الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

إسبانيا: متطوّعون يجمعون ملايين الكرات البلاستيكيّة الدقيقة التي اجتاحت شواطئ شمال غرب البلاد

المصدر: أ ف ب
متطوعون يجمعون الكرات البلاستيكية على شاطئ في نيغران في بونتيفيدرا (9 ك2 2024، أ ب).
متطوعون يجمعون الكرات البلاستيكية على شاطئ في نيغران في بونتيفيدرا (9 ك2 2024، أ ب).
A+ A-
يعمل متطوعون منذ أيام بواسطة المصافي والمناخل على جمع ملايين الكرات البلاستيكية الدقيقة التي سقطت من سفينة حاويات في كانون الأول الفائت، واجتاحت شواطئ شمال غرب إسبانيا متسببة بعاصفة سياسية.

تجتاح هذه الكرات البيضاء الصغيرة شواطئ غاليسيا منذ سقوط ست حاويات في البحر في الثامن من كانون الأول من سفينة تجارية ترفع العلم الليبيري في طريقها بين الجزيرة الخضراء (الخثيراس) وروتردام.

وبحسب شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك، المالكة لهذه الحاويات، فإن إحداها كانت تحتوي على أكياس مليئة بحبيبات بلاستيكية مخصصة لإنتاج الزجاجات بشكل خاص.

في هذه المنطقة من إسبانيا التي لا تزال تعاني من الصدمة الناجمة عن التسرب النفطي الذي حدث في عام 2002 نتيجة غرق ناقلة النفط "برستيج"، يعمل مئات المتطوعين باستخدام المناخل أو المصافي لتخليص الشواطئ من هذه الملايين من "الكريات".

وتقول أدريانا مونتوتو، وهي صيدلانية تبلغ 35 عاماً، "نحن نجمع الكريات بأدواتنا الخاصة"، مبدية أسفها لأن "المنظمات غير الحكومية هي التي تنظم كل شيء" وليس السلطات.

على سبيل المثال، تستخدم سونيا إغليسياس ري، وهي مساعدة منزلية تبلغ 26 عاماً جاءت للمساعدة على شاطئ نويا، سلة من الخيزران لأن "الكريات تطفو" في الماء.

- "صعوبة كبيرة في السحب" -
تُنظَّّم هذه المبادرات من جانب منظمات بينها "علماء البيئة في العمل". وأعلنت السلطات الإقليمية، التي تتمتع بصلاحيات واسعة في إسبانيا، الاثنين حشد 200 شخص للمساعدة في عملية التنظيف، بعد اتهامها "بالتقاعس عن العمل".

وأعرب الناطق باسم المنظمة غير الحكومية كريستوبال لوبيز عن أسفه لعدم توفير الدولة والسلطات "الموارد" اللازمة. واعتبر أنه كان من الأسهل بكثير "سحب الأكياس بأكملها من الماء" بعد سقوط الحاويات مباشرة.

وأوضحت المنظمة غير الحكومية في بيان أن حجم "هذه الكرات الصغيرة التي يبلغ قطرها 5 ميليمترات (...) يجعل من الصعب للغاية سحبها بمجرد امتزاجها بالرمال". ورفعت المنظمة شكوى ضد الشركة المسيّرة للسفينة بتهمة ارتكاب "جرائم ضد البيئة".

وأعلن مكتب المدعي العام الإسباني نفسه الاثنين أنه تسلّم الملف وفتح تحقيقا.

وبحسب تقدير أجرته المفوضية الأوروبية في عام 2018، يتسرب ما يصل إلى 167 ألف طن من الحبيبات البلاستيكية الدقيقة إلى الطبيعة في أوروبا كل عام.

وكانت هذه الحبيبات، التي تسمى أحيانا "دموع حوريات البحر"، قد غمرت قبل حوالى عام سواحل غرب فرنسا.

غالباً ما تبتلع الحيوانات البحرية هذه الكريات، وبالتالي يمكن أن ينتهي بها الأمر في طعام الإنسان.

وتوضح منظمة "علماء البيئة في العمل" أن شكل هذه الكريات وحجمها "يجذبان العديد من أنواع الطيور والأسماك والقشريات التي تظن أنها بيض" للأسماك ويمكن أن تموت "بمجرد أن تكون معدتها مليئة بالبلاستيك".

تُعدّ شواطئ بلديات فيغو وبونتيفيدرا وموروس ونويا وحتى فيرول ولاكورونيا الأكثر تضرراً من جراء هذا الوضع، ولكن عُثر على كريات دقيقة أيضاً في المناطق المجاورة.

وعلقت وزيرة التحول البيئي تيريزا ريبيرا الثلثاء على إذاعة كادينا سير قائلة "ما زلنا لا نعرف حجم الضرر".

- نقطة تحول سياسية -
اتخذت هذه القضية منعطفاً سياسياً قوياً قبل ما يزيد قليلاً عن شهر من الانتخابات الإقليمية في غاليسيا، معقل زعيم المعارضة اليمينية على المستوى الوطني، ألبرتو نونييز فيخو.

وفي الواقع، اتهمت الحكومة اليسارية المنطقة، التي قادها فيخو لفترة طويلة والتي لا تزال في أيدي حزبه الشعبي، بالتأخر لفترة طويلة في طلب مساعدات الدولة.

وقالت وزارة التحول البيئي لوكالة فرانس برس الثلثاء "لا يمكن ضمان تنظيف الشاطئ فقط من خلال الالتزام الرائع للمتطوعين والمنظمات البيئية".

وذهب حزب سومار اليساري المتطرف، وهو عضو في الائتلاف الحكومي لرئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، إلى حد الإعلان الثلثاء عن تقديم شكوى بسبب "التقاعس" ضد سلطات هذه المنطقة، والتي انتهى الأمر بإعلانها الثلثاء أنها سترفع مستوى التنبيه من التلوث إلى 2، وهو شرط ضروري للدولة المركزية لإرسال المساعدات.

ورد فيخو الثلثاء بأن "العنصر السامّ" في هذه القضية "هو الاستخدام السياسي" من جانب اليسار.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم