الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

السنيورة: لبنان غير مفلس بل ثمّة إدارة مفلسة

المصدر: "النهار"
الرئيس فؤاد السنيورة (نبيل إسماعيل).
الرئيس فؤاد السنيورة (نبيل إسماعيل).
A+ A-
أكّد الرئيس فؤاد السنيورة أنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري "لايزال حاضراً بقوة حتى في غيابه في وجدان الكثرة الكاثرة من اللبنانيين والعرب، بعد هذه الثمانية عشر عاماً على غيابه"، مشدّداً على انّ "هذا الرجل الكبير، وهو كان كبيراً بحجم الوطن، لما قام به من أجل لبنان، ومن أجل استعادة دولته واستعادة سلطتها الكاملة على كامل الأراضي اللبنانية. ومن أجل أن ينتقل لبنان إلى حيث يجب أن يكون في مصاف الدول المتقدمة".
 
وأضاف السنيورة بعد لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: "ندرك الكلفة الكبيرة لهذا الغياب المدوي للرئيس الحريري، وما تسبّب به أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء التي أدّت إلى اغتياله، وهم الذين أوصلوا لبنان - بطريقة أو بأخرى - إلى هذه الانهيارات التي أصبح يعاني منها اللبنانيون الآن".
 
واعتبر أنّ "الحقيقة التي يجب أن ندركها كلبنانيين وبكل وضوح وبعيداً عن التعمية، وبعيداً عن عمليات الإلهاء، التي لاتزال تجري الآن على قدم وساق وذلك من أجل حرف انتباه اللبنانيين عن المشكلات الحقيقية التي يعانون منها ويعاني منها لبنان، والتي لا سبيل للخلاص منها إذا لم يتشكّل هناك موقفاً حقيقياً وحازماً من أجل معالجة جوهر المشكلات التي تعصف بلبنان، وذلك بعيداً عن القصور والتقصير الذي شهدناه خلال السنوات الماضية. وذلك بأنه لا إمكانية للتصدي ولإجراء معالجة حقيقية للمشكلات التي يعاني منها لبنان من دون سلوك طريق الإصلاح الحقيقي. باختصار لم يعد بالإمكان معالجة مشكلاتنا باستعمال المراهم".
 
ورأى السنيورة أنّ "الحقيقة التي يجب أن لا يغفل عنها أحد، والتي يجب أن نكون واضحين فيها، أنّه لا يمكن إخراج لبنان من المآزق والانهيارات التي يعاني منها اللبنانيون من دون استعادة الدولة لحضورها ولسلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، ومن دون العودة إلى احترام الدستور وحسن استكمال تطبيق اتفاق الطائف، وإعادة الاعتبار إلى الاستقلال الكامل للقضاء، وليس على النسق الذي شاهدناه في الأيام القليلة الماضية تلك الخلافات المسرحية المؤلمة والمهينة للبنانيين التي حصلت بين القضاة وأيضاً في أن يصار إلى استعادة العلاقات السوية والصحيحة بين لبنان وبين الدول العربية الشقيقة".
 
في السياق، أشار السنيورة إلى أنّ "التدهور الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه اللبنانيون الآن يعبّر في الحقيقة عن عدم وجود قيادة رؤيوية حقيقية وفاعلة في لبنان الآن. وهذا يعيدنا إلى التأكيد مجدداً على الأولويات بشأن ما ينبغي أن يصار القيام به وفوراً، ألا وهو انتخاب رئيس جديد للبنان. إذ أنّ كل تأخير هذا الشأن يعني مزيداً من الآلام والأوجاع التي سوف يتحملها اللبنانيون ويتحملونها في مستوى معيشتهم ويتحملونها في ما سينجم عن ذلك أيضاً من تردٍ مستقبلي ينعكس سلباً على حياة اللبنانيين جميعاً".
 
وإذ شدّد السنيورة على ضرورة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة، قال: "لقد عانينا الكثير حتى الآن مما يسمى الاستعصاء المزمن على الإصلاح. هذا الإصلاح الذي نحتاجه هو الإصلاح الذي رفضه واستعصى عليه للأسف الكثير ممن يتباكون الآن على الدولة، وهم الذين كانوا ضد القيام بالإصلاحات عندما كان ذلك ممكناً، وعلى مدى ربع قرن مضى من الزمان".
 
وأضاف: "يجب أن ندرك أن العالم لديه انشغالات كبيرة ومشكلات كبيرة، وهو غير متفرغ لحل مشكلاتنا، ولكنه هو على استعداد لمساعدتنا إذا كان هناك قرار لدى اللبنانيين في أنهم يريدون أن يساعدوا أنفسهم. لا يستطيع الغير مساعدتنا إذا كنا نحن لا نريد مساعدة أنفسنا".
 
وتابع: "يجب أن يكون واضحاً لدى اللبنانيين أنّ الدولة لا تفلس، والدولة اللبنانية بالفعل هي غير مفلسة. ولكن هناك إدارة حكومية مفلسة، وهي التي أوصلت لبنان على حيث ما وصل إليه. إننا نستطيع أن نحقق الإنقاذ عندما ننفذ كل المقتضيات لاستعادة الدولة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم