حرّة الهوى

أكره الأغنية التي أرسلتها إليّ بعد موعدنا الأول
كلماتها الرومانسية أضحت رثاءً لمشاعري
لحنها الرقيق يزيد ضربات قلبي بشكل مخيف
ومغنّيها ترأّس اللائحة السوداء للمغضوب عليهم
كلّ من يسمعها عدوّي
ومن يرسلها لحبّه كاذب.
أكره المكان الذي جمعنا أول مرة
تجتمع في هذا المكان كل آلام المشاعر التي لم تكتمل
أضحى العاملون فيه عزرائيل قلبي
والطبق الذي تناولناه يومها يضرب جهازي الهضمي
والمشهد الذي سعدنا بتأمّله جعل مني ضريرة
بتّ عاجزة عن رؤيته بنفس الرونق والسعادة.
أكره المسلسل الذي تحبّ، والممثل الذي تحبّ
فالمشاهد الكوميدية التي أضحكتني حدّ البكاء لا تجلب لي سوى البكاء اليوم،
والمشاهد الرومانسية التي حاولت استغلالها أضحت مقرفة، مقرفةً جداً.
أكره مجال عملك، أصدقاءك، أقرباءك
أكره اسمك وعائلتك
أكره كل ما ومن يذكرني بك
أكره أحلامي البريئة التي لا تشبهك.
لكن ...
لكن يسعدني أني لا أشبه "هنّ"
ولن أشبه "هنّ"
لم ولن أصبح رقمًا في لائحة محبوباتك
سأبقى الرّقم الصعب والمرحلة التي لن تتمكّن من تجاوزها.
سأبقى أنا كما أنا.
أيضًا...
أيضًا عدت حرّة كما اعتدت
فبعد وقتٍ قصير لن تعود أغنيتك تحدث ذات الصخب في القلب. أصبحت حرّة الهوى من جديد، شيّعت لمسة يديك وشرّعت أبوابي.