السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نوايانا للعام الجديد

المصدر: النهار - جوسلين مراد
أعوام تمضي وأعوام تأتي
أعوام تمضي وأعوام تأتي
A+ A-
أعوام تمضي وأعوام تأتي
ونحن نمضي مع الأمل مخدوعين
لا تثني عزمنا رجعية تطاردنا
ولا يضعف جهدنا نقد يلاحقنا
ولا ينقص من قدرنا اختلاف عنا
فنشعر معها بما يشعر المحاربون الظافرون
بعد انتهاء المعركة.
حتى لتبدو جهودنا كلعب الأطفال القديمة،
تنظر إليها الأجيال الحديثة ساخرة من تفاهتها،
منتهكة لعظمتها، مستهينة بقيمتها.
فلا السخرية تردعنا، ولا الانتهاك يحدّنا، ولا الاستهانة تنال منّا.
نودع أعواماً ونستقبل أعواماً
وقد اعتزمت أن اتّخذ من التفاؤل ما يصبغ المستقبل بلون بهيج
ومن الأمل مصباحاً للأيام الحالكة
ومن الهدوء سلاماً لليالي العاصفة!
اعتزمت أن أجري حين أستطيع،
وأن أسير حين لا تقوى قدماي على الجري
وأن أزحف حين تعجز قدماي عن السير.
عيّنت مشروعاً واحداً وضعته نصب عيني،
وسأحاول أن أضعه موقع التنفيذ،
وهو أن أسمو بنفسي عن جميع الصغائر!
اعتزمت ألا أروي قصة ما لشخص واحد أكثر من مرة
لأن من لا يفهم من مرّة واحدة، لن يفيده الشرح مئات المرات.
اعتزمت ألا أزهو بقوتي وذكائي في عالم مليء بالميكروبات..
اعتزمت أن أتشبه بالطيور وهي عكس بعض البشر،
تؤمن بأن الحرية أثمن من الخبز!
اعتزمت أن أتعلم من كل مخلوق ألقاه،
وأن أثق بقدراتي بما أودع فيها من القوى والمواهب،
وأن أفكر فيها، ولكن أن أتكلم عنها أقلّ ممّا أصنع الآن.
أعتزمت أن أنهض بنفسي من دون مساعدة أحد
وألا أكون كملكة تتوسّل!
وما دام السلاح في قلبي وليس في يدي
فأنا أدرك بأني أحمل أقوى سلاح!
فما أكثر المكافحين في أكواخ يلفها الحرمان
وما أكثر الكسالى وكل وسائل الراحة متوفرة لديهم
وما أكثر العميان في صالات تسطع بأنوارها
وما أشقى الفقر في قصور فيها كلّ وسائل الترف
وما أشدّ غنى من يملكون فقط أحلامهم وعزمهم وإرادتهم.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم