الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

الأردن يسابق الزمن لإنقاذ سمك "الأفانيس العربي" النادر والمهدد بالانقراض

المصدر: النهار
سمك الأفانيس المهدد بالانقراض. (أ ف ب)
سمك الأفانيس المهدد بالانقراض. (أ ف ب)
A+ A-
يسابق الأردن الزمن جاهداً لإنقاذ نوع نادر من الأسماك الصغيرة المهددة بالانقراض في "موطنها الأخير" في محمية طبيعية رطبة في أكثر منطقة انخفاضاً في العالم في جنوب غرب المملكة. وتسعى إدارة محمية "فيفا" (140 كيلومتراً جنوب غرب عمان) إلى إنقاذ وإكثار سمك "الأفانيس العربي" الذي تدهور وضعه في السنوات الأخيرة. والاسم العلمي لسمك الأفانيس العربي هو "أفانيس ديسبار ريتشاردسون"، ويعرف بالانكليزية بـ"توث كارب البحر الميت".
يتميز الذكر بلون أزرق جانبي لمّاع، والأنثى تتميّز بخطوط سوداء غير مكتملة على الجانبين، ولا يتجاوز طوله أربعة سنتيمترات. وأدرج عام 2014 على قائمة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الذي يتخذ من سويسرا مقرا، على أنه نوع مهدد بالانقراض. ويقول مدير المحمية ابراهيم محاسنة لوكالة فرانس برس، إن هذا النوع "مهدد بالانقراض على المستوى العالمي، إذ إنه متوطن هنا وغير موجود في مكان آخر". وتبلغ مساحة المحمية التي تأسست عام 2011، نحو 23 كيلومتراً مربعا وتنخفض 426 مترا تحت مستوى سطح البحر. تديرها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية.
في عام 2017، أعلن انضمام المحمية التي تقع على بعد نحو 60 كيلومترا جنوب البحر الميت، وكأكثر موقع انخفاضاً في العالم، الى اتفاق "رامسار"، وهو معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة لوقف تدريجي لفقدان الأراضي الرطبة. ويقول محاسنة إن "خطتنا خلال الفترة المقبلة إعادة تأهيل سمك الأفانيس ضمن دراسة علمية مع الخبراء، لتهيئة موئل طبيعي ليتكاثر فيه، وفي الوقت نفسه، تخفيف حدة التهديد الموجود في المكان الطبيعي".
ويقول عبدالله العشوش، وهو باحث بيئي في المحمية، من جهته، إن "هناك تهديدات مختلفة لهذا السمك، منها انخفاض مستوى المياه وتغير بيئته، ووجود أسماك تتغذى عليه وعلى بيوضه منها التلابيا والقمبوزيا والكارب".
ويضيف، بينما يتفقد زوجاً من الأسماك في جدول ماء ضمن المحمية، أن "برامج المراقبة الدورية حذّرت من تراجع أعداد هذه السمكة في شكل واضح في السنوات الأخيرة".
لهذا يجري العمل حالياً على إنشاء بركة خاصة سينتهي العمل فيها خلال شهر، لعزل الأفانيس عن بقية الأسماك، ومحاولة إنقاذه وإكثاره. ويشير الى أن هذا النوع يتميز بـ"تحمّل درجات الملوحة العالية للمياه"، والى أن الأنثى منه تضع نحو ألف بيضة في الموسم. ووفقا للمتحدث باسم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة سالم نفاع، "يعيش في الأردن نوعان نادران من الأسماك غير موجودين في العالم، هما بالنسبة إلينا أشبه بالكنز نعمل للحفاظ عليه". ونجحت الجمعية التي تأسست عام 1966، في إنقاذ سمك "السرحاني" الذي كان على وشك الانقراض في نهاية الألفية الثانية في موطنه الوحيد في "محمية الأزرق المائية" (نحو 110 كلم شرق عمان).
ويقول مدير "محمية الأزرق المائية" حازم الحريشة بفخر وهو يقف قرب إحدى البرك في المحمية التي تأسست عام 1978 أنه مع مطلع عام 2000 "بدأت قصة إكثار هذا النوع من السمك بعد أن كان على حافة الانقراض"، مؤكدا أنه "لا يعيش في أي بيئة ثانية في العالم إلا في الأردن".
ويسمى علميا بـ"أفانيس السرحاني" نسبة الى وادي السرحان الممتد من الجزيرة العربية إلى الأزرق، وبالانكليزية فهو "أزرق كيلي فيش"، ولا يتجاوز طول السمكة منه ستة سنتميرات. ورغم صغر حجمه، يمكن مشاهدته في عدد من البرك في محمية الأزرق المجهزة لاستقبال الزوار والتي تضم ممرات خشبية ومسارات وأكواخا خشبية لمراقبة الطيور والحيوانات.
ولون هذا السمك فضي، الأنثى منه منقطة بينما يحمل الذكر خطوطا سوداء.
ويوضح الحريشة أنه تمّ عام 1998 تأسيس حوض مائي اسمنتي لإكثار سمك السرحاني وعزله عن الأنواع الأخرى التي تهدد وجوده وتتغذى منه ومن بيوضه مثل الشبوط (كارب) أو البلطي (التلابيا).
ومن التهديدات الأخرى التي تعرض لها هذا السمك تغيّر المناخ، وانخفاض منسوب المياه والطيور المهاجرة التي تتغذى عليه.
وكانت مياه المحمية التي تقع على أحد أهم مسارات هجرة الطيور، جفت تماما مطلع التسعينات من القرن الماضي، فتمّ استقدام المياه اليها. وقال الحريشة إنه سجل في المحمية "350 نوعا من الطيور من أصل 436 نوعا مسجلا على مستوى المملكة وأهمها أنواع من البط والطيور المائية"، مشدداً على أن المحمية تتسم "بتنوع حيوي كبير جدا" إذ تضم "اكثر من 133 نوع نبات إضافة الى وجود 11 نوعاً من الزواحف، واكثر من 163 نوع من اللافقاريات ونوعين من البرمائيات".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم