الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الرئيس عون خلال استقبال في السفارة العراقية: لتكن مئوية تأسيس الدولة بابا لمستقبل تصنعونه باتحاد إرادتكم

المصدر: "النهار"
الرئيس عون
الرئيس عون
A+ A-
أقام سفير العراق حيدر شياع البراك، استقبالا في ذكرى تأسيس الدولة العراقية العام 1921، في حضور وزير السياحة وليد نصار ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب علي حسن خليل ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الطاقة وليد فياض ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وعدد من القناصل والقائمين بالأعمال في السفارات وشخصيات اجتماعية وإعلامية وتربوية.

بدأ الاحتفال بالنشيدين العراقي واللبناني، ثم وقف الحضور دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق ولبنان.

وكانت كلمة متلفزة للرئيس عون توجه فيها إلى الشعب العراقي: "يا شعب العراق الشقيق، تحتفلون اليوم بالذكرى المئوية لثورتكم التي ادت الى تأسيس الدولة العراقية وكم يسعدني أن اخاطبكم في هذه المناسبة وأشارككم مشاعر العز والفخر وأنتم تتحدرون من أرض خصبة، بتاريخها الحضاري وعراقة تراثها ومفكريها وآدابها ومساهمتها الثرية في مسار الانسانية نحو الارتقاء والتطور. تربط لبنان والعراق علاقات اخوية وثيقة ضمن انتمائهما العربي، تزيدها الايام والسنوات غنى وتعاونا ومشاركة حتى في الظروف والاحداث. فقد شاءت الأقدار أن يكون إعلان دولة لبنان الكبير متزامنا مع ثورتكم بفارق سنة واحدة فقط وشاءت ايضا أن تتشابه التحديات التي واجهها شعبانا، أمنية كانت أم إقتصادية".

أضاف: يا شعب العراق الشقيق، إن لبنان يحفظ لشعبكم مشاعر التقدير والامتنان لوقوفه الدائم بجانبه في مختلف الظروف والمراحل، رغم التحديات الصعبة التي تواجهه، وآخر غيث الأخوة كان أخيرا عبر مبادرة مسؤولي العراق إلى اتخاذ قرار بتزويد لبنان بالنفط لتشغيل معامل الكهرباء لدينا. فتحية تقدير قلبية لفخامة رئيس الجمهورية السيد برهم صالح ودولة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي والمسؤولين المعنيين بهذا الملف على هذه المبادرة التي نأمل أن تساهم قريبا في تغطية جانب من احتياجات شعبنا وتخفيف بعض الأعباء عنه. لي ثقة كبيرة بأن العراق قادر على استعادة أمجاده وتفعيل طاقات شعبه والنهوض إلى أعلى المراتب التي يستحقها ومجاراة تطور العصر وآفاقه".

وختم: "فليكن أملكم بالغد كبيرا وبأنفسكم أكبر لأنكم شعب أصيل وعريق متجذر بالشهامة والمروءة والاستنارة. فلتكن مئوية تأسيس دولة العراق بابا لمستقبل تصنعونه بأحلامكم الحية وباتحاد إرادتكم، بيننا وبينكم مسيرة لن تنقطع، تقودها المحبة وتبادل الاحترام. عشتم وعاشت الأخوة اللبنانية - العراقية".

السفير العراقي
ثم ألقى السفير العراقي كلمة قال فيها: "يسعدني ويشرفني أن أقف هنا اليوم لنحتفل بالذكرى السنوية الاولى لتأسيس الدولة العراقية عام 1921، كما اود ان اعبر عن سعادتي الكبيرة لأكون ممثلا وشاهدا على مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية. هذا اليوم سيكون ذاكرة راسخة وجميلة لاحفادنا الذين سيحتفلون بالمئوية الثانية عام 2121 ان شاء الله".

أضاف: "شهدت هذه الحقبة من الزمن الكثير من المتغيرات والتحولات في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة العراقية واسست لقيام بلد مستقل وذو سيادة له تأثيره العربي والاقليمي والدولي، ولنا الحق بأن نفتخر بأننا من اوائل الدول التي أعلنت عن تشكيلها في المنطقة. وفي هذه المناسبة فانني انتهز هذه الذكرى السعيدة لتهنئة لبنان رئاسة وحكومة وشعبا لقيام الدولة اللبنانية".

وتابع: "لعب العراق وعلى طول تاريخه ادوارا وطنية وعربية ودولية مهمة، وترأس الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية والإسلامية، وشارك في الكثير من المؤتمرات الدولية المهمة، وكان له ولرجاله ولنسائه دور مشرف وكبير في جميع القضايا، وساهم مع باقي الدول في تشكيل عصبة الأمم، ومن بعدها الأمم المتحدة وهو من الدول المؤسسة للجامعة العربية ولمنظمة التعاون الإسلامي".

وشدد على أن "العراق كان ولا يزال وسيظل دائما داعما للمبادىء والمواثيق الدولية وأخا وسندا لجميع اشقائه العرب، وفي مقدمهم لبنان العزيز، وانطلاقا من إيمانه الراسخ بوحدة التاريخ والمصير مع جميع الدول والشعوب العربية". وقال: "في عام 1921 وبعد تزايد النضال الوطني من فئات المجتمع العراقي كافة، من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، انبثقت الدولة العراقية التي تكونت بولايات بغداد والموصل والبصرة. ومنذ العام 1921 ولغاية 1958، شهد العراق حكما ملكيا، تبع هذه الفترة نظام جمهوري استمر الى يومنا هذا. وخلال هذه الفترة انتقل العراق الى دولة ذات سيادة ونظام تعددي وديموقراطي فيديرالي، شاركت فيه كل مكونات الشعب العراقي بجميع اطيافه من دون استثناء".

وقال: "نقف اليوم إجلالا وإكراما للمؤسسين الأوائل ولأبنائهم وأحفادهم الذين نقلوا العراق من ولايات متفرقة بسيطة الى دولة ونقطة ارتكاز تجمع حولها جميع دول المنطقة، كطرف دولي يعتمد عليه في حل الخلافات والأزمات التي عصفت وتعصف بالمنطقة منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا. ورغم المشاكل والأزمات التي مرت على العراق منذ تأسيسه ولغاية الآن، إلا انه وفي كل مرة، ينهض من جديد أقوى من المرات السابقة، مستمدا هذه القوة وهذا الصمود من تاريخه وإرثه الحضاري الذي يمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة".

وختم: "أود أن أؤكد لكم أن العراق اليوم أقوى من ذي قبل، بسواعد بناته وأبنائه البررة الذين حاربوا الإرهاب بجميع أشكاله وانتصروا عليه، وهو ينطلق الآن في مسيرة بناء وإعمار غير مسبوقة، للارتقاء والوصول الى مصافي الدول المتقدمة، ماضيا بتوفير الرخاء والازدهار لشعبة، وعازما على تحقيق السلم والسلام في كل المنطقة. كل عام وكل مئوية، والعراق ولبنان وجميع دول المنطقة والعالم بألف خير وأمن ورخاء. عاش العراق عاش لبنان".

بعد ذلك، قطع ممثلو الرؤساء الثلاثة والسفير العراقي قالب الحلوى، واختتم الاحتفال بلوحات فنية من التراث العراقي.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم