الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تيم حسن… صانع التفاصيل وحارسها

المصدر: النهار
جورج موسى
جورج موسى
تيم حسن وداوود الشريان خلال الحلقة.
تيم حسن وداوود الشريان خلال الحلقة.
A+ A-

قد يعتقد بعضهم أن تيم حسن مغرور. يرتكز هؤلاء في تصنيفهم على قلّة الإطلالات الإعلامية للنجم السوري، وظهوره المقنّن على صفحات السوشيل ميديا. يذهب آخرون إلى حصره في خانة الوسامة، علماً بأن الكاريزما والحضور الاستثنائيين لـ"أسعد الوراق" الجديد، لا يختلف عليهما أحد. يتفنّن قسم ثالث من المتابعين في تحليل خياراته الفنيّة، معتبرين أن حضوره الدرامي التلفزيوني جاء حتى اليوم أقوى من أعماله السينمائية أو مشاركته في دراما المنصّات ("أنا" و"العميد" مثالاً).

مناسبة الحديث عن تيم حسن هو حلوله الليلة ضيفاً على برنامج #مع_الشريان الذي يقدّمه الإعلاميّ والصحافيّ السعوديّ داود الشريان. ينتظر كثيرون الحلقة. منذ زمن، لم يجرِ "عابد كرمان" لقاءات مطوّلة. وميزة حوار الليلة ليس توقيته فحسب، إنما كونه يدور في فلك غير متوقّع، ويُظهر وجهاً حقيقيّاً للفنّان السوري، بعيداً عن كلّ الصور المرسومة عنه، والتي أشرنا إليها في الأسطر الأولى من هذا المقال.

 

صداقة عمرها زمنٌ تجمع الرجلين؛ وهو ما يبدو جلياً منذ اللحظة الأولى. من هنا، وتماشياً مع روحيّة البرنامج، ستلقي الحلقة الضوء على محطّات بارزة صنعت من تيم حسم النّجم، الذي يتهافت عليه المنتجون، والاسم القادر على إنجاح أيّ عمل يُشارك فيه، حتى ولو لم يكن ذلك العمل يملك كلّ مقوّمات النجاح.

كيف استطاع تيم تحقيق ذلك؟

الإجابة في الحلقة، أو بالأحرى ستنكشف تباعاً خلال سرد حسن نفسه لمحطات مسيرة تحاوزت العشرين عاماً… رهيب هذا الحرص في شخصية تيم حسن. من تابع تصوير الحلقة، وركّز أكثر على التفاصيل خلال عملية المونتاج، لا بدّ له من أن يلفته ذلك الحرص المهنيّ في شخصيّة تيم. نعم، حسن ليس عشوائياً، لا في مفرداته، ولا في أعماله، ولا في الحديث الذي يجريه، أو حتى في الدعابات التي يُطلقها. وتيم صاحب شخصيّة تحمل حسّاً فكاهيّاً ذكيّاً. وهذا ما يبدو واضحاً لمتابعي أدواره (حتى مواقف جبل شيخ الجبل المضحكة، أغلبها كانت من بنات أفكار تيم نفسه). نعم، تيم حسن حريص جداً، وهذا الحرص قد يكون أحد أسرار نجاحه.

تيم حريص على التفاصيل. وهذه التفاصيل هي التي وضعته في إطار مختلف عن كلّ نجوم جيله. تيم يدقّق ويتفحّص. ومن يهتم بالتفاصيل، يعرف أن قيمتها تكبر حين يُصبح مقلّاً في الكلام والظهور واللقاءات، وربّما الأعمال الفنية وحتى الصور. (خمسة أجزاء مرت على "الهيبة"، حتى الصور التي كانت توزّع من الكواليس، كانت مدروسة بشكل متقن).

تيم حسن فنان في التفاصيل. من يدقّق في مسيرته جيّداً، يعرف أن ذلك الشاب، الذي بدأ مع "كان يا ما كان" (واحد من أشهر المسلسلات في طفولة جيل الثمانينيات)، أعطى كلّ شخصية اختارها بُعداً مختلفاً، وكانت فيها التفاصيل محاكة بشكل حرفيّ.

في كلّ دور قدّمه، تستشفّ لدى تيم إحساساً ذاتيّاً عميقاً بالكاراكتير الذي يتبنّاه. ومن ذلك الكاراكتير يصوغ ملامح في الشكل والنطق والمفردات وطريقة المشي والغزل والغضب والتفاعل… قلّما تكرّرت. "الوليد بن يزيد" وبعض التفاصيل الشكليّة تختلف تماماً عن هدوء "نبيل" في "على طول الأيام" وازدواجية "جميل" في "زمن العار"، وسحر "تيمور تاج الدين" في "تشيللو" يختلف تماماً عن التفاصيل المذهلة التي خاطت نجاح "الملك فاروق".

"الهيبة" أنموذج أيضاً. ذلك الرجل الذي استطاع - في زمن باتت فيه البطولات نادرة - أن يسترجع بريق الملاحم الشعبية، ويحوّل - بفضله هو أولاً، ثم بمجهود الشركة المنتجة والمخرج وفريق العمل- جبل شيخ الجبل إلى بطل شعبيّ ورمز… كان في كلّ موسم - وبعيداً من أيّ نقاش حول العمل - يشتغل على تفاصيل في الشكل والتعبير و"الايفيهات" مختلفة تماماً.

ولعلّ واحداً من أهمّ إنجازات تيم حسن في تاريخه الفنيّ كان دوره في مسلسل "الانتظار" (2006)، نظراً لتخلّيه تماماً عن كلّ مفرداته ومقوّماته الشكلية ليغوص في عمق شخصيّة مغايرة، مقدّماً أنموذجاً وكاراكتيراً يُعدّ امتداداً أو محاكاة لـ"روبين هود". ذهب إلى قاع القاع الدمشقيّ، وعلّم!

الليلة إذن، #تيم_حسن_مع_الشريان. حلقة، سيُخبر فيها - وأيضاً بحرص - حواديت من البدايات والمسرح القوميّ وثقل التجربة مع حاتم علي، والبوابة المصرية وصولاً إلى نجاح "الهيبة" والفيلم المنتظر عنها… حواديت جميلة، تجعل من تيم حسن… سهلاً ممتنعاً… وصانع التفاصيل!

 

الليلة العاشرة بتوقيت السعودية على mbc 1

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم