الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

حاكم مصرف لبنان رجل التحدّيات: أين نجح وأين أخفق؟

المصدر: "النهار"
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
حاكم مصرف لبنان رياض سلامة (تصميم ديما قصاص).
حاكم مصرف لبنان رياض سلامة (تصميم ديما قصاص).
A+ A-
أسبوع وينتهي عهد رياض سلامة في مصرف لبنان، وينتهي معه زمن آخر أركان فريق الرئيس رفيق الحريري، الذي شكله أوائل التسعينيات، لإعادة إعمار لبنان بعد توقف صخب المدافع. يرحل سلامة بعد ثلث قرن في الحاكمية، تاركاً خوفاً وخلفاء، سماتهما المشتركة، الارتباك والضياع.لا يختلف اثنان على أن الرجل كان يجيد صناعة الصداقات والنجاحات الكبرى، ومعهما كان يستولد أيضاً، عداوات وخصوماً و"حسّاداً". بقي طوال خدمته في المركزي، بموقع الهدف الدائم للمعارضات السياسية، التي ما رحمته يوم كان يراكم النجاحات والإنجازات، ويقرع أجراس أعرق بورصات العالم، ورجمته بأقذع التهم يوم جفّ ضرع مصرف لبنان وبات لا يقوى على سدّ شراهة السلطة للصرف والهدر على حسابه، ومن حسابات المودعين.لم يعرف رياض سلامة حتماً، أن يدافع عن نفسه كما يجب، وإخفاقه في ذلك يعود ربما لغلبة العقل المالي والاقتصادي لديه، الذي يمتهن الاستقرار والهدوء، على العقل السياسي، الذي يعيش ويحيا على التصارع ومقارعة الخصوم. كذلك لم ينتظر التكريم والتعظيم، فهو نال عالمياً ما يكفيه زاداً للتاريخ، وما يعزز سيرته ومسيرته، ويرضي شعوره بأن صموده لثلث قرن في سدة الحاكمية، ما كان ليستمر ويمدد، لولا الثقة بقدراته وصوابية قراراته. لكن الخاتمة حتماً لم ترضه، وانهيار، بثلاثِ سنين ما بناه بثلاثين سنة، لن يرضيه إطلاقاً، والجواب سيبقى في جيب التاريخ، وتحديد المسؤوليات السياسية والمالية، عن أعظم انهيار في التاريخ الحديث، سيبقى أسير الخزائن الصامتة، إلى حين يقرر سلامة قرع جرس الحقيقة الكاملة بنفسه، والخروج من خطيئة الصمت الذي كلفته مع الليرة أقسى الأثمان.عندما انتقل الى مصرف لبنان عام 1993 كأحد أركان الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كانت أثقال الانهيار النقدي والمالي تعصف بالبلاد وبالقطاع المصرفي. حدّد الأطر اللازمة للشروع بتثبيت سعر الصرف، وتنقية القطاع المصرفي، وإعادة الوظيفة والدور الريادي للبنان مالياً ومصرفياً وإعادته الى الخريطة المالية والمصرفية العالمية.لم يكن يومها يخطط للبقاء على كرسيّ الحاكمية، أكثر من ولايتين فقط، لكن اغتيال شريكه في القرارات الكبرى، وحاميه بمواجهة الطبقة السياسية الرئيس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم