الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

علماء يدرسون فرضية الانعكاس المباشر... هل ترتبط الأعاصير الكارثية بالتغّير المناخي؟

المصدر: "النهار"
عقب الإعصار الذي ضرب الولايات المتّحدة (أ ف ب).
عقب الإعصار الذي ضرب الولايات المتّحدة (أ ف ب).
A+ A-
يدور نقاش بين العلماء عما إذا كان التغير المناخي قد تسبّب بالأعاصير الكارثية التي ضربت الولايات المتحدة أخيراً. فعلى رغم أن ظروف تشكل هذه الظواهر المناخية قد تتعزز بفعل الاحترار، يبدي العلماء حذراً شديداً إزاء فرضية وجود رابط مباشر.

وقد أثبت العلماء أن التغير المناخي أدى هذه السنة دوراً في موجة حر شهدها شمال غرب الولايات المتحدة، أو في الفيضانات التي أغرقت مناطق واسعة من ألمانيا وبلجيكا. غير أن الظاهرة المحددة المتمثلة في الأعاصير القمعية هي من الأكثر عصياناً على التحليل.

ويوضح عالم المناخ في جامعة "سنترال ميشيغن" جون آلن لوكالة فرانس برس "أننا سجلنا خلال السنوات الأخيرة، منحى تصاعدياً في الظروف المواتية" لتشكّل الأعاصير في منطقة وسط الولايات المتحدة الغربي وجنوب شرق البلاد"، مشيراً إلى أن "هذا المؤشر أقوى خلال الشتاء".

لكنه يشير إلى أنه "من المضلل أن ننسب هذا الحدث إلى التغير المناخي".

ويرسم أستاذ علم المناخ في جامعة ولاية فلوريدا جيمس إلسنر مقارنة ذات دلالات مهمة: فرغم أن عدد حوادث السيارات يميل إلى الازدياد بسبب الضباب، لكن أي حادث قد يقع في ظل وجود ضباب قد يكون ناجما عن سبب مختلف تماما.

ولتحديد هذا السبب، من الضروري إجراء تحقيق، إذ إن علم "نسب" الأحداث القصوى إلى التغير المناخي يأخذ منحى تصاعديا. لكن مثل هذه الدراسة تستغرق وقتاً طويلا في حال إجرائها.

في الانتظار، هل يمكن القول أقله إن التغير المناخي سيزيد عدد الأعاصير الحادة من خلال إيجاد الظروف المواتية لها.

يجيب جون آلن أن "الأدلة المتوافرة يبدو أنها تصب في هذا الاتجاه. لكني لا أظن أننا قادرون على الحسم بصورة نهائية".

وأشارت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في آخر تقرير أصدرها خبراؤها في آب الماضي إلى وجود "درجة ضعيفة من الثقة" في ما يتعلق بإقامة رابط بين التغيّر المناخي وظواهر موضعية مثل الأعاصير القمعية. وهذا الأمر يسري على "الاتجاهات المسجلة" وأيضا على "التكهنات" المستقبلية.

لم يسجل متوسط أعداد الأعاصير القمعية السنوية في الولايات المتحدة، والتي تحصل بأكثريتها خلال الربيع، ازديادا خلال السنوات الماضية إذ بقي بحدود 1300.

ويقول جيف تراب الذي يرئس قسم علوم الغلاف الجوي في جامعة إيلينوي إن "أكثرية الأشهر تشهد حتى تراجعا" في أعداد هذه الأعاصير.

لكنه يشير إلى "استثناء يشكله شهرا كانون الأول وكانون الثاني الماضيين اللذان سجلا ازديادا في الأعاصير القمعية خلال العقود الثلاثة إلى الأربعة الماضية". ورُصد هذا المنحى خصوصا في جنوب الولايات المتحدة، وهو ما "يتناسب" مع "تفسير محتمل مرتبط بالتغير المناخي".

ففي الواقع، المكونان المطلوبان لتشكّل الأعاصير القمعية هما الهواء الساخن والرطب قرب البر، والرياح التي تعصف في اتجاهات متضاربة على نقاط مختلفة العلو (ما يُسمى رياح القص الرأسية).

لكن يُسجَّل اليوم "ازدياد في احتمالات الأيام الساخنة خلال فترات البرد، ما قد يدعم تشكّل العواصف والأعاصير القمعية"، وفق جيف تراب.

وتوضح الباحثة في جامعة كولومبيا كيارا ليوبوري أن الأعاصير القمعية تتركز على ما يبدو ضمن نطاق زمني أضيق. وعندما تتشكل "ثمة ميل إلى تسجيل عدد أكبر منها" في الوقت عينه، ولهذا الأمر "تبعات على صعيد حجم الأضرار".

وفي النهاية، يلاحظ العلماء تمدداً جغرافيا لهذه الظواهر نحو شرق المنطقة الأميركية المسماة "تورنادو ألي" (ممر الأعاصير)، ما ينقلها إلى ولايات مثل أركنساو أو ميسيسيبي أو تينيسي التي تضررت كلها جراء الأعاصير نهائية الأسبوع الفائت.

وتكمن مشكلة الباحثين على صعيد درس الأعاصير القمعية في أنها عابرة وصغيرة لدرجة لا تظهر على النماذج المناخية المستخدمة عادة.

وبالتالي يُضطر العلماء إلى الاكتفاء بدراسة تطور الظروف التي قد تكون مواتية لتشكلها.
 
وبيّنت دراسة نُشرت مطلع تشرين الثاني الماضي أن لكل احترار بدرجة مئوية إضافية، يزيد احتمال تكوّن ظروف مواتية للظواهر المناخية القصوى (من بينها الأعاصير) بنسبة تراوح بين 14 % و25 % في الولايات المتحدة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم