الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

حساسية الربيع .. علاج نهائي للتعافي التام والالتزام ضروري

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
الحساسية الموسمية لا تقتصر على لقاح الأزهار بل عوامل عديدة أخرى تسبب
الحساسية الموسمية لا تقتصر على لقاح الأزهار بل عوامل عديدة أخرى تسبب
A+ A-

في هذه الفترة من السنة، ومع حلول فصل الربيع، يبدأ كثيرون بمواجهة أعراض الحساسية بفعل العوامل الطبيعية المحيطة. من المؤكد أن حالة الحساسية هذه تكون على درجات، فمنها ما يكون خفيفاً وقد يمر مرور الكرام، ومنها ما ينعكس بشكل واضح على نوعية حياة من يعانيها. أما العلاجات فتختلف على هذا الأساس وفق معايير محددة يوضحها الطبيب الاختصاصي في الأمراض الرئوية الدكتور رالف نعمة، خصوصاً في ظل انتشار وباء كورونا الذي يزيد الحالة خطورة في حال التقاط العدوى ولم تكن حالة الحساسية تحت السيطرة.

كيف تظهر أعراض الحساسية في موسم الربيع؟

ترتبط حساسية الربيع بلقاح الأزهار الذي يزداد في هذا الموسم، ما يزيد قابلية الأشخاص الذين يعانون الحساسية إلى التعرض لأعراض مرتبطة بذلك. لكن يشدد نعمة على أن هذا لا يعني أن من يعاني حساسية الربيع يواجه مشكلة فقط مع لقاح الأزهار، بل ثمة عوامل محسسة عديدة تؤثر سلباً عليه وتؤدي إلى ردة فعل حساسية كالتلوث والتدخين والتوتر وارتداد الطعام. مع الإشارة إلى أن هذا النوع من الحساسية يظهر عادة في سن مبكرة ويستمر مع الشخص لكن يمكن ان يظهر أيضاً في مرحلة لاحقة، خصوصاً في حال انتقال مكان الإقامة إلى حيث تزيد العوامل المحسسة. وفي مثل هذه الحالة، يعاني أحد أفراد العائلة من درجة القربى الأولى أو عدة أفراد هذه الحساسية التي تنتقل بالوراثة.

أما الطريقة التي تظهر فيها أعراض الحساسية فترتبط بما إذا كانت تصيب بالأنف فتسبب عندها العطس والزكام وسيلان الأنف. ويمكن أن يزيد الاحتقان حدة، فيؤثر على حاستي الشم والذوق. أما إذا كانت الحساسية مرتبطة هنا بالجهاز التنفسي والرئتين، فتسبب ضيقاً في التنفس، وصفيراً في الصدر، وسعالاً. ويمكن أن تزيد الأعراض حدة أو تخف بحسب درجة الحساسية. وفي هذه الحالة تعرف هذه الحالة بالربو، لاعتبار أن الحساسية تطال الرئتين وتؤثر على الجهاز التنفسي. ويمكن أيضاً أن تظهر الحساسية في العينين من خلال احمرار فيهما وحكاك، أو في الجلد من خلال طفرة جلدية. هذا مع الإشارة إلى أن الحساسية يمكن أن تظهر في مختلف أوقات السنة لا في الربيع حصراً لدى من يعانيها في حال التعرض إلى العوامل الأخرى المحسسة.

هل العلاج ضروري في مختلف الحالات؟ يوضح نعمة أن الحساسية التي تطال الرئتين هي في الواقع الأكثر خطورة وصعوبة، فيما تعتبر تلك التي تظهر في العينين والجلد أقل حدة عادةً. أما بالنسبة إلى تلك التي تصيب الأنف فيمكن ان تؤثر سلباً أيضاً من نواحٍ عديدة وتسبب التهاب الجيوب الأنفية الذي قد يزيد حدة ويؤثر سلباً على حاسة الشم.  يرتبط العلاج عامةً بحدة الاعراض وما إذا كانت تطول مدتها في أوقات مختلفة في السنة.

إذا كانت مثلاً تسبب انزعاجاً في الأنف لبضعة أيام قد لا تكون هناك حاجة إلى العلاج. كذلك إذا كانت المشكلة تقتصر على العطس وسيلان بسيط في الأنف. أما إذا كان العطس مستمراً وسيلان الأنف يؤثر على نوعية الحياة، فقد يتطلب ذلك العلاج. أما العلاج فقد يطول لمدة 3 أشهر أو أكثر، ويستمر بحسب حدة الأعراض، وتؤثر على نوعية الحياة كالانزعاج ليلاً أو في العمل مثلاً. وقد تتسبب الحالة بالدخول إلى المستشفى عند التعرض إلى نوبة حادة.

في مثل هذه الحالة لا بد من اتباع علاج منتظم وعميق يساعد على التعافي منعاً لتكرار الحالة. علماً أن الدواء يشكل جزءاً من العلاج للسيطرة على الأعراض، أما الجزء الثاني فهو تجنب العوامل المحسسة بهدف السيطرة على الحالة ككل. علماً أن تجنبها مطلوب طوال السنة، لاعتبار أن المشكلة قد لا تقتصر على لقاح الأزهار إنما أيضاً على باقي العوامل كالتلوث والتوتر والتدخين. وعندما يُعرف العامل المسبب للحساسية يكون من الأسهل تجنّبه. لكن في كل الحالات لا يمكن أن ننكر، وفق ما يوضحه نعمة أن تجنب العوامل المحسسة كلّها قد لا يكون ممكناً في أحيان كثيرة، ومنها مثلاً ما يتعلّق بحساسية الربيع. في الوقت نفسه، يشدد نعمة على ضرورة الالتزام بالعلاج الخاص بالحساسية التي تطال الرئتين مسببة الربو، بإشراف الطبيب. ففي حال التهاون وعدم اللجوء إلى العلاج إلا عند ظهور الأعراض تسوء حالة الرئتين ويتراجع معدل تجاوبهما مع العلاج المتبع مع الوقت.

أما الحل الثالث الذي يمكن اللجوء إليه، فهو في الواقع الحل النهائي الوحيد الذي قد يسمح بالتخلص نهائياً من المشكلة، وهو عبارة عن علاج مناعي Immunotherapy. وفي هذه الطريقة، يتم العمل على جعل الجسم يعتاد التعرض للمحسس حتى لا تعود هناك مشكلة مع الوقت. وعندها يتعرض المريض إلى المحسس بكمية ضئيلة بشكل رذاذ تحت اللسان. وهو علاج طويل المدى قد يُعتمد خلال سنتين أو ثلاث، إذا ما تبين أن ثمة تحسّناً في الحالة بشكل تدريجي. ويتم التأكد من معدل التجاوب بعد انقضاء موسم اربيع ومراقبة مدى التحسّن. وأيضاً يمكن أن يجرى هذا النوع من العلاج بشكل إبر تحت الجلد لكن يبدو الرذاذ تحت اللسان الذي يؤخذ في المنزل عملياً أكثر. مع ضرورة التوضيح أن ثمة معايير معينة يُفترض توافرها للجوء إلى هذا العلاج. فبقدر ما تزيد المحسسات تزيد صعوبة اعتماده والأفضل أن يعاني الشخص حساسية ضد عامل واحد مثلاً.

 

هل يزيد خطر كورونا على من يعاني الحساسية؟

من الضروري أن تكون حالة من يعاني الحساسية تحت السيطرة، وأن يلتزم بالعلاج أكثر من أي وقت مضى، بحسب نعمة. فبوجود الوباء، لا يعتبر أكثر عرضة لالتقاط العدوى، إنما قد تكون الحالة والأعراض أكثر خطورة على من يعاني الحساسية لأن مجرى الهواء يكون أكثر حساسية عندها، ولا يحتمل المشاكل التي يمكن التعرض لها كأي شخص آخر. هذا مع ضرورة عدم التخوف من علاجات الحساسية التي تحتوي على كمية ضئيلة جداً من الكورتيزون لا تدخل في الدم إلا بكمية لا تذكر ويتم استنشاقها. فبعكس الاعتقاد السائد، لا أثر سلبياً لها على الإصابة بكورونا. من الضروري الالتزام بالعلاج الطويل المدى للسيطرة على الحالة والأعراض.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم