الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

جامعة منهارة....والمسؤول غائب!

المصدر: النهار - غفران عبد الكريم جنيد
وقد شهد العام 1951 ولادةَ أول نواة للجامعة اللبنانية مع إنشاء دار المعلمين العليا
وقد شهد العام 1951 ولادةَ أول نواة للجامعة اللبنانية مع إنشاء دار المعلمين العليا
A+ A-
في 23 كانون الثاني من العام 1951 ضج لبنان بحراك شعبي من مختلف الأعمار والأصناف؛ حيث بدأت التظاهرات والاحتجاجات والتصادم مع قوى الأمن....
بعد صراع طويل أجبر هذا الحراك الشعبي مجلس الوزراء على الاجتماع في 5 شباط من السنة نفسها.
وقد شهد العام 1951 ولادةَ أول نواة للجامعة اللبنانية مع إنشاء دار المعلمين العليا ومعهد للإحصاء بإدارة الدكتور خليل الجر... وهي تعتبر الجامعة الحكومية الوحيدة في الوطن الصغير حيث يوجد فيها حسب الإحصاءات الأخيرة فوق الـ 40 ألف طالب وطالبة من مختلف الطبقات والأعمار. وقد نالت هذه الجامعة العديد من الجوائز حيث يعتبر خريجوها من الأفضل خارج لبنان وداخله.
لكن هذه الجامعة الوحيدة التي تجمع كل الطوائف في بلد ليس من السهل جمع الطوائف الكثيرة فيه، غطى عليها السواد والوحشة مع تدهور أوضاع البلد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
في عام 2022 تحديداً عاش الطلاب الأرق والتعب النفسي.
فبالمقارنة الصغيرة مع هذه الجامعة التي تضم الجميع وتوفر التعليم لمن هم من الطبقة الفقيرة والمتوسطة والجامعات الخاصة التي يأتون إليها من الطبقة الميسورة نوعاً ما، يمكننا القول إن طلاب الجامعات الخاصة قد أنهوا عامهم بكل سلام وأخذوا شهاداتهم وبدأوا بالعمل مثل أي عام جامعي حتى ولو أونلاين بسبب الأوضاع الصحية أحياناً.
بدأت الجامعة اللبنانية (الجامعة الحكومية) بمختلف فروعها وكليّاتها ومعاهدها إضراباً مفتوحاً، وتوقف التعليم والعمل الإداري بما في ذلك الامتحانات النهائية حتى إشعارٍ آخر، وللمرة الثالثة هذا العام. وتحت عنوان "#أنقذوا_الجامعة_اللبنانية"، أعرب الناشطون والطلاب والأساتذة عن أسفهم لما آلت إليه أوضاع الجامعة الوطنية، والتي لطالما وُصفت بأنّها "جامعة الفقراء"، لا سيّما وسط غياب أيّ حلولٍ أو تحرّكات جديّة لإنصاف الأساتذة والعاملين المحرومين من أدنى حقوقهم المعيشيّة، ولوقف انهيار الجامعة اللبنانية وحرمان الغالبيّة العظمى من الطلاب من حقّهم بالتعليم....الطلاب الذين توقفت امتحاناتهم في منتصفها وتوقفت معها كامل أعمالهم. فالذي يريد التخرج والعمل توقف تخرجه، والذي يريد أن ينهي ويسافر ليؤمن مستقبله في بلد آخر صعبت ظروفه وجلس ينتظر أن تستمع دولته لمطالبه ولإضرابه الذي دام أشهراً.
نعم أشهراً ولا أحد من المسؤولين يفعل شيئاً من أجل إنقاذ جامعة الفقراء... جامعة لطالما جمعت الكثير من الطلاب الذين بات مصيرهم اليوم معلقاً.
أنها الجامعة التي يقولون عنها إنها الأساس في البلد الذي لا يوجد فيه إلا التعليم...الآن التعليم توقف في الجامعة اللبنانية إلى إشعار آخر.
يبقى السؤال: هل يريد هؤلاء تدمير جامعة لطالما كانت الأساس والصورة الجميلة للبنان؟ والتوجه نحو جامعاتهم الخاصة؟ أم هل يكون همهم ضرب الطبقة الفقيرة والمتوسطة؟




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم