الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قداديس تعمّ المناطق في عيد الفصح... دعوة رجاء وفرح بظل أزمات الوطن (صور)

المصدر: "النهار"
قداس عيد الفصح في طرابس.
قداس عيد الفصح في طرابس.
A+ A-
عمّت القداديس القرى والمدن المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، مع الحفاظ على التدابير الوقائية التي فرضها الإقفال العام في عيد الفصح.

قداديس عيد الفصح في منطقتي صيدا وجزين

احتفلت الطوائف المسيحية المارونية والكاثوليكية في صيدا ومنطقتها وجزين بعيد الفصح المجيد، وقرعت أجراس الكنائس ابتهاجاً عند منتصف الليل وصباح اليوم.

وترأس راعي أبرشية صيدا للموارنة والروم الكاثوليك في صيدا المطرانان مارون رومانوس وإيلي الحداد قداديس عيد الفصح، كما ترأس كهنة الرعايا في قرى وبلدات منطقتي صيدا وجزين القداديس وسط إجراءات وتدابير الوقاية من تفشي وباء كورونا.

وفي لبعا شرق صيدا وساحل جزين، رعى المطران مارون العمار حفل تدشين تأهيل موقع مدافن لبعا وانشاء مدافن عمومية جديدة بمبادرة من رئيس بلدية لبعا السابق المهندس مارون رومانوس وبحضور كاهن الرعية المونسنيور الياس الأسمر وجمع من أبناء البلدة.



طرابلس... سويف للشباب في أحد القيامة: لا تخافوا فأنتم نبض الوطن

احتفل راعي أبرشية طرابلس المارونية، المطران يوسف سويف بالقداس الإلهي لمناسبة "أحد القيامة"، في كنيسة مار ميخائيل في طرابلس، حيث قرعت الأجراس فرحاً بقيامة الرب يسوع من بين الأموات.

القداس الذي حضره مجموعة من المؤمنين، آخذين في الاعتبار التوصيات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا، جاء علامة رجاء وفرح بظل الأزمات المتتالية التي يعيشها الوطن.

وخلاله توجه راعي الأبرشية بالمعايدة الى كل اللبنانيات واللبنانيين كما الى ابناء ابرشية طرابلس، إكليروساً وعلمانيّين، متمنّياً لهم فصحاً مجيداً، قال: "نعبر فيه مع المسيح القائم من واحة حزنٍ وألمٍ نوجَد فيها في خضمّ الظروف التي يمرّ بها وطننا الحبيب لبنان الى واحة الأمان والإستقرار".

وبعد الانجيل المقدس، تلى سويف العظة، فأكد اننا "على مثال يوسف، نجد أنفسنا أمام تحدّيات شتّى. منها المجهول الذي ينمّي فينا الخوف، لكنّه في الوقت عينه يحثّنا على الإستسلام للعناية الإلهيّة. ومن الإختبارات الموجعة اليوم، وباء كورونا الخبيث إذ يخلق قلقاً وخوفاً في النفوس، فلا يسعنا إلّا أن نتضامن مع مرضى وضحايا الفيروس ونستحضر أرواح أحبّائنا الذين غابوا عنّا. أضف الى ذلك التدهور الإقتصاديّ وانعكاساته الإجتماعيّة المؤلمة في الوطن".
 

وأضاف: "من التحدّيات ايضا، الخوف من الآخر الذي يستوجب علينا أن نجدّد الثقة بالله وببعضنا البعض في روح "الأخوّة الشاملة". فإيديولوجيّة الخوف من الآخر "Xenofobia" تتغذّى بالخطاب الشعبويّ الذي يترافق مع منظومة الفساد، وخلق الحواجز النفسيّة والفكريّة والمادّيّة بين الناس ورفض الإختلاف ومحاربة قِيَم التعدّديّة مصدر غِنى المجتمع الإنساني".

كما رأى أنّه "من أخطر التحدّيات هي اللامبالاة تجاه الآخر المتألّم والمجروح والمنبوذ والمُهمَّش والمُلقى على قارعة الطريق. إنّها لَخطيئةٌ كُبرى يرتكبها الإنسان بحقّ أخيه وهو لا يدري شناعتها وقساوتها، وتُواجَه بنعمة التضامن الأخوي، وهذا ما يعاني منه وطننا الحبيب لبنان الذي يتوق منذ عقودٍ أن ينعم بالسلام والإستقرار ويتطوّر بالقِيَم الروحيّة والإنسانيّة وبالأخلاق. ومن التحدّيات تشويه الخليقة، بيتنا المشتَرَك، يُواجَه بالمصالحة مع الله والذات والآخَر والكون، كما يدعونا البابا فرنسيس الى توبة إيكولوجيّة تقتضي التلاقي بالإنسان وتنقية الذاكرة من جراح التاريخ والحفاظ على بيئة سليمة يعيش فيها الإنسان بسلام".

واكد سويف أنّ "السلام ينبع من الإيمان بالقائم والإعتراف به والإلتزام بمشروعه، على مثال تلميذَي عمّاوس، فننطلق بعد كلّ قدّاس لنشر فرح اللّقاء بالمسيح الحيّ. فرحٌ يتواصل بشهادتنا ككهنة ومكرّسين ومكرّسات فنكون بجانب شعبنا، ونثبّت الرجاء ومحبّة الله والتشبّث بأرض الوطن. فلنعِش إيماننا مُجَسِّدين بساطة الإنجيل في بيوتنا وعيالنا، عبر فضيلة القناعة، والإتّكال على الله. ويتجسد الإيمان أيضاً بالخروج من تقوقع الأنانيّة، والاهتمام بالفقراء والمحتاجين والمرضى والإصغاء لهم، وتلمّس حاجاتهم. وأنتم أيها الشباب، لا تخافوا! فالمسيح يحبّ جرأتكم وشجاعتكم، وأنتم نبض الوطن الحيّ الذي يترجّى تغييراً ذهنيا لعيش قِيَم المواطنة".

وأردف سويف قائلاً: "بالقيامة جُعِلْنا خليقة جديدة بالمسيح؛ فمنذ إنشاء العالم، خلق الله الإنسان على صورته ومثاله (تك1: 27)، وأحبّه، إلّا أن الإنسان، خالف الوصيّة بأنانيّته وكبريائه وخطيئته وحسب نفسه "السيّد"؛ وازداد شرّه وقتل الآخر معتقداً أنه ينتصر، ففوجئ بموت نفسه. لم يقف الله مستسلماً فأرسل ابنه الوحيد متجسداً من الروح القدس ومن مريم العذراء ليحقّق الخلق الجديد بعد أن فَسُد الخلق الأوّل، ورمّم الأيقونة التي تشوّهت (2 كور 5: 17)، وغلب الموت بالحَمَل الذي ذُبح لأجلنا. إنّها لحظة القيامة وقوّة الحبّ واللّطف الإلهيّين".

كما أشار، في عظته، إلى أنّ "حياتنا مع الله هي دائماً زمنُ نعمةٍ، نلتمسه بالتأمّل بفضائل القدّيس يوسف وروحانيّته. وفي هذه السنة أعلن قداسة البابا فرنسيس سنة القديس يوسف موجِّهاً رسالة عامّة رعويّة بعنوان: "بقلبٍ أبويّ". فيوسف هو المربّي لإبن الله في مرحلة النمو بالقامة والنعمة والحكمة والمرافِق لمَن رافَق تلميذي عمّاوس (لو 24: 15). يوسف المُزيّن بالصمت ليس رجل الكلام بل الفعل والمبادرة. إنّه الرجل القويّ، ورجل الصلاة والتأمّل بكلمة الله والمصغي لإلهاماته. فلْنصمت ونَعُدْ إلى أعماقنا، مُنصتين لله ومستسلمين لإرادته فنُقَاد الى الإصغاء المُحِبّ لأخينا الإنسان. ولْنتسلّح بالصلاة، حوارنا اليومي مع الله فنرسّخ حوار الحياة مع إخوتنا البشر وتتحول صعوباتنا إلى نعمة وفرصة جديدة. لِنتقوّى بالربّ كيوسف، الرّجل الخلّاق الذي واجه المحنة، إذ لم يستسلم، وتقوّى بثقة الربّ به واتّكاله عليه، وبحث عن الحلول وابتدعها دون تذمّر ليحمي الطّفل الإلهي. إنّها دعوة لنا، في لبنان، كي نتحلّى بالشجاعة الخلاقة لنحُلّ الأزمات بروح الإبداع والرّجاء قارئين علامات الأزمنة بأنوار المسيح، فصحنا ورجاؤنا".

ودعا في الختام إلى "السيرمع القائم، مثل تلميذي عمّاوس، اللّذَين عرفاه كقائم وحيّ عند كسر الخبز (لو 24: 35) فيشدّد وحدتنا التي نحن بأمسّ الحاجة الى عيشها وتجسيدها من خلال محبّتنا للربّ وبعضنا لبعض".
 

البترون... خيرالله في قداس الفصح: ندعوكم لحوار القياميين والسياديين

في كاتدرائية مار اسطفان في البترون، ترأس راعي الأبرشية المارونية المطران منير خيرالله قداس منتصف الليل، واحتفل بالقداس في أحد القيامة في المطرانية في دير مار يوحنا مارون في كفرحي، وألقى عظة بعنوان "لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟" (لوقا 24/5)، قال فيها: "يشهد متى في إنجيله على قيامة الرب يسوع قائلا: ولما انقضى السبت وطلع فجر الأحد، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى تنظران القبر. فإذا زلزال شديد قد حدث. وذلك بأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء إلى الحجر فدحرجه وجلس عليه. فارتعد الحرس خوفا منه وصاروا كالأموات. فقال الملاك للمرأتين: لا تخافا أنتما. أنا أعلم أنكما تطلبان يسوع الناصري المصلوب. إنه ليس ههنا، فقد قام كما قال. (متى 28/1-6)".

وأضاف: "أما في شهادة لوقا فيقول الملاك: لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟ إنه ليس ههنا فقد قام! (لوقا 24/5). بموته وقيامته قلب يسوع مفاهيم البشر، وأزال الخوف من قلوب المؤمنين. فحول الموت حياة والحياة موتا! وحول الأموات أحياء والأحياء أمواتا! إنه سر الحب العظيم الذي يجسده يسوع المسيح ابن الله في البشرية ومن أجلها بموته وقيامته. إنه سر الحياة والموت، سر لا يعرفه إلا الله الآب والابن ومن يريد الابن أن يكشفه له. ونحن نعرفه بالإيمان بالابن الذي أخلى ذاته الإلهية وصار إنسانا ليظهر للانسان كم هو محبوب من الله، ووصلت به المحبة إلى أن يبذل ذاته على الصليب ويعبر بالموت إلى القيامة والحياة ويجتذب إليه كل مؤمن به. إنه سر الحب الذي يهزم الموت وينتصر على الخوف. والمؤمنون بالقيامة يصبحون أقوى من الموت ويكسرون على الخوف الذي فيهم. أما عظماء الكهنة والفريسيون والحكام والمتسلطون فهم الخائفون من يسوع الناصري المصلوب، ملك اليهود. ومن خوفهم، جاءوا إلى بيلاطس يطلبون منه أن يقيموا حرسا على القبر. فذهبوا وحفظوا القبر، فختموا الحجر وأقاموا عليه حرسا (متى 27/62-66). ولكنهم اكتشفوا أن القبر فارغ وأن الحراس الذين أقاموهم على القبر ارتعدوا خوفا من حدث القيامة وصاروا كالأموات. فلجأوا إلى لغة الإغراء والرشوة والكذب لإخفاء الحقيقة. فاجتمعوا هم والشيوخ، وبعد ما تشاوروا، أعطوا الجنود مالا كثيرا وقالوا لهم: قولوا إن تلاميذه جاءوا ليلا فسرقوه ونحن نائمون" (متى 28/11-13)".
 

وتابع: "ارتعدوا من قيامة الرب يسوع، ومن خوفهم صاروا كالأموات! نعم كالأموات ولو كانوا أحياء. أما الأموات بالمسيح فأصبحوا أحياء إلى الأبد مع يسوع ابن الله الذي ارتضى أن يموت على الصليب مظلوما ومحتقرا حبا بالبشر: ليبلغ به الحب إلى أقصى حدوده (يوحنا 13/1)، ومات وهو يحب ويغفر، وانتصر على الخطيئة والموت بالحب والمغفرة".

وقال: "ندعوكم يا أبناءنا الأحباء ويا إخوتنا اللبنانيين، في يوم القيامة، إلى الانتصار على الخوف والتعامل بثقة ومحبة وانفتاح خالعين عنكم الاستقواء بحراس القبر الفارغ وأسلحة الانتقام والمال الحرام. ندعوكم إلى الحوار في ما بينكم، حوار القياميين الأنقياء والسياديين الصادقين، حوار المحبة والمصارحة والمغفرة والمصالحة: الحوار الحقيقي الذي هو الحوار الصادق والجريء والشجاع والبناء الذي يفترض تمرسا روحيا صارما في مجال الإصغاء والكلام. كما يوصينا البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي رجاء جديد للبنان (سنة 1997، عدد 36)".

وختم: "هذا الحوار بات ضروريا اليوم، بل ملحا، ننطلق فيه من عمق تاريخ وطننا لبنان الغني بخبرة مئات السنين في عيش جماعاته المتعددة بالاحترام المتبادل. ولا يكون في هذا الحوار أي مصلحة سوى قيامة لبنان وإعادة بنائه وطن رسالة، ودعوة جميع اللبنانيين إلى التلاقي والتآخي وحمل الرسالة المنوطة بوطنهم منذ العهود الأولى للتاريخ، ليبقى، كما كان في الكتاب المقدس، رمزا لأرز الخلود وبياض قلب الله!"
 
قزحيا
 
احتفل رئيس دير مار انطونيوس قزحيا الأب مخايل فنيانوس مع جمهور الدّير والحبساء وأهالي وموظفي الدّير برتبة السلام والقدّاس الإلهيّ بمناسبة عيد القيامة المجيدة في دير مار أنطونيوس-قزحيّا، على نيّة شفاء مرضى كورونا والراحة الأبدية لنفوس من ماتوا وأن يفيض المسيح الرب، القائم من الموت، نعمه وسلامه على وطننا لبنان.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم