الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

عمليات الحرق والقطع في غابات عكار تخطت الخطوط الحمر.. اعتداء على عشرات الأشجار في غابة العذر (صور)

المصدر: "النهار"
التعدي على الأشجار في غابة العذر.
التعدي على الأشجار في غابة العذر.
A+ A-
ميشال حلاّق
 
فوجئ أهالي بلدة فنيدق اعالي محافظة عكار والناشطين البيئيين ورواد المنطقة من مختلف المناطق اللبنانية، بالتعدي الذي طاول عشرات الاشجار في غابة العذر الفريدة عند أطراف بلدة فنيدق، والتي تعتبر من أهم وأندر الغابات في لبنان والشرق الاوسط ويقصدها المهتمون بالسياحة البيئية من لبنان ومن كل دول العالم للسير في رحاب هذه الغابة الذهبية، التي لها خصوصيتها وتميزها في كل الفصول.
 
وتمثل التعدي الاخير بإقدام مجهولين عمدا، على قطع جذوع الاشجار على امتداد أحد دروب المشي وسط الغابة وتعرية اجزاء اساسية من لحائها الخارجية، على مستوى الارض، الحامية لها، للتسبب بيباسها مع الوقت، ولتبرير عملية قطعها لاحقاً.
 
وكانت دعوة من قبل المعترضين، لكل الوزارات المعنية، الزراعة والبيئة والداخلية والدفاع والعدل، لمعالجة هذا الامر بالسرعة القصوى، ذلك ان عمليات الحرق والقطع المستمرة وعلى نطاق واسع في كل غابات عكار، رئة لبنان، تخطت الخطوط الحمر، وبمجملها افعال تتم في وضح النهار على يد تجار معروفين يقومون ببيع الحطب جهاراً، فصوت مناشير الحطب والشاحنات والرافعات تضج في حرم هذه الغابات، من وادي خالد الى اكروم ووادي عودين في بلدة عندقت وغابات المرغان في القبيات، وغابات عكار العتيقة والقموعة وصولا الى غابة القلة على اكتاف وادي جهنم وحتى محيط بحيرات عيون السمك، على مجرى النهر البارد الفاصل بين عكار الضنية، وفي الكثير من المواقع الداخلية من عكار.
 
لا حسيب ولا رقيب وكأن ثمة رعاية ما او غض طرف مقصود عن حفلة الجنون الحاصلة.
 
رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبدالاله زكريا اكد ان لا حل لهذا الموضوع، الذي بات شائكا للغاية وفوق طاقة البلديات ومأموري الاحراج، الا بتدخل الجيش كسلطة رادعة، لحماية غابات عكار، لأن الامور بدأت تخرج عن سيطرة الادارات المحلية في ظل هذا الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب، الذي يؤخذ كحجة واهية، اذ ثمة استباحة شبه تامة للغابات ودون اي وازع .
 
وقال: "ان ثمة اقتراحاً يجري العمل على بلورته، لتوسيع عمارة الانكليز الموجودة حاليا في سهلات القموعة كمركز للجيش اللبناني، لتتحول كثكنة عسكرية كبيرة، لدعم كافة المؤسسات الرسمية المعنية من قوى امن داخلي وبلدية ومأموري الاحراج، لتأمين الحماية الفضلى للثروة الحرجية".
 
اضاف: "هذا الحل العملي الامثل لحماية بيئة المنطقة في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات وزيادة الطلب على الحطب ونحن على ابواب فصل الشتاء".
 
وتابع زكريا: "بالرغم من كل ما هو حاصل، لا زلنا نعول على وعي اهلنا في عكار وادراكهم، لأهمية المحافظة على غاباتنا كإرث وطني، وعلى الوزارات المعنية بالتنسيق مع الهيئات المحلية والبلديات اعداد خطط علمية مدروسة لتنظيم ومراقبة عمليات التشحيل، بإشراف الجيش، لتأمين احتياجات الناس اصحاب الدخل المحدود والفقراء من الحطب، والحد من عمليات القطع العشوائية والجائرة التي يقوم بها بعض تجار الحطب لتحقيق مكاسب مالية بشكل غير قانوني وغير جائز، وهم معروفون وعددهم قليل، لكن القضاء معطّل والامن عاجز".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم