تحركات 4 آب... حشود تملأ ساحة الشهداء، مواجهات في محيط المجلس وقداس في المرفأ (صور وفيديو)
دقّت الساعة السادسة و7 دقائق في بيروت. مرّ عام على انفجار المرفأ الكارثي، لكنّ المشهد اليوم يختلف عن المشهد السابق منذ عام. عشرات الآلاف خرجوا إلى الشوارع حاملين آلامهم وآمالهم في التغيير تحت ظلال اللعلم اللبناني، مطالبين بالعدالة لضحايا انفجار 4 آب، وبالاقتصاص من المرتكبين الذين أودوا بحياة 220 ضحية.
تحدّى الحشد الكبير سلسلة من الإشكالات والأخبار الأمنيّة المقلقة، التي خرجت إلى العلن، وابتدأت بأخبار ضبط الأسلحة وصولاً إلى أخبار الوثائق الأمنية، وذكّر بالشكل بطلائع أيام ثورة 17 تشرين لناحية الشعارات المرفوعة وقدرة الحشد المثبتة على الأرض.
بعد بلوغ المتظاهرين ساحة الشهداء، ومع ازدياد أعدادهم وتوجُه مجموعات منهم إلى محيط بوابة مجلس النواب، بدأت المواجهات مع القوى الأمنية، حيث رشق متظاهرون بالحجارة القوى الأمنية، التي أطلقت وابلاً من القنابل المسيلة للدموع. لم تتراجع المجموعات بسهولة، بل دخلت في عمليّات كرّ وفرّ طويلة. ومع بدء حلول الظلام، وإصرار عددٍ من المحتجّين على المواجهة مع حرس مجلس النواب والقوى الأمنية، اتخذ القرار الأمني بالانقضاض على كلّ الحشد الذي ملأ ساحة الشهداء، فتقدّمت عناصر من الجيش، وشكّلت حاجزاً أمام مبنى "النهار"، في حين أخلى المحتجّون الطريق من "النهار" حتّى بوابة المجلس. ومع تكثيف إطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاه الصيفي، تفرّق الحشد الذي يمكن القول إن شارع الثورة لم ينجح بحشده منذ أشهر.
وطوال المواجهات، حاول المتظاهرون الحفاظ على حضورهم في الساحة، لا سيّما بعد الأعداد التي نجحوا بحشدها في هذا اليوم الاستثنائي، وبما يمثّله من مناسبة مكثّفة لإدانة الطبقة السياسية ومتابعة الضغط عليها.
القداس الإلهي في المرفأ
وتزامناً، بدأ منذ قليل القداس الذي يترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مكان الانفجار في مرفأ بيروت، بتنظيم من أبرشية بيروت المارونية وتجمّع كنيسة من أجل لبنان، وبمشاركة أهالي ضحايا الانفجار، مع تلاوة آيات من القرآن الكريم.
قبيل بدء القداس، نفّذ سرب من القوات الجوية عرضاً بالطائرات، فوق منطقة الانفجار، تحيّة لشهداء وضحايا الانفجار، وحلّقت طوافة صعوداً نحو السماء تجسيداً لأرواح الشهداء فيما حلّقت 3 طوافات لترسم بالدخان ألوان العلم اللبناني. في الأثناء، عُرضت عبر الشاشة مراسم إضاءة شمعة ورفع الدعاء والصلوات من كنيسة القيامة، بالإضافة إلى تلاوة أسماء ضحايا الانفجار كلّهم، قبل أن يقف الحضور دقيقة صمت لراحة أنفس الضحايا.
بعد ذلك، احتدمت المواجهات في محيط المجلس، مع وصول قوّة كبيرة من مكافحة الشغب إلى المكان، حيث باشرت إلقاء القنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين، وعمدت إلى إطلاق خراطيم المياه لتفريقهم، فيما استمرّ الشبّان برشق القوى الأمنية بالحجارة بكثافة.
وأفاد الصليب الأحمر، عبر حسابه في "تويتر"، بنقل 6 جرحى حتى الآن من وسط بيروت وإسعاف 15 مصاباً في المكان.
في الإطار، برزت وثيقة أمنية، تشير إلى استعدادات أمنية كبيرة تحضيراً لتحرّكات اليوم، وتؤكّد التصدّي لأيّ أعمال شغب قد تعقب إحياء الذكرى مساءً. وقد أفاد مصدر أمني "النهار" بصحتّها، مشدّداً على أنّ الإجراءات المذكورة في الوثيقة طبيعيّة في يوم مماثل، وفيها مواكبة للتحركات التي ستعّم مختلف المناطق اللبنانية.
وسجّل انتشار قوّة من "مكافحة الشغب" بشكل كبير في بيروت، تزامناً مع انطلاق المسيرات في الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ.
كذلك انطلقت مسيرة من شارع أرمينيا في برج حمود باتجاه ساحة الشهداء، ومنها إلى تمثال المغترب، وسط مطالبات بـ"كشف الحقيقة وتحقيق العدالة ورفع الحصانات ومحاسبة كلّ من كانت له يد في الانفجار".
ومن أمام شركة كهرباء لبنان، انطلقت مسيرة كبيرة إلى المرفأ، مروراً بالجميزة. وتوّجهت مسيرة من خليج السان جورج في بيروت نحو المرفأ وصولاً إلى ساحة الشهداء بدعوة من "الحزب الشيوعي".
وتُظهر الصور حجم الأضرار في الجميزة مع تكسير سيّارات وواجهات محالّ بالقرب من مركز لـ"القوات".