الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

انقطاع المازوت يهدّد القطاع الزراعي... المنتجات بين ارتفاع الأسعار والتلف

المصدر: النهار
فرح نصور
أرشيفية
أرشيفية
A+ A-
أرخت أزمة انقطاع المازوت بظلالها على جميع القطاعات الحيوية وأثّرت عليها في الصميم. وفيما أصبح الأمن الغذائي في خطر كبير، وبعد صرخة الأفران والسوبرماركت، علا صوت المزارعين وضرب انقطاع المازوت القطاع الزراعي القائم على هذه المادة في جميع مراحلها، فهي عصب هذا القطاع بكل ما للكلمة من معنى. وإلى جانب أزمة هذا القطاع الذي تأثّر بشكلٍ مباشر من جراء ارتفاع سعر الدولار الذي أدّى إلى تراجع الإنتاج بشكل كبير، يأتي انقطاع المازوت ليقضي على ما تبقّى منه، دافعاً إلى مزيد من الارتفاع بأسعار المنتجات الزراعية وإلى مزيد من التراجع في إنتاجها. 
 
يفيد رئيس تجمّع المزارعين في لبنان، أنطوان الحويّك، أنّ المزارع يواجه صعوبة في تأمين المازوت، وهو غير قادر على الزراعة بالكمية السابقة نفسها بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية. المزارعون حالياً يحضّرون لزراعة موسم الشتاء، و"سنشهد كارثة في أسعار المنتجات الزراعية خلال الشتاء، لأنّ الزراعة في الخيم مكلِفة وبالدولار وهي بحاجة إلى نايلون ولا أحد قادراً على تغييره، ومزارعون كثر أفلسوا أو باعوا مصالحهم، وستكون الأسعار ناراً، وقد يصل سعر كيلو البندورة إلى 20 ألف ليرة في الشتاء.
 
ويلفت الحويّك إلى أنّ شراء المازوت من السوق السوداء من قِبل المزارعين انعكس على أسعار المزروعات، فزادت جميعها، بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار. 
ويؤثّر العرض والطلب أيضاً على أسعار المزروعات، فقد شهد سوق الخضار طلباً كبيراً من قِبل المطاعم والفنادق في الموسم السياحي الحالي، وهذه المؤسسات تشتري المنتجات الزراعية بأي ثمن في ظل الشح بالبضائع في السوق، فالإنتاج تراجع كثيراً عن السابق وبلغ حدّ 20% من الإنتاج المُعتاد، إلى جانب توقّف مزارعين كُثر عن الزراعة، و"مع اشتداد أزمة المازوت أكثر، سترتفع بالتأكيد أسعار هذه المنتجات"، بحسب ما يشرح الحويّك.
 
وفي السياق نفسه، يرفع رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع، ابراهيم ترشيشي، الصوت بالسؤال: "كيف يمكن للدولة أن تسعّر صفيحة المازوت بـ 57 ألف ليرة، بينما المزارع يبحث عن المادة ولا يجدها، وإن وجدها يشتريها بسعر 300 ألف ليرة في السوق السوداء؟ وطالما أنّ المازوت غير متوفِّر، لماذا إصدار سعرٍ لصفيحة المازوت؟ من المعيب ما يحصل، فهم وضعوا هذه التسعيرة لتقاسم الغنائم والاستغلال".
 
وعن مدى ضرر انقطاع المازوت على المزارع، يشرح ترشيشي أنّ "المازوت هو الدم الذي يغذّي قلب الزراعة، وأصبحت المادة كابوسَ وهاجسَ المزارع". فهذا الأخير يحتاج إلى المازوت لتشغيل مولدات الكهرباء لاستخراج المياه لري الأرض، في ظل غياب التغذية بالتيار الكهربائي، لذلك فهو يحتاج إلى الكهرباء 24/24 ساعة، وأيضاً يحتاج إلى المازوت لنقل العمال إلى الأرض، ولتراكتور الحراثة، ولحفظ المنتجات في البرادات، وللشاحنات المعَدّة لنقل الرزق من الأرض إلى الأسواق، وكذلك، للتنقّل لشراء الرزق من سوق الخضار إلى نقاط البيع. وبالتالي "المزارع دون مازوت لا يمكنه فعل أي شيء"، كما يصف ترشيشي.
 
وإزاء هذا الواقع، يؤكّد ترشيشي "أنّنا نشهد تلفاً لكثير من المزروعات بسبب عدم قدرة المزارعين على ريّها. علاوة على ذلك، ومن جرائه، فإنّ المزارع الذي كان يفكّر بزراعة 100 دونم مستقبلاً، يفكّر بزراعة 10 منها فقط حالياً، ما يؤدّي إلى تراجع الإنتاج، وبالتالي تراجع عرض المنتجات في الأسواق، وفقدان المزيد من الأصناف في السوق، وارتفاع الطلب عليها وارتفاع أسعارها حتماً.
 
لذلك، فإنّ فقدان المازوت سيؤدي إلى فوضى كبيرة في السوق، برأي ترشيشي، "وللأسف، ليس هناك أي أفق لحلّ هذه الأزمة، فنحن نعيش مع مسؤولين أشباه رجال، ولا إرادة لهم في التحرك". 
 
وفي ما يتعلّق بالبطاطا بشكلٍ خاص، وهي "لحمة الفقير" في ظل غلاء اللحوم التي لم يعد معظم اللبنانيين قادراً على شرائها، تحتاج البطاطا إلى كميات كبيرة من الماء وأكثر من غيرها من المزروعات. ويؤكّد  ترشيشي في هذا الإطار، أنّه "سنشهد أزمة بطاطا بدءاً من شهر أيلول، فبرادات البطاطا حالياً بحاجة إلى مازوت والبطاطا فيها مهدَّدة بالتلف، وسترتفع صرخة أصحاب هذه البرادات، فكلّ براد يحتوي على آلاف الأطنان من البطاطا، وانقطاع الكهرباء لـ 24 ساعة، يهدّد بتلف هذه الكميات وتكبّد خسائر فادحة، وفي الموسم المقبل للبطاطا، لن يزرع المزارعون أكثر من 20 % من المساحة المخصصة لهذه الزراعة". 
 
 
تالياً، أسعار بعض المزروعات في سوق الجملة اليوم:
كيلو البندورة بين 4500 و 6000 ليرة
كيلو البصل بحوالي 2500 ليرة 
كيلو الخيار بين 5500 و 6500 ليرة 
كيلو الحامض بين 6000 و 10000 ليرة 
قفص البقدونس 24 ضمة بـ 65 ألف ليرة 
خس الايسبرغ، الـ 6 بـ 55 ألف ليرة 
خس، الـ 6 بـ 40 ألف ليرة 
حوالي 5 كيلو سبانغ بـ 60 ألف ليرة 
كيلو البطاطا بحوالي 4500 ليرة 
كيلو ملفوف بـ 5000 ليرة 
كيلو البطيخ بحوالي 4500 ليرة
كيلو الشمام بحوالي 3500 ليرة 
كيلو نكترين 10000 ليرة
كيلو التفاح العادي بـ 10000 ليرة
كيلو الدراق بـ 14000 ليرة 
كيلو الخوخ العادي بـ 10000 ليرة 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم