اشترِك في نشرتنا الإخبارية
التقرير الأسبوعي لبنك عوده: قرار المركزي بضخّ الدولار يفرمل السقوط الحرّ لليرة في السوق السوداء
03-03-2023 | 21:30
المصدر: "النهار"
وسط فراغ دستوري متمادٍ، وفي ظل غياب الأجندة الإصلاحية وخطة الإنقاذ الشاملة لانتشال البلاد من وابل أزماتها الاقتصادية والمالية المتزاحمة، وفي ظل ترقب زيارة وفد من صندوق النقد الدولي للبنان خلال الشهر الحالي للبحث في المراحل الّتي وصلت إليها شروط الصندوق المتفق عليها في نيسان من العام 2022، جاء قرار مصرف لبنان منتصف هذا الأسبوع بشأن التدخّل بائعاً للدولار النقدي ليساهم في لجم السقوط الحرّ لليرة مقابل الدولار في السوق الموازية، في حين واصلت الأسعار في سوق الأسهم قفزاتها في ظل استمرار مساعي التحوّط تجاه الأزمات، وبقيت أسعار سندات الدين الحكومية عند أدى مستوياتها التاريخية وسط توقعات بنسب استرداد ضئيلة، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، ساهم قرار مصرف لبنان بمعاودة ضخ الدولار النقدي للأفراد والشركات عبر منصة "صيرفة" بخفض سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى حدود 79000 ل.ل.-79400 ل.ل. يوم الجمعة بعد أن كان قد كسر حاجز الـ90 ألف ليرة بداية هذا الأسبوع، وهو يقارن مع سعر 80000 ل.ل.- 80500 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. وعلى صعيد سوق الأسهم، قفز مؤشر الأسعار بنسبة 11% أسبوعياً في ظل استمرار مساعي التحوّط تجاه الأزمات وفي ظل تداول أخبار حول إمكانية رفع الدولار المصرفي. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، ظلت أسعار سندات الدين الحكومية عند 6.875 سنتاً للدولار الواحد في ظل انسداد الأفق السياسي وتعسر المسار الإصلاحي وتوقعات بنسب استرداد ضئيلة.
الأسواق
في سوق النقد: سجّلت سوق النقد هذا الأسبوع تراجعاً في معدل الفائدة من يوم إلى يوم إلى 30% بالمقارنة مع 35% في الأسبوع السابق، بينما بلغت كلفة الكاش بالليرة 9%-11% هذا الأسبوع. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 16 شباط 2023 أن الودائع المصرفية المقيمة اتسعت بقيمة 6184 مليار ليرة. ويعزى هذا الاتساع إلى ارتفاع الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 6019 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 401 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 15000 ل.ل.)، بينما سجّلت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة زيادة طفيفة بقيمة 165 مليار ليرة وسط ارتفاع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 247 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 82 مليار ليرة. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً أسبوعياً مقداره 6105 مليار ليرة.
في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 2 آذار 2023 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 23 شباط 2023 اكتتابات بنحو 57 مليار ليرة، تركزت في معظمها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%). في المقابل، بلغت الاستحقاقات زهاء 176 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بقيمة 119 مليار ليرة. على المستوى التراكمي، بلغ مجموع الاكتتابات خلال الشهرين الأولين من العام 2023 زهاء 2051 مليار ليرة، اكتتب بها مصرف لبنان بالكامل، بحيث استحوذت فئة الستة أشهر على 35% منه، تلتها فئة السنتين بنسبة 29%، ففئة الثلاثة أشهر بنسبة 15%، وفئة السنة بنسبة 11%، وفئة الثلاث سنوات بنسبة 10%. في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 2248 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي بقيمة 197 مليار ليرة في الشهرين الأولين من العام 2023.
في سوق القطع: وسط وضع سياسي مأزوم غاب عنه التوافق حول تسمية رئيس جديد للجمهورية وبينما العمل الحكومي لا يزال مقصوراً على تصريف الأعمال، وفي ظل تعسّر المسار الإصلاحي ومع استمرار النزيف النسبي في احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي لتمويل استيراد بعض المواد الأساسية، ساهم قرار مصرف لبنان ببيع للدولار النقدي عبر منصة "صيرفة" للأفراد والشركات بسقوف 1 مليار ليرة و10 مليار ليرة على التوالي عن كل حساب في كل مصرف بسعر 70000 ل.ل. للدولار الواحد ابتداء من 2 آذار 2023 في لجم السقوط الحرّ لليرة في السوق السوداء. فبعد أن كسر سعر صرف الدولار حاجز الـ90000 ل.ل. منتصف هذا الأسبوع، انخفض إلى 79000 ل.ل.-79400 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 80000 ل.ل.-80500 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. نتيجة لذلك، تقلصت الفجوة بين سعر منصة "صيرفة" وسعر صرف الدولار في السوق الموازية بشكل لافت لتبلغ نحو 9000 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 35000 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. هذا وقد أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 28 شباط 2023 تراجعاً طفيفاً في الموجودات الخارجية لدى المركزي بقيمة 79 مليون دولار خلال النصف الثاني من شباط. عليه، تقدّر احتياطيات المركزي السائلة من النقد الأجنبي بنحو 9.7 مليار دولار بعد استثناء محفظة المركزي لسندات اليوروبوندز.
في سوق الأسهم: في ظل تزاحم الأزمات وغياب المناخ السياسي التوافقي ومع انخفاض سعر صرف الليرة لمستويات تاريخية في السوق الموازية، تواصل الإقبال على شراء الأسهم العقارية في بورصة بيروت كنوعٍ من التحوّط ووسط حديث عن إمكانية رفع الدولار المصرفي، ما انعكس ارتفاعاً لافتاً في مؤشر الأسعار نسبته 11.1%. في هذا السياق، قفزت أسعار أسهم سوليدير "أ" بنسبة 19.8% أسبوعياً لتبلغ 82.20 دولار يوم الجمعة. وزادت أسعار أسهم سوليدير "ب" بنسبة 12.6% إلى 80.15 دولار. وهذا ما أدى إلى تراكم زيادات في أسعار أسهم "سوليدير" بحدود 33%-35% منذ بداية العام 2023. وفي ما يخص الأسهم المصرفية، استقرت أسعار اسهم "بنك عوده العادية" وإيصالات إيداع بنك عوده على 1.56 دولار و1.39 دولار على التوالي. وبقيت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" مستقرة عند 0.75 دولار. وبقيت أسعار أسهم "بنك بيمو العادية" ثابتة عند 1.15 دولار. أما في ما يخص الأسهم الصناعية، فقد تراجعت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 2.6% إلى 31.30 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية في بورصة بيروت بنسبة 19.7% أسبوعياً لتبلغ زهاء 5.3 مليون دولار، علماً أنّ أسهم "سوليدير" لا تزال تستحوذ على الغالبية العظمى من النشاط.
سوق سندات اليوروبوندز: في ظل الأجواء السياسية القاتمة وعدم التوصل إلى اتفاق حول تسمية رئيس جديد للجمهورية وفي ظل غياب حكومة فعالة وذات مصداقية، وفي ظل ضبابية المسار الإصلاحي، ونتيجة التدهور في سعر صرف الليرة منذ بداية العام الحالي والغموض المستمر المحيط بالأوضاع الاقتصادية، ظلت التوقعات بنسب الاسترداد لسندات اليوروبوندز اللبنانية ضئيلة. في هذا السياق، بقيت أسعار سندات الدين الحكومية عند أدنى مستوياتها التاريخية حيث بلغت 6.875 سنتاً للدولار الواحد في نهاية هذا الأسبوع. وعلى المستوى التراكمي، تكون سندات اليوروبوندز اللبنانية قد سجّلت ارتفاعاً في الأسعار مقداره 1.13-1.25 دولار منذ بداية العام 2023.
