ما مدى قدرة الفرد على الانتفاضة، وهل هناك لحظة ثوريّة لبنانيّة؟

 "في الاجتماع اللبناني، هناك خوف من التاريخ واختناق في الجغرافيا، وبالنتيجة إن كينونة اللبناني لا تقبل إلى الآن وعي وجودها الحاضر باعتماد وعي لحظة الحاضر؛ إذ حتى إمكان فهم الحاضر يشكل هاجسًا في الذات اللبنانية من عدم قدرة على تقدير لحظة المستقبل"، هكذا بدأ رئيس قسم الفلسفة ـ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية الدكتور خالد كموني في حديثه لـ"النهار" عن الثورة وواقعها ومرتجاها.  فورة الشعب استعاد الدكتور كموني في مواكبة الحوادث التي جرت وأدت إلى اندلاع الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الأول 2019، منذ ضريبة الواتساب اللعينة، أو ما سبقها من تضييق خناق اقتصادي معيشي على الفرد اللبناني، ليدرك فورًا أن فورةَ الشعب على دولارٍ واتسابّي هي الكوّة التي حاولت أصوات الوعي الطليعي في المجتمع اللبناني استثمارها لبثّ حمم الثورة التغييرية للنظام الطائفي الزبائني المؤسس لهذه اللحظة الحاسمة في سيرورة المجتمع اللبناني المقموع ببلطجة الطبقة السياسية النهّابة".برأيه، "هذه الطبقة التي أسستها سلطات القمع والعنف، التي كانت تمارس الوصاية على لبنان، والتي استمرّت بربط لبنان بشبكة علاقات جيوبوليتيكية تمددت شرقًا وغربًا، بحسب الحاجة إلى ضبط الجموح اللبناني نحو التغيير والتقدم"."الإنماء والتطور"قال: "إذ كلما كان الفرد اللبناني يحاول "الإنماء والتطوير" كانت رعونة الأجهزة الأمنية تخرِّب الوضع بحروبٍ عبثية تشوِّه أي إمكان لمشروعٍ يحملُه رئيس لبناني أو فئة سياسية تفكر في الإنماء الداخلي العادي، كما في كل دولة من دول العالم".    واعتبر كموني أن "سيرورة الانتفاضة، وانتصاراتها الأولى في لجم عنجهية خطاب بعض السياسيين القابضين على أنفاس طوائفهم أو حاشيتهم المسيَّرة من المستفيدين، ثم اتساع رقعة الغضب الجماهيري، كل ذلك أسهم في انعطافة الوعي الثوري عند الناس إلى مستوى أعلى من الاعتراض، وهو مستوى الجدل".قال: "نعم الجدل، لأن الجدل هو إيمان الذات بأنها شيء يضاهي وجودَه وجودُ كل شيء يحيط بهذه الذات. وبالنتيجة، فإن المجادِل يؤمن بالآخَر الذي يوفِّر له القدرة على أن يكون موجودًا فاعلًا حرًّا. فهو لولا هذا الآخَر لم يبرز في مجرى الحدث".قمع المتظاهرين وتوقف عند "السلطة التي أتت بعد ذلك لتهدد الشعب وتقمع المتظاهرين وتتعنّت بأن "النظام لا...