الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مُلهمي

المصدر: النهار - رشا عادل سمور - الاردن
ملهم قلمي سافر في رحلة إلى غرفته الخاصة
ملهم قلمي سافر في رحلة إلى غرفته الخاصة
A+ A-
ملهم قلمي سافر في رحلة إلى غرفته الخاصة، وأغلق الأبواب والشبابيك، وطلب من الكون السكون والهدوء، فضوضاء المدينة الحديثة مزعجٌ أحياناً، بالرّغم من جمال المشهد، وعزم على السّفر، وجهّز حقيبته للانطلاق، وملأها بالذكريات، وأحكم قفل الحقيبة، ومشى بخفية نحو الباب، والنّاس نيام. ولكن ما لم يكن بالحسبان؛ عند الباب، وجد رسالة من قلمي، تُخبره بأنّ الغربة عن الأهل والأماكن لن تُغنيك عمّا بداخل الحقيبة من ذكريات، وأنّك ستبقى تحنّ إلى ما تركته خلفك. ولكن عند إصراره وحزنه، قرّر الرحيل، وبكى قلمي حزناً على الوداع. ولكنّني استودعه في ودائع الإله واطمئن القلب بعودته .
عندما وصل ملهم قلمي إلى الوجهة المطلوبة، دخل إلى غرفة الفندق، وارتدى هندام البيت، واستلقى على السّرير تاركاً وراءه الحقيبة بما فيها، والرّسالة بكلّ كلمة صادقة تحملها، وأغمض عينيه الباكيتين، ونام نوماً عميقاً.
ما أعظم بكاء الرجال!
ولكنّه حلم حلماً جميلاً أرسلته الفتاة الحسناء له عبر سفينة الخيال؛ إنّه لوحة فنيّة ملوّنة بألوان قوس القزح الجميلة، وأمطار خير تتداخل مع الشمس الدافئة والورود الزاهية، ونغمات العصافير المغرّدة، وألحان من كلمات فمها تقول باختصار: "أنا بانتظارك مدّ البصر العزيز، وطول العمر الغالي، وعمق الحلم الجميل".
واستيقظ من حلمه، فأحضر الحقيبة، وقرأ الرّسالة، وقرّر العودة إلى بلده من دون أيّ سبب يذكر سوى الحنين إلى الأهل والأحباء، وإلى القلم ليُلهمه أجمل الألحان.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم