الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

حلّ واحد لاحتواء كورونا والتغيّر المناخيّ... وإلّا

المصدر: "النهار"
التلوّث يخيّم صباحاً على نيودلهي، 16 تشرين الأول 2020 - "أ ب"
التلوّث يخيّم صباحاً على نيودلهي، 16 تشرين الأول 2020 - "أ ب"
A+ A-

يرى بعض العلماء أنّ مواجهة "كورونا" كما مواجهة التغيّر المناخيّ تجدان جذوراً مشتركة. يعني ذلك أنّه من المستبعد تمكّن البشريّة من كسب التحدّي عبر اعتماد فلسفتين أو سلوكين مختلفين في طريقة التعامل مع هاتين الأزمتين. يقدّم الباحث المتقاعد في "معهد سولك لدراسات علوم الأحياء" ومقره كاليفورنيا رون نيوباي مثلاً على ذلك.

كتب نيوباي في صحيفة "ذا سان دييغو يونيون تريبيون" أنّ تنظيم المقاربة الفوضويّة لكارثتي "كورونا" والتغيّر المناخيّ يمرّ عبر إدراك كيف أنّ البشر كانوا ولا يزالون نوعاً قَبَليّاً. لقد مرّ التاريخ البشريّ بمرحلة تطوّريّة بلغت 6 ملايين عام أدّت إلى نجاة الإنسان المعاصر أو الإنسان العاقل Homo Sapien من بين العديد من السلالات المنافسة.

لقد نجا الإنسان العاقل لأنّه طوّر دماغاً كبيراً للتعامل مع البيئة والحيوانات المفترسة والمنافسين من السلالات الأخرى. "لقد شكّلنا قبائل متجانسة عبر التعاطف مع الأعضاء القبليّين وقد قضينا على موارد المنافسين، على الأرجح بدقّة لا تعرف الرحمة. لقد ضمنت مهاراتنا القبلية مكانتنا في التاريخ التطوّريّ".

تابع الباحث أنّه من غير المفاجئ بقاء هذه السمات السلوكيّة الممكّنة للنجاة نابضة في الإنسان المعاصر. بعض هذه السمات، بينما كانت مفيدة للأسلاف الأوائل، قد تعيق العلاقات المعاصرة. اثنتان من سمات النجاة الكثيرة التي ضمنت بقاء الإنسان العاقل على قيد الحياة كانتا الأنانية والتعاطف.

إنّ القرارات التي يتّخذها البشر تتأثّر بتجاربهم وتعلّمهم كما بالجينوم السلوكيّ الموروث. وللتخفيف من حدّة الأوبئة والاحترار العالمي، سيحتاج البشر إلى تخفيف الأنانيّة وزيادة التعاطف بحسب نيوباي. غالبيّة السمات السلوكيّة الجينيّة، مثل الغضب والكراهية والجشع يمكن أن تخضع للتعديل. التوجيه الأخلاقيّ والقوانين والتهديد بالعقاب كما ضغطُ الأقران يمكن أن تؤثّر على سلوك الفرد.

إنّ عدم تلقي الفرد للّقاح وتفادي وضع الكمّامات وسط التجمّعات هو تحدّ أنانيّ. والتصرّف الأنانيّ بعدم الاعتراف أو تبنّي قيم خضراء سيعرقل جهود تقييد الاحترار العالميّ في نهاية المطاف. ويأسف الباحث المتقاعد لعدم وجود اتّحاد كبير في مقاربة البشريّة لحلّ هاتين الأزمتين.

لقد أدّى الاستقطاب في الخطاب السياسيّ لدى بعض القادة الذين لا يتمتّعون إلّا بمصالح ذاتيّة أو بالقليل من التعاطف إلى تسريع اتّجاه البشر نحو الانقراض السادس أو "الأنثروبوسين".

إنّ التمرّد على المنطق السليم والعلوم سيؤدي بالتأكيد إلى أحداث كارثية. بينما تشكّل نظرة عالميّة تعتنق التعاطف مع كامل البشرية الطريق الوحيد للحل.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم