الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

ما خريطة أوروبا بعد اجتياح أوكرانيا؟

المصدر: "النهار"
حركة الطيران في أوروبا خلال الغزو الروسي لأوكرانيا (أ ف ب).
حركة الطيران في أوروبا خلال الغزو الروسي لأوكرانيا (أ ف ب).
A+ A-

توقع المؤرخ والكاتب السياسي في صحيفة "واشنطن بوست" روبرت كايغان تغير خريطة الأمن في أوروبا بناء على فرضية قيام روسيا باجتياح كامل لأوكرانيا، بحيث سينتج عن ذلك خط مواجهة جديد في أوروبا الوسطى.

ستكون القوات الروسية منتشرة على حدود بولونيا الممتدة على طول أكثر من ألف كيلومتر مع أوكرانيا، كما على الحدود الشرقية لسلوفاكيا والمجر وشمال رومانيا. ومن المتوقع أن تُضم مولدوفا إلى السيطرة الروسية حين تصبح القوات الروسية قادرة على بناء جسر بري يربط القرم بترانزنيستريا.

إن التهديد الأكثر فورية ستشعر به دول البلطيق. تحدّ روسيا إستونيا ولاتفيا مباشرة وليتوانيا عبر بيلاروسيا ومقاطعة كالينينغراد. حتى قبل الاجتياح، تساءل البعض عما إذا كان بإمكان حلف شمال الأطلسي الدفاع عن أعضائه من دول البلطيق في وجه هجوم روسي. بعد إنهاء روسيا اجتياحها لأوكرانيا سيعود هذا السؤال بإلحاح أكبر إلى الواجهة.

ستكون كالينينغراد إحدى نقاط الاشتعال المحتملة. إنّ مقرات أسطول روسيا على البلطيق والمدينة والأراضي المحيطة بها قُطعت عن سائر روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. منذ ذلك الحين، كان الروس قادرين على الوصول إلى كالينينغراد عبر بولونيا وليتوانيا.

دعا كايغان المراقبين إلى توقع مطالبة روسيا بممر مباشر إلى كالينينغراد يضع مناطق من الدولتين تحت سيطرة روسيا. لكن حتى ذلك سيكون جزءاً واحداً من استراتيجية روسية جديدة لفك الارتباط بين البلطيق والناتو عبر إظهار أن التحالف غير قادر على أن يأمل بعد اليوم بحماية تلك البلاد.

مع تشارك بولونيا والمجر وخمس دول أطلسية حدوداً مع روسيا جديدة متوسعة، ستتقلص إمكانات واشنطن والناتو في الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف بشكل جدي. ويذكّر الكاتب قراء مقاله بأنه في ذروة قوة الإمبراطورية الروسية، لم تكن بولونيا موجودة كدولة ودول البلطيق كانت ممتلكات إمبراطورية وكان جنوب شرق أوروبا خاضعاً للتنازع مع النمسا وألمانيا.

يسعى بوتين اليوم إلى حلف أطلسي بمستويين على الأقل، حيث لا يمكن للحلفاء الانتشار في أراضي دول حلف فرصوفيا. إنّ المفاوضات الحتمية حول هذا العنصر وغيره من "الهندسة" الجديدة للأمن الأوروبي ستخاض والقوات الروسية منتشرة على طول الحدود الشرقية للناتو وبالتالي وسط لايقين بشأن قدرة الناتو على مقاومة مطالب بوتين.

وتوقّع كايغان أن تنتهي أوكرانيا ككيان مستقل. لفترة طويلة، أصر بوتين وروس آخرون على أنها ليست دولة على الإطلاق. مع وضع التاريخ والمشاعر جانباً، ستكون استراتيجية سيئة لبوتين أن يسمح لأوكرانيا بأن تواصل وجودها كدولة بعد كل المشاكل وأكلاف الاجتياح. هذه وصفة لنزاع لا ينتهي.

بعد وضع روسيا حكومة جديدة، من المتوقع أن يطلب حكام كييف الجدد والتي تديرهم روسيا أن يسعوا إلى طلب الانضمام القانوني إلى روسيا، وهو مسار يجري حالياً في بيلاروسيا، بحسب كايغان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم