تحريض "غير عقلانيّ" لتشريع البحر أمام النازحين

تختلف الطروحات السياسيّة الخاصّة حيال ملفّ النزوح السوريّ الذي لا يخلو من الصعوبات المتراكمة تباعاً، لكن أن تتسارع النداءات المؤيّدة تشريع البحر أمام كلّ من يستطيع إليه سبيلاً من النازحين، فإنّ ذلك الغضب الناشب من البعض الذي لم يستسغ ما استقرّت عليه المفاوضات اللبنانية الخارجية في ملف النزوح حتى اللحظة، طرح استفهامات جليّة حول أسباب "صرخة" مماثلة والتبعات التي يمكن أن تترتّب عنها خصوصاً لناحية أنها تضع لبنان أمام خطر اعتباره دولة مارقة. ويشجب مراقبون سياسيون ما قاله المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، الذي حثّ على اتخاذ إجراء كهذا تحت مسمى "فتح البحر كعنوان للمواجهة" مع ما يشكّله تصريح مماثل من تحريض غير عقلانيّ، بحسب معارضيه؛ فيما يمكن أن يرتّب تشريع البحر إذا حصل نتائج خطيرة أمنيّاً وسياسياً وديبلوماسياً على حدّ سواء. ولماذا لم يقل قَبَلان في ضرورة ضبط الحدود البرية اللبنانية السورية منعاً لاستقطاب الأراضي اللبنانية "موجات إضافية" من النازحين العشوائيين، بدلاً من حثّه على عدم الانضباط البحري فيما كان يمكن للانضباط البريّ أن يخفّف من كاهل المشكلة بالحدّ الممكن؟ والحال هذه، ماذا يعني "غياب الانضباطين" البريّ والبحريّ سوى الاستهتار وأنّ يتحوّل لبنان مساحة جغرافية هشّة فاقدة للشروط...