الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

رخصة دولية للقتل

المصدر: "النهار"
Bookmark
ضحايا الهجمات الإسرائيلية في غزة.
ضحايا الهجمات الإسرائيلية في غزة.
A+ A-
سامر أبو هواش* كالعادة، في كلّ حرب تعصف بغزّة وأهلها، تمتلئ الشاشات، والصحف والمواقع الإخبارية، بالتحليلات والحسابات السياسية. كم هي متعبة ومثيرة للاشمئزاز الحسابات أمام هول المجازر؟ كم فلسطينيا يجب أن يقتل حتى يرتوي غلّ الإسرائيليّ ومن يدعمه ويتعاطف معه؟ ما النسبة المناسبة؟ أربعة أضعاف، خمسة، عشرة، ألف ضعف؟ الفلسطيني اعتاد أن يُقتل بأرقام فلكيّة، أما الإسرائيليّ فهذا أمر جديد تماما عليه. علينا مراعاة هذا الفارق. علينا، نحن المتفرّجين على المأساة، أن نتسامح قليلا في الحسابات. إذا كان حصاد القتلى الفلسطينيين في الحروب "الاعتيادية" ألفا أو ألفين، فلا بأس أن يصل هذه المرة إلى عشرين ألفا. الوحش غاضب. إله الحرب غاضب. وإله الحرب يريد أن ينتقم. سيوفه الحديد لا ترويها قطرات الدم هذه المرة، بل يحتاج إلى "طوفان" من الدم. يجب أن تمحق غزة وتمحى، قبل كل الكلام والصفقات والتسويات. العالم يعيش لحظة توراتية بامتياز. لحظة نقرأ عنها في الأساطير وفي الملاحم. لغة اللسان ليست ببعيدة في عنفها وجذريّتها عن لغة الطائرات والقنابل والصواريخ. يجب محاصرة غزّة المحاصرة أساسا. غزة قلعة "الحيوانات البشرية"، كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، فلنقطع عنها الماء والكهرباء والطعام والهواء والأمل، بل وحتى الحدّ الأدنى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم