الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

العالم أكثر احتراراً في المستقبل ... التغير المناخي زاد احتمالات وشدة الفيضانات في أوروبا

المصدر: النهار
A+ A-
رجح علماء أن يكون هطول الأمطار الغزير والذي تسبب في حدوث فيضانات مدمرة في أوروبا في تموز الماضي نتيجة تغير المناخ. ويقول باحثون إن الاحتباس الحراري جعل مناسبات هطول أمطار كهذه أكثر احتمالا بتسع مرات في أوروبا الغربية. وأظهرت دراسة نشرت أمس الثلثاء أنّ الاحترار المناخي زاد أضعافاً من احتمالية وشدّة الفيضانات التي اجتاحت ألمانيا وبلجيكا في تمّوز الماضي وأوقعت أكثر من 200 قتيل وخلّفت أضراراً بمليارات اليوروهات. ووفقاً للدراسة التي أجراها علماء "وورلد ويذر أتريبيوشن"، وهي المبادرة التي تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم، فإنّ احتمال حدوث الفيضانات الكارثية التي اجتاحت هذه المناطق زاد بنسبة تسع مرات بسبب الاحترار الناجم عن النشاط البشري. وأضافت الدراسة أنّ الاحترار المناخي أدّى أيضاً إلى "زيادة كمية الأمطار على مدار اليوم بنسبة تتراوح بين 3% و19%". وهذه ثاني دراسة تحمّل بوضوح مسؤولية هذه الكوارث الطبيعية إلى ارتفاع درجات حرارة الكوكب.
 
وكانت المبادرة نفسها خلصت إلى أنّه لولا التغير المناخي لكان من "شبه المستحيل" حصول ظاهرة "القبّة الحرارية" التي خنقت كندا والغرب الأميركي في أواخر حزيران الماضي.
 
وفي مطلع آب الجاري توقع خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يرتفع الاحترار العالمي بمعدل 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية بحلول السنة 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات التي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدّد بحصول كوارث جديدة "غير مسبوقة" في العالم الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية. ويومها قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إنّ البشر مسؤولون "في شكل لا لبس فيه" عن الاضطرابات المناخية و"ليس لديهم خيار سوى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة في شكل كبير" إن أرادوا الحدّ من التداعيات.
 
وعلى الرغم من أن العلماء رصدوا اتجاها لزيادة هطول الأمطار في  بعض المناطق، كان استنتاجهم بشأن تأثير تغير المناخ أمرا صعباً، نظرا لوجود قدر كبير من التباين الطبيعي من عام إلى آخر في أنماط هطول الأمطار المحلية. ولمعرفة تأثير ارتفاع درجات الحرارة بالفعل، كان على الباحثين توسيع نطاق تحليلهم والنظر في قسم أكبر من أوروبا الغربية، بما في ذلك شرق فرنسا وغرب ألمانيا وشرق بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وشمال سويسرا. وخلص فريق العمل إلى أنه في هذه المنطقة الواسعة، أدى تغير المناخ المدفوع بأنشطة بشرية إلى زيادة كثافة الأمطار . ومع استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، ستصبح الأمطار الغزيرة التي جلبت التعاسة على مناطق من أوروبا أكثر شيوعا. وقال البروفيسور هايلي فاولر، من جامعة نيوكاسل: "تشير أحدث نماذجنا المناخية إلى زيادات في مناسبات هطول الأمطار الشديدة البطيئة في عالم أكثر احترارا في المستقبل". وأضاف: "يوضح ما حدث في شكل جلي كيف أن المجتمعات غير قادرة على الصمود أمام التقلبات المناخية الحالية. يجب علينا تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أسرع وقت، وكذلك تحسين أنظمة الإنذار في حالات الطوارئ وإدارتها وجعل بنيتنا التحتية مقاومة للمناخ، لتقليل الخسائر والتكاليف وجعلهم أكثر قدرة على تحمل مثل هذه الفيضانات".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم