الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

روسيا تعلن عن انسحاب عسكري جديد من القرم... ولافروف يحسم الجدل: سنردّ على الاقتراحات الأميركية

المصدر: "أ ف ب"- "النهار"
جنود على الحدود مع بيلاروسيا (أ ف ب).
جنود على الحدود مع بيلاروسيا (أ ف ب).
A+ A-
أعلنت روسيا اليوم عودة وحدات مدرعات شاركت في مناورات عسكرية إلى قواعدها، في وقت تحذّر الدول الغربية من هجوم عسكري روسي وشيك على أوكرانيا.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية في بيان إلى أن قطاراً عسكرياً ينقل بصورة خاصة تجهيزات عسكرية تابعة لوحدات المدرعات في المنطقة العسكرية الغربية "في طريقه إلى قاعدة انتشارها الدائم بعد انتهاء المناورات المخطّط لها"، من دون إعطاء أيّ مؤشر إلى نقطة انطلاق المدرعات ولا منطقة وصولها.
 
كما أكّدت موسكو اليوم أنها تواصل انسحابها العسكري مع انطلاق قطار للجيش يحمل تجهيزات من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو من أوكرانيا وحيث كانت تنشر قوات عزّزت المخاوف من اجتياح روسي لهذا البلد المجاور.

إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع وكالات الأنباء الروسية بأن "وحدات منطقة الجنوب الفدرالية التي أنهت مشاركتها في مناورات تكتيكية في قواعد شبه جزيرة القرم، هي بصدد العودة إلى قواعدها عبر السكك الحديد".

وعرض التلفزيون العام الروسي مشاهد تظهر قطاراً محملاً بشاحنات عسكرية يعبر الجسر الذي يربط القرم بالبر الروسي.
 

ويتهم الغربيون روسيا التي حشدت أكثر من مئة ألف عسكري على حدود أوكرانيا، بالتحضير لغزو هذا البلد، وهو ما تنفيه موسكو.

وبعد أسابيع من التصعيد، أعلنت روسيا الثلثاء والأربعاء سحب قسم من قواتها، فيما أكّد الغربيون أنهم لم يلمسوا أيّ خفض للقوات واتهم البيت الأبيض موسكو بإرسال تعزيزات جديدة.

أعلن البيت الأبيض أمس أن موسكو لم تسحب قوات عن الحدود مع أوكرانيا بل أرسلت تعزيزات من سبعة آلاف عسكري، ما يزيد المخاوف من اجتياح روسي لهذا البلد.

وصرّح مسؤول كبير في البيت الأبيض طلب عدم كشف اسمه لصحافيين، قائلاً: "بالأمس أعلن الروس أنهم يسحبون قوات عن الحدود مع أوكرانيا. نعرف الآن أن هذا غير صحيح".

وتابع: "الواقع أنّنا تثبّتنا الآن من أن روسيا زادت خلال الأيام الماضية وودها على طول الحدود الأوكرانية بما يصل إلى سبعة آلاف عسكري، بعضهم وصل اليوم"، مضيفاً "تقول روسيا إنها تريد إيجاد حل ديبلوماسي لكن أفعالها تشير إلى عكس ذلك".

وأكّد أنه إن كانت روسيا تبدي عزمها على التوصل إلى حل ديبلوماسي، فإن "أفعالها تشير إلى العكس"، لافتاً إلى أنه بإمكان روسيا "في أيّ لحظة" اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا.

وضمّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صوته إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، مؤكّداً أنه لم يلاحظ بوادر تراجع في الحشد العسكري الروسي على حدود بلاده بل مجرّد "عمليات تبديل صغيرة" لوحدات.
 
 

وحضر زيلينسكي أمس تدريبات عسكرية كبرى في غرب البلاد ثم توجه شرقاً إلى ماريوبول قرب خط الجبهة مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

وقال زيلينسكي مرتدياً بزة عسكرية بمناسبة "يوم الوحدة" الذي أعلنه "لسنا خائفين من أيّ احتمال، ولسنا خائفين من أحد لأننا سندافع عن أنفسنا".

حراك ديبلوماسي كثيف 
ويحذّر الغربيون منذ أسابيع من مخاطر غزو روسي وشيك لأوكرانيا بعدما حشدت موسكو أكثر من مئة ألف جندي عند الحدود الأوكرانية وأجرت تدريبات عسكرية عدّة، في وضع متفجر وسط أسوأ أزمة بين الغرب وموسكو منذ انتهاء الحرب الباردة.

وبالرغم من تكثيف التحركات الديبلوماسية، حذّر الأميركيون والغربيون من أن عقوبات اقتصادية واسعة جاهزة في حال أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، وهو ما تقول موسكو إنها لا تخطّط له.

واتفق الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال مكالمة هاتفية مساء أمس على أنه "على روسيا أن تتخذ تدابير حقيقيّة لخفض التصعيد" وأن "تترقب عواقب خطيرة للغاية" في حال هاجمت أوكرانيا، وفق بيان صادر من برلين.

وستلتقي نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس السبت زيلينسكي وستجري محادثات مع العديد من المسؤولين الأوروبيين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، على ما أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض.

كما يجري رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الـ27 اليوم محادثات حول التوتر بشأن أوكرانيا، قبل بدء قمة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسيل، وفق ما أعلن متحدث باسم المجلس الأوروبي.
 

"وضع طبيعي جديد في أوروبا" 
وأعلن الجيش الروسي انتهاء تدريبات ومغادرة عسكريين روس شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، ونشر مقطع فيديو قال إنه يظهر عربات محملة بمعدات عسكرية تغادر المنطقة ليلاً.

كما وعدت بيلاروسيا بأن جميع العسكريين الروس المنتشرين على أراضيها في إطار مناورات سيغادرون البلاد في الموعد المقرّر لانتهاء التدريبات في 20 شباط.

لكن الحلف الأطلسي أعلن قبل التصريحات الأميركية أنّه لا يرى بوادر الخفض المعلن في التصعيد. وقال أمينه العام ينس ستولتنبرغ "على العكس، يبدو أن روسيا تواصل تعزيز وجودها العسكري".
 

ولفت إلى أن الحلف الأطلسي سيعزز حضوره العسكري على خاصرته الشرقية بمواجهة التهديدات الروسية التي باتت تمثل "الوضع الطبيعي الجديد في أوروبا".

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن روسيا لا تزال تحشد "نفس عدد القوات" حول أوكرانيا.
 

رفع أعلام 
تستنكر موسكو رفض الغرب لمطالبها الرئيسية، ولا سيّما إنهاء سياسة توسيع حلف شمال الأطلسي وخاصة ليشمل أوكرانيا، وسحب البنية التحتية العسكرية للحلف من شرق أوروبا.

من جانبهم، اقترح الغربيون إجراء محادثات حول مواضيع مثل الحدّ من التسلح.

بموازاة إعلان سحب جزئي لقواتها، فتحت موسكو جبهة جديدة بتصويت في البرلمان الروسي الثلاثاء يدعو الرئيس فلاديمير بوتين إلى الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
 

وحذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن ذلك سيكون "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".

وفي شوارع كييف، علقت العديد من الأعلام بمناسبة يوم الوحدة.

وأعلن العديد من الأثرياء الأوكرانيين في خطوة رمزية عودتهم إلى البلاد بعد أن دعاهم زيلينسكي إلى ذلك. وزار أغنى رجل في أوكرانيا رينات أحمدوف مدينة ماريوبول وأعلن عن استثمارات فيها تزيد قيمتها عن مليار دولار عام 2022.
 
 
في السياق، أعلن اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستردّ على الاقتراحات الأميركية بشأن الأمن في أوروبا، ما يفسح المجال أمام بدء مفاوضات من أجل خفض التصعيد في الأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي "سنرسل اليوم هذه الرسالة إلى الطرف الأميركي"، مشيراً إلى أن روسيا التي تطالب بضمانات أمنية من واشنطن وحلف شمال الأطلسي "ستنشر" مضمون الرسالة التي تحمل ردّ موسكو.
 
بدوره، أعلن الكرملين أن الانسحاب العسكري الروسي من حدود أوكرانيا سيستغرق وقتاً.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم