الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

تتويج فيرستابن بين الإشادة و"السرقة بسرعة 200 كلم/ساعة"

المصدر: "أ ف ب"
فيرستابن
فيرستابن
A+ A-
كما كان متوقعاً منذ تجاوزه خط النهاية في حلبة مرسى ياس الأحد وتتويجه بطلاً للعالم في "المتر الأخير" على حساب البريطاني لويس هاميلتون وفريقه مرسيدس، تفاوتت ردود الفعل حيال الطريقة التي أحرز فيها سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن الفوز بجائزة أبوظبي الكبرى ومعها لقب بطولة العالم للفورمولا 1.
 
بالنسبة لمدير السباقات في الاتحاد الدولي للسيارات مايكل ماسي، ما حصل الأحد على حلبة مرسى ياس في الجولة الثانية والعشرين الأخيرة لهذا الموسم:"يسمى التسابق. لقد ذهبنا إلى التسابق".
 
لكن هذا الموقف لا مكان له في حظيرة فريق مرسيدس الذي شاهد اللقب العالمي الثامن لسائقه هاميلتون يفلت من بين يديه قبل أمتار قليلة على نهاية السباق نتيجة قرارات مثيرة للجدل من قبل ماسي بالذات.
 
ودخل هاميلتون وفيرستابن السباق الختامي وهما على المسافة ذاتها من حيث عدد النقاط في سيناريو لم يحصل في البطولة منذ عام 1974 حين فاز البرازيلي إيمرسون فيتيبالدي باللقب بفارق ثلاث نقاط أمام السويسري كلاي ريغاتزوني.
 
وبدا هاميلتون في طريقه لحسم لقبه الثامن والانفراد بالرقم القياسي الذي يتقاسمه مع الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر (7 لكل منهما)، قبل أن يقع حادث مع بقاء 5 لفات على النهاية، فدخلت سيارة الأمان لأربع لفات ومنحت فيرستابن لفة واحدة لمحاولة تجاوز غريمه ونجح في استغلالها على أكمل وجه، مستفيداً من إطاراته اللينة الجديدة التي وضعها على سيارته خلال وجود سيارة الأمان على الحلبة.
 
وتقدّمت إدارة مرسيدس باستئنافين معترضة على إجراءات دخول سيارة الأمان والتي أدت في نهاية المطاف إلى تجاوز فيرستابن لهاميلتون في اللفة الاخيرة.
 
وقال حساب الفورمولا 1 على تويتر: "قدم مرسيدس اعتراضه على التصنيف الذي تم وضعه في نهاية السباق، فيما يتعلق بانتهاك المادتين 48.8 و48.12 من لوائح الاتحاد الدولي للسيارات الرياضية".
 
ورُفض استئنافا مرسيدس في ما بعد من قبل لجنة الحكام التابعة للاتحاد الدولي للسيارات، إلا أن فريق مرسيدس جدد عزمه الاستئناف مرة أخرى ضد النتيجة.
 
ويرى وولف ومعسكره في مرسيدس أن ما حدث يُمثل خرقاً للمادة 48.12 من القوانين التي تنص على أن: "أي سيارات متأخرة بلفة يجب عليها تجاوز سيارات الصدارة وسيارة الأمان"، وأنّه: "حالما تعبر آخر سيارة متأخرة بلفة المتصدر فإن سيارة الأمان تعود إلى خط الحظائر في نهاية اللفة التالية".
 
وبعد رفض الاستئنافين المقدمين من قبل مرسيدس، بات الآن أمام الصانع الألماني الذي لم يحتفل بالشكل الذي يريده بفوزه بلقب الصانعين للموسم الثامن توالياً، فترة 96 ساعة لتأكيد المضي قدماً في الاستئناف الثالث ونقل المسألة إلى محكمة الاستئناف الدولية التابعة للاتحاد الدولي، أو العدول عن ذلك وحسم نتيجة البطولة بشكل رسمي.
 
"سرقة بسرعة 200 كلم/ساعة"
بالنسبة لهورنر، فإن قرار مرسيدس بالاحتجاج على نتيجة السباق حركة "يائسة" بحسب ما أفاد موقع "موتورسبورت" المتخصص، قائلاً: "من الواضح أنهم يائسون بعض الشيء. لكننا لم نكن نرغب بحسم اللقب في أروقة غرف الحكام".
 
ورأى هورنر أن ليس هناك أي شك بخصوص صحة قرار ماسي بعدم إنهاء السباق خلف سيارة الأمان، مشدداً: "لم نكن نرغب على الإطلاق بأن نمثل أمام الحكام".
 
هاميلتون التزم الصمت بعد السباق واكتفى بإدلاء تصريح لمواطنه بطل العالم السابق جنسون باتون في البث الحي، قائلاً: "في البداية أود أن أقدم تهنئة كبيرة إلى ماكس وفريقه. أعتقد أننا قمنا بعمل رائع هذا الموسم، مع فريقي. الجميع عملوا بجد كبير طوال هذا العام".
 
وأضاف: "لكن هذا الموسم كان الأصعب بين كل المواسم، وأنا فخور بالفريق وممتن لأني جزء من هذه الرحلة معهم. قدمنا كل ما لدينا في هذا القسم الأخير من الموسم، قدمنا كل شيء ولم نستسلم أبداً، وهذا هو الأمر الأهم"، في إشارة منه إلى عودته إلى المنافسة على اللقب بعد فوزه بالسباقات الثلاثة الماضية.
 
كان من الطبيعي أن تنحاز وسائل الإعلام البريطانية لصالح هاميلتون، وكان ما صدر عن صحيفة "دايلي مايل" معبراً عما يخالج البريطانيون، معتبرة أن ما حصل الأحد في أبوظبي "سرقة بسرعة 200 كلم/ساعة"، فيما تحدثت صحيفة "مترو" عن "مهزلة" وتوقعت "دايلي تلغراف" حصول "معركة قضائية" بسبب الطريقة التي توج بها الهولندي البالغ 24 عاماً.
 
وعلى الجهة الهولندية، أشادت صحيفة "تلغراف" بإبن بلدها "سوبر ماكس. الأفضل في العالم".
 
"هذا لا يحدث في كرة القدم"
وعكس بطل العالم السابق البريطاني دايمون هيل تماماً الأجواء في المعسكرين، قائلاً: "هناك أناس كثر غير سعداء وآخرون كثر سعداء جداً"، مضيفاً بتهكم: "هذه طريقة جديدة لإدارة هذه الرياضة حيث يمكن لمدير السباق اتخاذ هذه القرارات المصممة على القياس".
 
أما بطل العالم السابق مع مرسيدس الألماني نيكو روزبرغ، فكان أكثر تفهماً بالقول: "عليك أن تشعر ببعض التعاطف تجاهه ماسي. العالم بأسره يشاهده وعليه اتخاذ قرار في غضون الثواني الـ15 القادمة. إنها آخر لفة في السباق الأخير لبطولة العالم، هذا الوضع الأكثر ضغطاً في العالم، وقد اتخذ قراره الذي منحنا تسابقاً رائعاً ونهاية لا تصدق".
 
وشدد: "نحن بحاجة إلى توخي الحذر. كانت مهمة مايكل هذا العام صعبة للغاية لإدارة هذه المعركة الحامية. يحتاج مايكل إلى الدعم هذا الشتاء، ويجب أن يكون هناك تطور في ما يخص الأطر والمبادىء التوجيهية ويجب أن نكون في وضع أفضل للعام المقبل".
 
ورأى الزميل السابق لهاميلتون الذي سبق أن خاض معارك شرسة مع الأخير، أنه: "ربما لا يجب عليهم التحدث إلى الحكم على الإطلاق. هذا لا يحدث في كرة القدم".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم