الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي بعيد المنال: شرخ في الردّ الموحّد على هجوم الكرملين!

المصدر: "أ ف ب"
مشهد مأسوي من مستشفى ماريوبول بعد القصف (9 آذار 2022 - أ ب).
مشهد مأسوي من مستشفى ماريوبول بعد القصف (9 آذار 2022 - أ ب).
A+ A-
بدّد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضوية التكتّل، خلال اجتماع عاجل لمناقشة انعكاسات الغزو الروسي لحليفة بروكسيل أوكرانيا.

كان يفترض للقمة المنعقدة في قصر فرساي أن تمثّل أهمّ محطة في رئاسة فرنسا الدورية للاتحاد الأوروبي. لكن بدلاً من ذلك، يترأس إيمانويل ماكرون قمّة أزمة في أعقاب الحرب التي شنّها الرئيس الروسي على أوكرانيا، والتي قلبت رأساً على عقب عقوداً من الاستقرار في أوروبا.

ستُهيمن الحرب في أوكرانيا وإمدادات الاتحاد الأوروبي من الطاقة على الاجتماعات التي تستمر يومين، وينضمّ خلالها القادة إلى مأدبة عشاء في "قاعة المرايا" نفسها حيث وضع الحلفاء الغربيون خريطة جديدة لأوروبا في 1919 عقب الحرب العالمية الأولى.

لدى استقباله قادة الدول في قصر الملك لويس الرابع عشر، قال ماكرون إنّ "أوروبا تغيّرت مع الجائحة، وستتغيّر بشكل أسرع وأقوى مع الحرب".

التقى قادة الدول الـ27 في وقت دخلت المعارك في أوكرانيا يومها الخامس عشر وعلى وقع غضب إزاء قصف استهدف مستشفى للتوليد في مدينة ماريوبول المحاصرة، الذي وصفه ماكرون بأنّه "عمل حربي مشين"، فيما دان القادة الآخرون الهجوم محملين المسؤولية لموسكو التي نفت وقوفها وراءه.

ساهم النزاع في تصاعد التأييد داخل الاتحاد الأوروبي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أنّ القادة أكّدوا في المحادثات أن مساراً سريعاً للعضوية في الاتحاد، غير ممكن.

في الإطار، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته لدى وصوله للمشاركة في المحادثات إنّه "ليس هناك من مسار سريع"، مضيفاً: "أودّ التركيز على ما يمكننا فعله لـفولوديمير زيلينكسي الليلة وغداً، وانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي مسألة للمدى البعيد، إن حدث ذلك أصلاً".

من جانبه، حذّر رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتي من إعطاء كييف الانطباع أنّ "كلّ شيء يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها".


أكبر مسألة
حتى قبل الحرب، كان ماكرون يطمح من خلال القمة وضع مسار لتعزيز مكانة أوروبا على المسرح الدولي.

اتّخذت المسألة مزيداً من الأهمية مع حرب روسيا على الجناح الشرقي للتكتل الأوروبي، وسيسعى القادة لاستكشاف السبيل لتعزيز اعتماد أوروبا على نفسها في عالم غير مستقرّ، وخصوصاً في مسألة الطاقة.

تسبّبت الحرب في ارتفاع أسعار الطاقة بشكل هائل وهدّدت الاقتصاد واستدعت نقاشات عاجلة في شأن الجهة التي يمكن أن يتوجّه لها الأوروبيون للتزوّد الغاز والنفط. وأصبحت المسألة أكثر إلحاحاً مع موجة عقوبات غربية على روسيا شكلت ضغوطاً أيضاً على أسواق الطاقة.

في السياق، رأى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ضرورة الاستجابة "لدعم القوة الشرائية للعائلات بنفس سرعة استجابتنا للخطوات الروسية".

يستورد الاتحاد الأوروبي قرابة 40 في المئة من احتياجاته من الغاز الطبيعي من روسيا. وتعتمد ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، خصوصاً على إمدادات الطاقة إلى جانب إيطاليا والكثير من دول أوروبا الوسطى. وتأتي قرابة ربع واردات الاتحاد الأوروبي من النفط من روسيا أيضاً.

تسبّب اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية بأول شرخ في الردّ الموحّد للغرب على هجوم الكرملين، إذ امتنع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عن حظر واردات النفط الروسي الذي فرضته الولايات المتحدة وبريطانيا.

بحسب مسودة الإعلان النهائي لاجتماع القمة، فإنّ قادة الدول الـ27 سيوافقون بشكل حذر على "التخلي التدريجي" عن اعتماد الاتحاد على الغاز والنفط والفحم الروسي.


استثمار بحزم
سيسعى القادة الأوروبيون للدفع باتجاه وسائل يمكن لأوروبا من خلالها الاعتماد على نفسها في قطاعات بالغة الحساسية، مثل شبه الموصلات وإنتاج المواد الغذائية، والأهم، الدفاع.

تجدر الإشارة إلى أنّ الأمن الجماعي في الاتحاد الأوروبي يتولّاه بشكل أساسي حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، لكنّ فرنسا أكبر قوة عسكرية في الاتحاد، تسعى لتعزيز دورها في الكتلة.

منذ الغزو الروسي للجارة الموالية للغرب، وافق أعضاء الاتحاد على ما مجموعه نصف مليار يورو بشكل مساعدات دفاع لأوكرانيا. وفي خروج عن عقيدة طالما التزمت بها، أعلنت برلين تخصيص مئة مليار يورو (110 مليار دولار) للدفاع الوطني.

بالنظر للتحديات "علينا الاستثمار بحزم بشكل أكبر وأفضل في القدرات الدفاعية والتقنيات المبتكرة"، وفق مسودة الإعلان.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم