لإعادة التيار الكهربائي إلى بلداتهم.
 
تقرير: ميشال حلاق، وسام اسماعيل، طوني فرنجية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم