الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

صباح الثلثاء: مئة عام على ولادة مجلس النواب وبرّي بأكثرية الأقلية... لا تطلقوا النار علينا وعلى أنفسكم!

المصدر: "النهار"
مجلس النواب (نبيل اسماعيل).
مجلس النواب (نبيل اسماعيل).
A+ A-
صباح الخير من "النهار"، إليكم أبرز مستجدات اليوم الثلثاء 31 أيار 2022:
 
مانشيت "النهار" جاءت بعنوان: بري بأكثرية الأقلية… والمواجهة على نائبه
 
لم تكن "الهيصة" الإعلامية التي نظمت امس استعداداً للجلسة الأولى التي سيعقدها مجلس النواب المنتخب، اليوم، لانتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتب المجلس سوى "اشعار" بان مساراً عمره 30 عاما منذ العام 1992 قد تبدل أيا تكن النتائج التي سيفضي اليها هذا الاستحقاق الأول بعد الانتخابات النيابية. فمع ان عودة الرئيس #نبيه بري رئيسا للمجلس للمرة السابعة بلا انقطاع هي مسألة محسومة فان حجم الأوراق البيضاء الاعتراضية التي سترفع في مواجهة هذه العودة لن تكون امراً شكلياً عابراً يمكن إدارة الظهر له بعد اليوم بمنطق المتاريس الحديد غير القابلة للاختراق لدى "الثنائي الشيعي". واذا كان "التيار الوطني الحر" تحسس الاحراج التام لدى انكشاف ازدواجيته في تسريب الصفقة حيال معركة نائب الرئيس لايصال مرشحه، فان نفيه لما أوردته "النهار" امس عن هذه الصفقة لن يجدي بإزاء تسريب أسماء النواب من كتلته وممن انتخبوا على لوائح مشتركة مع "امل" في مناطق عدة الذين وضعت قائمة بهم على ان يصوتوا لبري. واذا كانت تسريب الصفقة من احد افرقائها او من المطلعين عليها احرج "التيار" فان استدراك الامر بالنفي الإعلامي والتذكير بان رئيسه اعلن سابقا ان لا موجب لانتخاب بري لن يلغي الرصد الدقيق في الساعات المقبلة لوقائع التصويت.
 
 
 
يضع الناس أيديهم على قلوبهم لانقضاء اليوم "الديموقراطي" من دون سفك دماء، كما درجت العادة حين تطلق النار احتفاءً بإعادة انتخاب زعيم.
 
ليس معروفاً بعد الوقت المحدّد الذي ستستغرقه الجلسة، ولكن من المرجح أن يقوم أشخاص في بيروت وضواحيها، ومناطق لبنانية أخرى بإطلاق النار الابتهاجي احتفالاً بـ"انتصار" إعادة انتخاب زعيمهم رئيس حركة "أمل" نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي لولاية سابعة.
إلى من يقبضون على الزناد لتوجيه رسالة قوة خاوية الى الآخرين بالنصر: "حكّموا ضميركم ولا تطلقوا النار علينا وعلى أنفسكم".
أعصاب الناس لم تعد تحتمل هلعاً وترويعاً، "يلّي فيها مكفيها"!.
 
 
افتتاحية "النهار" بقلم الدكتور ناصيف حتّي

 
نذكّر ونحن على مفترق طرق، بين ضرورة الخروج من النفق الذي وضعنا أنفسنا فيه، وهي مسؤولية كافة المكونات السياسية اللبنانية ولو بدرجات وفي أوقات مختلفة وبأشكال متعددة من حيث المسؤولية، وبين الاستمرار على الطريق السريع الذي يؤدي بنا الى الانهيار... نذكّر، من لا يريد ان يتذكر أو ان يذكر، وكأنه يعيش في حالة من الانكار، بان لبنان في حاجة الى مقاربة جديدة ومختلفة عما جرى ويجري. مقاربة تشكل قطيعة مع اللعبة السياسية التي طبعت حياتنا الوطنية: لعبة راوحت ما بين الصدام المكلف والمنهك، تحت عناوين كبيرة ورهانات على موازين قوى يرتبط بها الداخلي بالخارجي، وما يحمله هذا الصدام من جمود قاتل ومدمر في المرحلة الراهنة، وهي مرحلة حرجة جدا، وبين التفاهم الهشّ او الشكلي، كما شاهدنا في تجارب ماضية. تفاهم قد يأتي تحت عناوين وتبريرات مختلفة، من نوع حكومة "وفاق وطني"، من دون اي مضمون فعلي يُستند اليه. حكومة تهذب الصراع وتقيّده بعض الشيء، باسم مصلحة الشراكة في السلطة، وتؤدي في افضل الحالات الى احتواء درجة التوتر بين الشركاء في السلطة لمصلحة الجمود، مع بعض المراهم لتحسين صورة الجمود على حساب العمل والانجاز. وللتذكير ايضا فان احتواء التوتر قد يكون موقتا اذ تحكمه ظروف تسقط هذا الاحتواء عندما تتغير هذه الاخيرة، مما يعيدنا الى المربع الاول، والامثلة على ذلك غير قليلة.
 
 
في كتّاب "النهار":
 
حينما سئل نائب رئيس #مجلس النواب سابقاً #إيلي الفرزلي عن ترشحه للانتخابات قبل أشهر، وعن حظوظه، وإمكان فشله في بلوغ ساحة النجمة مجدداً، انطلاقاً من أرقام واضحة حالية وسابقة، أجاب سائليه بأنه تلقّى وعداً من الرئيس نبيه بري بتجيير نحو 2500 صوت شيعي وغير شيعي لمصلحته. والفرزلي الذي نال نحو 4800 صوت في انتخابات العام 2018 متحالفاً مع "التيار الوطني الحر" إنما حصل على أصوات "التيار" التي تبلغ نحواً من 2700 في البقاع الغربي وراشيا، ولم تكن انتفاضة 17 تشرين 2019 قد اندلعت، مع التغيير في المزاج العام الذي ولّدته، ولم يكن الانهيار المالي قد حصل، ما انعكس على الطبقة السياسية برمّتها. والفرزلي ليس رأسمالياً بما يمكّنه من شراء أصوات هنا وفي الخارج، بل يعتمد على شبكة صداقات بناها منذ زمن الحرب وما بعدها، ومن الخدمات التي أدّاها في مرحلة سابقة.
 
 
اليوم يعود الرئيس #نبيه بري للمرة السابعة على التوالي رئيساً ل#مجلس النواب. كان من المهم بمكان أن تتسم عودة بري بجوّ من التعقيدات الضرورية التي يجب أن ترمى في مسار "الثنائي الشيعي" الذي اعتاد منذ أعوام على التسويات السهلة التي يعرف نتيجتها مسبقاً، ويحقق ما يريده من دون أيّ عناء. هذه المرة يعود ممثل "الثنائي الشيعي"، لكن العودة أصعب، وأكثر تعقيداً، نظراً لأن "الممانعة" التي يقودها "حزب الله"، وتنضوي تحت رايتها "حركة أمل" تراجعت في الانتخابات الأخيرة. فهي ما استطاعت أن تعيد تكرار نتيجة انتخابات 2018 الكارثية التي وضعت كل السلطات تحت جناح "حزب الله"، وسهّلت مزيداً من التسويات الاستسلامية. في عملية تعقيد التجديد في انتخابات رئاسة مجلس النواب يجب ألا يكون الرئيس بري الهدف بحد ذاته، بل "حزب الله" الذي يمثل حجر الرحى في هذا الفريق. والفريق المشار إليه خرج من الانتخابات الأخير منبوذاً الى حدّ بعيد في سائر البيئات اللبنانية، في وقت أدار فيه الانتخابات في بيئته بأسلوب فاشيستي ترهيبي واضح، وما قبل بأقلّ من أن تبقى البيئة الشيعية بكاملها في الأسر، أقله على مستوى التمثيل النيابي.
 
 
على رغم خروجه المدوّي من المشهد النيابي في جولة الانتخابات الاخيرة، فان ايلي الفرزلي سيظل محتفظا بلقب دولة الرئيس، ولن يكون في مقدور أحد من الخصوم والحلفاء إلا النظر اليه على انه السياسي المخضرم والبرلماني البارع، وإنْ حالت ظروف الانتخابات دون عودته الى البرلمان الذي دخله للمرة الأولى في اول انتخابات أُجريت في عهد جمهورية الطائف.
 
لكن واقع الحال هذا، على بلاغته واهميته، لا ينفي ان سليل العائلة السياسية العريقة، وصاحب الادوار الحساسة في المحطات الصعبة يطوي في صدره مرارتين اثنتين: الاولى ما اكتنف جولة الانتخابات في دائرته (البقاع الغربي - راشيا) من ملابسات وما تخللها من تضارب حسابات وتناطح مصالح، والثانية ما أفرزته صناديق الاقتراع من ارقام ونتائج انتجت مجلسا نيابيا توحي كل المعطيات والدلائل انه قد يكون قاصراً عن السير في مهمته الاساسية وهي التشريع، وانه استتباعا عاجز عن المضي في دوره كأحد ابرز اعمدة الحياة السياسية وتبديد الازمات المتناسلة وما اكثرها.
 
 
 
يبحث صديقٌ لي عن مكانٍ لائقٍ ب#الموت.
 
أعجبتْهُ فكرة المكان اللائق هذه، وبعدها المأسويّ، فالتقطها من حوارٍ في فيلمٍ سينمائيّ، لم يعد يذكر عنوانه ولا اسم مخرجه ولا حتّى اسم البطل الذي كان يردّد هذه العبارة، بمرارةٍ حينًا، بخفّةٍ أحيانًا، وبابتسامةٍ ماكرةٍ في كلّ الأحيان. كلّ الأحيان؛ أي كلّما سنحتْ له الفرصة الدراميّة والسينمائيّة اللائقة في الفيلم، وهو جالسٌ وراء بارٍ، أو يتمشّى مع رفيقة عمره فوق أحد جسور المدينة الطافية فوق نهر.
 
قال لي إنّه بات يبحث عن هذا المكان اللائق، لأنّ لبنان لم يعد يصلح ليكون مقبرةً، ولا مأوًى لتابوت، ولا ملجأ لجثّةٍ تنتظر بفارغ الصبر أنْ يدقّ نفيرُ ساعتها بعدما استنفدت طاقاتها بحثًا عن الحياة، بحثًا عمّا ينقذ هذه الحياة من مهانتها البطيئة الراعبة.
 
 
 
لا خيار أمام الجامعة إلا باستيفاء الأقساط بالدولار الفريش كي تبقى جامعة مستقلة وقادرة على الاستمرار في التعليم الجامعي بمعايير الجودة العالمية. هذا الكلام لرئيس #الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، إلا أن له متممات أخرى. فاستيفاء الأقساط بالعملة ذاتها التي تدفع فيها الجامعة تكاليفها، يترافق مع تغطية نسبة من الأقساط لعدد كبير من الطلاب والطالبات، بما يعني توزيع الكلفة وتغطية الخسائر في شكل عادل. وقد تبين وفق احصاء أخير لطلاب الأميركية أن 60 في المئة منهم يعمل ذووهم في الخارج فيما 40 في المئة من المقيمين يعمل أهاليهم في #لبنان، وبالتالي على المتمكنين مادياً في الخارج والداخل دفع الأقساط بالدولار الفريش، وهم يساهمون بذلك في تغطية جزء من الكلفة العامة للتعليم مع ما تقدمه الجامعة من منح في موازنتها السنوية.
 
 
في قسم "السياسة":
 
 
اليوم الثلثاء 31 أيار 2022 يبدأ المجلس النيابي الجديد مهامه الدستورية بعد انتخابات سادتها عناوين كبيرة متعددة.
 
والمفارقة هذه المرة ان رئيس السن الذي دعا الى الجلسة ضمن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس ونائب رئيس هو نفسه المرشح الوحيد المعلن، الرئيس نبيه بري.
 
والمفارقة الاضافية هي ان المجلس النيابي الجديد سيمارس مهام مسؤولياته في مقره الاساسي بساحة النجمة وليس في قصر الاونيسكو كما كان يحصل، وخصوصا بعد تراجع جائحة كورونا.
 
وعملاً بالعُرف التقليدي، يقوم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي باصطحاب رئيس السن، الرئيس بري، الى مجلس النواب، ويتوجه الى كرسي الرئاسة ويعلن افتتاح جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه واعضاء هيئة المكتب.
 
 
تبدو مشجّعة جدّاً مروحة المشاورات التنسيقيّة التي دارت بين نواب الأكثرية النيابية الجديدة، خلال ساعات حسم الخيارات لجهة استحقاق نيابة رئاسة مجلس النواب. ويشكّل هذا المفصل منطلقاً في مقدّمة المسيرة البرلمانية الممتدّة 4 سنوات مقبلة، بما يجعل من هدف الفوز بمنصب نائب الرئيس مدخلاً معنوياً معطوفاً على صورة "ألعاب ناريّة" احتفالية بالنصر الانتخابيّ بضلعيه السياديّ والتغييريّ. وينطلق التحدّي الأول من تشييد خطوة على صعيد المكاسب السياسية، وسط تأكيد كتل سيادية رئيسية على ضرورة قطع الطريق على أيّ ملامح تضعضع من شأنها تحويل البرلمان إلى أكثرية مفتّتة وأقليّة متراصّة. وتعوّل قراءة مصادر كتلة سياديّة بارزة على لوحة الأكثرية التي أنتجتها الانتخابات، مع الإشارة إلى أنّها لا تعتبر أكثرية نيابية مكوّنة من عمود فقريّ واحد، بل هي بمثابة أكثرية تعدّدية غير مؤلّفة من أمانة عامّة واحدة. ويصحّ في الأكثرية التعددية الاتّجاه نحو تفعيل آليات تنسيقية، انطلاقاً من عمل كلّ فريق سياسيّ بمفرده أولاً. ثمّ الاتجاه إلى لمّ شمل أجزاء الصورة المتجانسة في موقف موحّد. ولا بدّ من مقاربة النتائج العامّة التي انبثقت عن البرلمان الجديد، على أنّها كوّنت أكثرية موقف من المهمّ الالتقاء من خلالها في الاستحقاقات الأساسية الكبرى.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم