السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

التعهدات المناخيّة للدول تحسنت... لكنّها غير كافية

المصدر: أ ف ب
تعدين اللجنيت قرب محطة "نوراث" للطاقة التي تعمل بالفحم والتابعة لشركة الطاقة الألمانية العملاقة RWE في غارزويلر بألمانيا الغربية (27 ت1 2021، أ ف ب).
تعدين اللجنيت قرب محطة "نوراث" للطاقة التي تعمل بالفحم والتابعة لشركة الطاقة الألمانية العملاقة RWE في غارزويلر بألمانيا الغربية (27 ت1 2021، أ ف ب).
A+ A-
قبل ست سنوات، حدّدت كل دول العالم تقريبا هدفا لخفض انبعاثاتها من الكربون. لكن إجمالي تعهداتها كان أقل بكثير مما هو ضروري للحؤول دون ارتفاع حرارة الأرض بشكل خطير.

وأول مجموعة من "المساهمات المحددة وطنيا"، والعديد منها مشروط بالتمويل والدعم التقني، بموجب اتفاق باريس للمناخ عام 2015، كان من شأنها أن  تسفر عن ارتفاع حرارة الأرض ثلاث أو أربع درجات عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ودعت المعاهدة إلى وضع سقف لارتفاع حرارة الأرض "يقل كثيرا" عن درجتين مئويتين.

وفي أعقاب تقرير تاريخي للأمم المتحدة حول المناخ في 2018 حذر من تداعيات مخيفة حتى عند حدود الدرجتين، باتت التطلعات بوضع حد لا يتجاوز 1,5 درجة هو هدف الأمر الواقع.

بموجب آلية الاتفاق، يراجع الموقعون خططهم المتعلقة بخفض الانبعاثات ويجددونها مرة كل خمس سنوات.

التزمت غالبية الدول بتلك الآلية منذ أواخر 2020، لكن حصيلة جديدة لا تزال تضع العالم على مسار ارتفاع حرارة "كارثي" يبلغ 2,7 درجتين بحلول 2100، وفق الأمم المتحدة.

- الصين - 
في 2016، وعدت الصين أكبر مصدر للانبعاثات والمسؤولة عن أكثر من ربع التلوث الكربوني، بخفض كثافة انبعاثاتها (انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قياسا على إجمالي الناتج المحلي) بنسبة 65 بالمئة على الأقل بحلول 2030.

ووفقا لذلك السيناريو، خططت لبلوغ ذروة الانبعاثات في موعد لا يتعدى 2030.

في أيلول العام الماضي أعلن الرئيس شي جنيبينغ بشكل مفاجئ خلال  أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصين تعتزم تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، ما يعني أن أي تلوث كربوني باق سيتم احتجازه وتخزينه أو تعويضه.

غير أن الخطة الخمسية الجديدة للصين لا تعرض خطوات بلوغ هذا الهدف، كما لم تقدم بكين رسميا "المساهمات المحددة وطنيا" المحدثة.

في تلك الأثناء تواصل الصين بناء منشآت كهرباء تعمل بالفحم، هي أكبر مصدر منفرد للتلوث الكربوني.

- الولايات المتحدة - 
الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الكربون، وكانت إحدى القوى المحركة لاتفاق باريس، مع التزام أولي بخفض الانبعاثات ما بين 26 و28 بالمئة، مقارنة بمستويات 2005.

منذ توليه الرئاسة لم يتأخر جو بايدن في العودة إلى الاتفاق بعد قرار سلفه دونالد ترامب التراجع عن التعهدات الأميركية.

تنص "المساهمات المحددة وطنيا" الجديدة للولايات المتحدة على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما بين 50 إلى 52 بالمئة قبل 2030. ويتوافق ذلك مع درجتين مئويتين للعالم، لكنه لا يزال أدنى بكثير من الجهد المطلوب للبقاء دون 1,5 درجة، بحسب مرصد التحرك المناخي (كلايمت اكشن تراكر).

- الاتحاد الأوروبي -
تعهد الاتحاد الأوروبي في 2015 خفض انبعاثاته من ثاني أكسيد الكربون بنسبة أقلها 40 بالمئة بحلول 2030 مقارنة بمستويات 1990.

وحدثت الدول الأعضاء ذلك الهدف في كانون الأول سعيا لخفض الانبعاثات متعهدة خفض الانبعاثات بنسبة "55 بالمئة على الأقل" بنهاية العقد الحالي، وهو هدف يتوافق أيضا مع احترار عالمي من درجتين مئويتين.

وبريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي، حددت هدفا ببلوغ الحياد الكربوني بحلول 2050 وجعلت ذلك قانونا.

وأعلنت في كانون الأول أنها ستسعى لخفض الانبعاثات بمقدار 68 بالمئة بحلول 2030 مقارنة بمستويات 1990، ما يتوافق مع هدف درجة ونصف من الاحترار.

- الهند -
هي ثالث مصدر للغازات الملوثة في العالم، لكن المعدل على أساس حصة الفرد أقل بكثير عن أكبر الدول المصدرة للانبعاثات.

ومثل الصين، كشفت الهند عن خطط لخفض انبعاثات الكربون ما يصل إلى 35 بالمئة هذا العقد مقارنة بمستويات 2005.

ولم تعلن بعد عن أرقام جديدة "للمساهمات المحددة وطنيا".

- روسيا - 
قدمت روسيا، التي لم تنضم رسميا لتفاق باريس قبل 2019، أولى خططها الهادفة لخفض الكربون بموجب اتفاق باريس في 2020.

وإذ استندت إلى مستويات 1990، قالت موسكو إنها تعتزم خفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30 بالمئة قبل 2030، في هدف اعتبره مرصد التحرك المناخي (كلايمت اكشن تراكر) "غير كاف".

مؤخرا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا تسعى لبلوغ الحياد الكربوني بحلول 2060، لكنه لم يعرض خارطة طريق لتحقيق ذلك الهدف.

- اليابان - 
في 2016 تعهدت اليابان خفض انبعاثاتها بنحو 26 بالمئة قبل 2030. وكان تحديث "المساهمات المحددة وطنيا" الصادر في 2020 يتضمن الرقم نفسه، ما أثار انتقادات حادة من مجموعات أبحاث تراقب انبعاثات الكربون.

غير أن خطة لخفض انبعاثات الكربون أكثر طموحا كشف عنها في وقت سابق هذا الشهر، تحدد هدفا يقضي بخفض الانبعاثات بمقدار 46 بالمئة بحلول 2030، مقارنة بمستويات عام 2013.

قال رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا إن اليابان ستبلغ الحياد الكربوني بحلول 2050.

-  مصادر كبرى أخرى للانبعاثات - 
وبين أكبر مصادر للانبعاثات، قدمت البرازيل والمكسيك واوستراليا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا  تحديثا ل"المساهمات المحددة وطنيا" والتي لم تعد طموحة، بل في ما يتعلق بالمكسيك والبرازيل كانت أقل طموحا عن قبل، وفق خبراء.

بالمقارنة رفعت كندا وجنوب إفريقيا والأرجنتين التزاماتها المتعلقة بخفض الكربون في السنوات الخمس المقبلة.

الأسبوع الماضي تعهدت السعودية تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، لكنها لم تعلن أي خطط لخفض صادرات النفط والغاز.

من جهتها، أعلنت تركيا المصادقة على معاهدة باريس، وقد تعلن قريبا عن "المساهمات المحددة وطنيا".

ومجموعة الدول العشرين، التي تعقد قمة في روما نهاية الأسبوع، مسؤولة عن أكثر من 75 بالمئة من انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري العالمي.

- الحياد الكربوني - 
يتزايد عدد الحكومات التي تعلن التزامها التوصل للحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.

حتى الآن قدمت 49 دولة مسؤولة عن 57 بالمئة من الانبعاثات العالمية، بما فيها جميع دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة، التزامات رسمية أو قانونية، حسبما أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة. 

وأي مسار موثوق لتحقيق "صفر انبعاثات" على مستوى العالم في 2050 سيتطلب خفض انبعاثات الكربون بنسبة 45 بالمئة بحلول 2030، وفقا للأمم المتحدة. 

لكن 2019 كان عاما قياسيا بالنسبة للانبعاثات التي ترتفع بسرعة نحو مستويات ما قبل الجائحة، وفقا للوكالة الدولية للطاقة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم