رحلة لبنان مصيريّة... والكلمة المفتاح "استعادة الثقة"

هل لبنان حقّاً على أُهبة استعداداته لارتداء ثياب المهمّة واعتمار قبّعة الإصلاح وانتعال حذاء مضاد للانزلاق في المحاصصة وحمل شنطة مستلزمات مكافحة الفساد واصطحاب قنديل الكشف عن مكامن الخلل، بما يضمن رحلة ناجحة قوامها السير على خطى خريطة طريق مبادرة الإنقاذ الفرنسية؟ طبعاً، يبقى الحكم رهناً بنوعيّة الوزراء وأسمائهم وخبراتهم وسجلّهم وعدم تضمّن شنطة أغراضهم هاتف الاتصال بوكيل سياسي حصريّ قبل اتخاذ قراراتهم في كلّ جلسة وزارية. السؤال الذي يراود أوساط مراقبة لتحضيرات الرحلة، أبعد من هذه الصورة: هل القوى السياسية التي وافقت على بنود المبادرة ستلتزم بتعهّداتها، عندما تحين ساعة الجدّ؟ هذه هي الشيفرة الأساسية التي يُنتظر أن تفككّ الإجابة عنها الأيام المقبلة، باعتبار أن الأحزاب تمتلك القدرة على زرع الفخاخ في درب الرحلة من مجلس النواب أيضاً، على اختلاف شكل الحكومة ومكوّناتها، ويمكن ألّا تلتزم أو تساعد على تطبيق القرارات في المناطق المحسوبة شعبيّاً عليها. الخشية من قابل الأيام مردّه إلى تصاريح عدد من المحسوبين على محور الممانعة عبر وسائل الاعلام، واستفاضة هؤلاء في دعمهم وترويجهم لفكرة "تقسيمة" الحقائب بين الأحزاب. لا يصلح هؤلاء أن يعلّقوا أو يعقّبوا...