الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

في وقت "القيلولة"... "واسطة" دخلت مجلس "الأوادم"

المصدر: "النهار"
ديما عبد الكريم
ديما عبد الكريم
لا للواسطة.
لا للواسطة.
A+ A-
لم نكَد نخرج من صدمة تحوّل لبنان إلى بلد نفطي حتى تلقّينا صدمة أخرى بوصول لقاح فيروس كورونا إلينا. ذلك أنّ الفساد اللبناني لم يكن ينقصه إلّا موضوع اللقاحات، حتى نصبح ثامنة عجائب الدنيا بالفساد والسرقة والوقاحة والمحسوبيات.

إنجاز تلو آخر! حتى إنّ حجمها فاق التوقعات. بلد مفلس، ودائع طارت، والجوع طرق كلّ باب. حتى اكتشفنا اليوم "تراجيديا" فريدة من نوعها، هي تلقّي عدد من النوّاب وموظّفين في المجلس (تحت سنّ السبعين)، بالإضافة إلى بعض فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، لقاح كورونا.

"تراجيديا" ولكن ع "السكت"، خلافاً للمهرجان الذي شهدناه عند انطلاق عملية التطعيم.
كلّ هذا كان يمكن أن يمرّ مرور الكرام في بلد "الواسطة"، لو لم يكن الآلاف ممن أعمارهم فوق الثمانين وممن يعانون أمراضاً مزمنة، ينتظرون أدوارهم لتلقّي جرعة الأمل، فالأولوية لهم بحسب الآلية المعتمدة. فأيّ منطق هذا؟

نعم هو منطق معيب، لكنّه غير مفاجئ. إنّه المنطق الذي اعتدناه، منطق المحسوبية والاستقواء والاستعلاء والتمييز.
حفنة ممن يعملون كلّ شيء إلاّ ما هو مصلحة المواطن، "لهفوا" اليوم اللقاح ممّن يستحقّه، على قاعدة أنّ المهم وبكل وضوح هو "حماية الملك وحاشيته".
رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، هدّد بالاستقالة احتجاجاً على تلقيح النوّاب من دون علمه، ثم تراجع "إحساساً بالمسؤولية وللتصدّي لاحتمال مزيد من التجاوزات"!
 
واللافت كان دخول المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط ساروج كومار على خطّ الجدل، مهدداً بسيف العقاب، إذ قال عبر "تويتر": "بناءً على تأكيد الخروقات، البنك الدولي قد يجمّد تمويله لدعم اللقاحات في لبنان"، وأضاف: "الجميع، بغضّ النظر عن منصبكم، التسجيل عبر المنصّة وانتظار الدور".
 
"إن لم تستحِ فافعل ما شئت"، تصلح هذه العبارة الآن لتفسير ما حصل، ولحالة الذهول حين تسمع أنّ طبيباً في الصفوف الأمامية لمواجهة الفيروس يستجدي من دولته حقّه في الحصول على لقاح.
 
مجلس "الأوادم" يسجّل لكم مراكمة حزمة كبيرة من أنواع الفشل. ولكن هذه المرّة وفي لحظة الانهيار والإفلاس والجوع، اغتنمتم "قيلولة" شعب مغلوب على أمره، يعيش وطأة خياراته، يعبّر عن مأساته بالبكاء، ولا يستطيع رفع القبضات تحدّياً.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم