الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

الجيش الروسي عند مداخل كييف وفشل لقاء لافروف وكوليبا

المصدر: "النهار"
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا خلال إجتماع في مدينة أنطاليا التركية أمس (أ ف ب).
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا خلال إجتماع في مدينة أنطاليا التركية أمس (أ ف ب).
A+ A-
فشل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاوكراني ديميترو كوليبا أمس، في التوصل الى اتفاق في تركيا حول هدنة في اوكرانيا خلال اللقاء الأول بينهما منذ بدء هجوم الجيش الروسي، الذي يواصل زحفه مع وصول دباباته إلى مداخل العاصمة كييف.

وفي أنطاليا بجنوب تركيا، تمسك لافروف وكوليبا بمواقفهما خلال الاجتماع، الأول على هذا المستوى منذ 24 شباط، برعاية نظيرهما التركي مولود جاويش أوغلو.

وقال كوليبا في مؤتمر صحافي: "تحدثنا عن وقف لإطلاق النار ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه" مضيفاً أنه "يأمل" في أن يتمكن من مواصلة النقاش مع نظيره الروسي.

وأوضح إن لافروف أكد له أن روسيا "ستواصل عدوانها إلى أن نقبل شروطهم بالاستسلام". لكنّه أكد للصحافيين أن "أوكرانيا لم ولن تستسلم".

من جانبه، قال لافروف إن روسيا تريد مواصلة الحوار مع أوكرانيا لكنه اعتبر أن "الصيغة الروسية - الأوكرانية في بيلاروسيا" التي تجري على مستوى تمثيل أدنى "لا بديل لها".

وجرت منذ بداية الغزو ثلاث جولات من المحادثات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين في بيلاروسيا، حليفة روسيا، أسفرت عن وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من البلدات المحاصرة.

لكن روسيا اتُهمت مراراً بانتهاك هذه الاتفاقات.

وقال لافروف :"لا نعتزم مهاجمة بلدان أخرى، نحن لم نهاجم أوكرانيا".

وأقر وزير الخارجية التركي الذي شارك في المحادثات بأن أحداً لم يتوقّع أن يحدث هذا اللقاء "معجزة"، لكنّه أعرب عن أمله في تنظيم قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وعلى خط مواز، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال محادثات هاتفية مع بوتين على ضرورة "مرور أي حل لهذه الأزمة بمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا"، وطالبا بـ"وقف فوري لإطلاق النار"، وفق مصدر حكومي ألماني.

في الأثناء، يواصل الجيش الروسي الحصار الذي يفرضه على مدن كبرى وحملة القصف المكثف على غرار تلك التي استهدفت مستشفى للأطفال الأربعاء في ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف بجنوب شرق البلاد المحاصر من قبل القوات الروسية.


"جريمة حرب شنيعة"
ووصف الاتحاد الأوروبي قصف المستشفى في ماريوبول الذي استدعى موجة إدانات دولية، بأنه "جريمة حرب شنيعة"، فيما دان البيت الأبيض الاستخدام "الوحشي" للقوة ضد المدنيين. كما ندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بهجوم "غير أخلاقي".

وقال لافروف إن المستشفى كان يستخدم قاعدة لكتيبة قومية. ومضى قائلاً: "استولت كتيبة آزوف ومتطرفون آخرون على عيادة التوليد منذ فترة طويلة وتم طرد جميع الحوامل والممرضات وجميع موظفي الدعم".

وقتل ما لا يقل عن 71 طفلا في أوكرانيا وجرح أكثر من مئة منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط، على ما أعلنت ليودميلا دينيسوفا المكلفة حقوق الإنسان لدى البرلمان الأوكراني.

وبحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، تواصل القوات الروسية "عمليتها العدوانية" لمحاصرة كييف، بينما تهاجم على جبهات أخرى مدن إيزيوم وبتروفسكي وهروتشوفاكا وسومي وأختيركا وفي منطقتي دونيتسك وزابوريجيا.

وأمس، وصلت دبابات روسية إلى أطراف المناطق الواقعة شمال شرق العاصمة.
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، بأن أعمدة من الدخان تصاعدت في بلدة سكايبين الواقعة على بعد أقل من كيلومتر من آخر حاجز للقوات الأوكرانية قبل المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة.

ومساء، سقط وابل من الصواريخ الروسية من نوع غراد في بلدة فيليكا ديميركا المهجورة على بعد خمسة كيلومترات من أطراف العاصمة، وانفجر نحو عشرين منها على مقربة من فريق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن نصف سكان العاصمة الأوكرانية فروا منذ بدء الغزو الروسي للبلد في 24 شباط.

وفتحت مجدداً ممرات إنسانية أمس، للسماح بإجلاء المدنيين من المناطق التي تضررت كثيراً جراء القتال.

وكانت قافلة باصات تتجه صباحاً الى شمال غرب كييف، حيث تنظم السلطات إجلاء أشخاص عالقين في إربين وبوتشا.

والأربعاء أجلي أكثر من 60 الف أوكراني من بلدات محاصرة، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني في فيديو.


"مساعدة عسكرية"
في جانب متصل، أقر مجلس النواب الأميركي في وقت متقدم الأربعاء، موازنة فيديرالية جديدة تتضمن تخصيص نحو 14 مليار دولار للأزمة الأوكرانية. ويفترض أن يصوت مجلس الشيوخ الآن على النص الذي يتألف من شق اقتصادي وآخر إنساني وينص كذلك على مد كييف بشحنات أسلحة وذخائر.

كما وافق صندوق النقد الدولي على تقديم مساعدة طارئة تبلغ قيمتها 1,4 مليار دولار لأوكرانيا.

لكن في الوقت نفسه، رفضت واشنطن الأربعاء بشكل قاطع عرض بولندا تسليم الجيش الأميركي طائراتها من طراز "ميغ-29"، ليسلمها بدوره إلى أوكرانيا، معتبرة أنه اقتراح "ينطوي على مجازفة" وقد يؤدي إلى تصعيد روسي.

ومنذ البداية، يحاول الأميركيون وحلفاؤهم مساعدة أوكرانيا مع تجنب التدخل المباشر للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وفي وارسو، أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن الحلف الأطلسي بات "أقوى" وروسيا "أضعف" بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة بتمويل برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، مدعية أنها عثرت على أدلة في هذا الاتجاه في مختبرات أوكرانية.

وفي تركيا اعتبر لافروف "تسليم الغرب أسلحة لأوكرانيا" أمرا خطيرا. وصرح للصحافيين إن "الذين يغرقون أوكرانيا بالأسلحة يجب أن يدركوا بالتأكيد أنهم سيتحملون مسؤولية أفعالهم"، مديناً خصوصا تسليم شحنات صواريخ أرض- جو محمولة على الكتف اعتبر استخدامها مخالفاً "للطيران المدني". كما دان تجنيد "مرتزقة" أجانب.

وبعد أسبوعين من بدء النزاع، بدات انعكاسات العقوبات الغربية تظهر بشكل متزايد في روسيا، التي تعلن شركات عديدة الواحدة تلو الأخرى انسحابها منها أو مقاطعتها.

اقتصادياً، لا تزال تتّسع قائمة المؤسسات الأجنبية التي قرّرت وقف تعاملها مع روسيا بشكل كامل أو جزئي، وآخرها إلى الآن سوني ونينتندو اللتين قررتا وقف تصدير منتجاتهما إلى روسيا، فيما قرّرت موسكو حظر تصدير بعض السلع والتجهيزات.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم