الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

الفراغ

المصدر: النهار - سعد نسيب عطاالله
ليس الفراغ دائماً وعاء خالياً من أيّ محتوى سائل أو بخاري أو جامد؛ إنما يكون له غالباً شكل بشريّ خاو من الكرامة والشرف والأخلاق والقيم
ليس الفراغ دائماً وعاء خالياً من أيّ محتوى سائل أو بخاري أو جامد؛ إنما يكون له غالباً شكل بشريّ خاو من الكرامة والشرف والأخلاق والقيم
A+ A-
ليس الفراغ دائماً وعاء خالياً من أيّ محتوى سائل أو بخاري أو جامد؛ إنما يكون له غالباً شكل بشريّ خاو من الكرامة والشرف والأخلاق والقيم، رغم مخزونه الدماغي المتحجر الذي يملأ الجمجمة المتحللة الغائبة عن صحوة الحياة، وفاعلية الحضور!
الفراغ مثل لبنان، الموجود على خريطة الدول والكيانات السياسية العالمية، لكنه كيان هلاميّ متعفّن، يفتقر إلى المؤسسات والأجهزة التي من شأنها إدارة الدورة الدموية الإدارية، وتملؤه افتراضيّة وجودية لكائنات تتوالد أسراباً سرابيّة!
الفراغ منظومة خيالية لا صلة ولا علاقة لها بالواقع الفوضويّ الأليم، بل شاء القدر أن يلبس قضاؤها العفّة والشرف زوراً وبهتاناً، ويكتنف أمنها شظايا متطايرة فوق لهيب حارق!
الفراغ عملية نصب وسرقة واحتيال مع كلّ هيكلية تشكلت من اللاشيء، ومن أجل اللاشيء!
الفراغ زحمة سير نحو مستقبل عدمي تائه بين الزمان والمكان!
الفراغ طيف عابر في الهواء إلى الهواء، دون أمل ولا رجاء!
الفراغ خاو من الشروق والغروب، ومن تراكم الساعات والأيام والسنين!
الفراغ توارث متخلّف غايته الضياع والخضوع والانصياع المؤدّي إلى الأمعاء الخاوية والجوع والإهمال!
الفراغ ذكرى لم تحدث في الماضي، وبضعة أوهام في نسيان الإنسان الذي كان!



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم