الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

هل ارتفاع أسعار المحروقات مقدّمة لرفع الدعم ولانفجار اجتماعي؟

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي أمس، بخبر ارتفاع أسعار الوقود، الذي أتى في ظلّ ارتفاعات أسبوعية. لكن المفارقة هذه المرّة، أنّ زيادة هذا الأسبوع تجاوزت الألف ليرة. ومع التراكمات السابقة، باتت أسعار المحروقات عبئاً كبيراً على العائلات اللبنانية المتأثرة بأزمة اقتصادية غير مسبوقة في لبنان.

صفيحة البنزين 95 أوكتان التي كانت قد حُددت الأربعاء 13 شباط 2019 بـ22500 ليرة لبنانية أصبحت أمس 31200، أي ارتفاعاً نسبته 38,6 في المئة. والغاز الذي كان بـ17500 ليرة أصبح بـ 24400 ليرة لبنانية، أي ارتفاعاً نسبته 39,4 في المئة. هذه الأسعار التي تحدّدها وزارة الطاقة بشكل أسبوعي كلّ أربعاء، اتهم بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاعاتها بأنها مقدّمة لرفع الدعم.

كيف ردّت مصادر وزارة الطاقة؟

أفاد مصدر مطّلع في وزارة الطاقة "النهار"، بأنّ "هذه الارتفاعات لا علاقة لها برفع الدعم، لأنّ الوزارة لا تتخذ هذا القرار. و
الأمر يعود لارتفاع الأسعار العالمية بشكل ملحوظ، حتى تجاوز سعر البرميل الـ65 دولاراً. والمرحلة الذهبية التي عشناها عندما كانت أسعار النفط العالمية لا ترتفع عن الـ60 دولاراً ولّت، والسنة المنصرمة تدنّت إلى ما دون الـ20 دولاراً للبرميل ولن نشهد هذه الفترة مجدداً، ولا يمكن الوزارة فعل أي شيء في هذا الإطار".

وتابع المصدر بأنّ "أزمة سعر صرف الدولار في السوق السوداء تؤدي دورها البارز في هذا الإطار، بحيث تجاوز سعر صرف الدولار مساء أمس عتبة الـ9000 ليرة لبنانية، وشهد الأسبوع الماضي تقلبات وارتفاعات".

هل تكون هذه الارتفاعات مقدّمة لانفجار اجتماعي؟

شرح عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة اليسوعية، ورئيس "تجمّع سيدات ورجال الأعمال اللبنانيين في العالم" فؤاد زمكحل لـ"النهار"، أنّ "غلاء أسعار المحروقات هو نتيجة. لكن علينا الذهاب إلى أساس المشكلة الكامنة في اتكال لبنان على الاستيراد بشكل أساسي. لأنّ 80 في المئة من حاجاتنا مستوردة. ومسألة زيادة الأسعار بشكل عام مرتبطة بسعر الصرف الذي ارتفع 6 مرّات، أي إنّ الكلفة المعيشية للأسر اللبنانية ازدادت ما بين 4 أضعاف إلى 5 أضعاف".

وتابع أنّ "3 سلع أساسية لم يمسَسْها هذا التضخّم بشكل مباشر، وهي أسعار المحروقات والخبز والأدوية. هذه السلع مدعومة حتى هذه اللحظة، لكن الدعم له حدّ. والحدّ اليوم غير معروف لأنّه لا أحد يمتلك الأرقام الحقيقية. لكن هذا الدعم سينقطع يوماً ما، لأنّنا نطبع الليرة اللبنانية لا الدولار. لذلك علينا أن نتهيّأ، لسوء الحظ، لأزمة كارثية".

وبشأن ارتفاع أسعار المحروقات، لفت زمكحل أنه محدّد بـ"ارتفاع الأسعار الدولية للنفط، وذلك بعد أن شهدنا انخفاضاً كبيراً لأسعار المحروقات في السنة المنصرمة من جرّاء الوباء ووصلنا إلى أسعار سالبة (-) عالمياً. واليوم، ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان مرتبط بالأسعار العالمية المتجهة نحو الارتفاع بسبب تنامي الطلب. ولأننا سوق استهلاكية تعتمد على الاستيراد، نتأثر بهذه الارتفاعات العالمية".

وتابع أنّ الدولة اللبنانية التي تمرّ بأسوأ أزمة اقتصادية غير قادرة على زيادة الدعم اليوم، ونحن نتهيأ لارتفاعات دورية على أثر ازدياد أسعار النفط عالمياً. والدعم اليوم سيكون لفترة محدودة، بحيث لن تستطيع الدولة المتابعة بهذا الشكل".

وختم زمكحل بأنّ "الكلفة المعيشية ارتفعت ما بين الـ3 مرّات إلى 6 مرّات. ونتجه إلى مرحلة أشدّ صعوبة من الراهنة، إذا لم يحصل تدخل مباشر من الجهات الرسمية المعنية، وإذا لم تشكّل حكومة قادرة على القيام بخطّة إنقاذ ووضع مشروع إنقاذي للبلاد تقدمه لصندوق النقد الدولي".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم