الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بوتين وبايدن "فائزان" من الأزمة

المصدر: "النهار"
الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين قبل بدء قمتهما في جنيف، حزيران 2021 - "أ ب"
الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين قبل بدء قمتهما في جنيف، حزيران 2021 - "أ ب"
A+ A-

رأى الكاتب السياسي في شبكة "بلومبرغ" لينويد برشيدسكي أنّ الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن استفادا من الأزمة بينما خسرت أوروبا وأوكرانيا منها، مع اعترافه بأنّ الأزمة لم تنتهِ.

وكتب أنّ بوتين قدرته على تخفيف وتصعيد الأزمة المتصلة بأوكرانيا عندما يرغب بذلك ولم يستغرق الوضع فترة طويلة حتى ينشر قواته بالقرب من أوكرانيا. هو يستطيع دوماً حشد قواته سريعاً تحت ذريعة التدريبات العسكرية.

كذلك، كسب بوتين اهتمام الغرب في الأسابيع الأخيرة بعد التصعيد المنخفض الكلفة أكثر مما فعل منذ ضم القرم سنة 2014. حتى لو لم تجد شكاواه الكثير من التعاطف، استطاع الروس أن يزرعوا في أذهان الغربيين فكرة أن موسكو بحاجة لأن تعطى شيئاً ما وأنها على حق في أن تقلق بشأن أمنها.

وتابع الكاتب أن القادة الأجانب لا يستطيعون تجاهل "مونولوج" بوتين عن التاريخ وكون روسيا ضحية حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. ولا يستطيعون تحمل أن يُنظر إليهم على أنهم يتجاهلون تهديد نشوب حرب كبيرة في أوروبا، لذلك يجدون أنفسهم تحت ضغط المسؤولية.

وإجلاء الديبلوماسيين خصوصاً الأميركيين من كييف قبل إطلاق رصاصة واحدة، بالرغم من منطقيته بحسب بيرشيدسكي، لم يوفر للأوكرانيين الدعم المعنوي الذي استحقوه وسط هذا الوضع المشحون. وسحبت كندا والمملكة المتحدة مدربيهما العسكريين لأسباب وجيهة لكن الرسالة إلى القوات الأوكرانية كانت واضحة: ستقاتلون وحدكم.

لقد استفاد بوتين أيضاً من عودة اتفاقية "مينسك" إلى الطاولة كحل للأزمة. ناشد البرلمان الروسي يوم الثلاثاء بوتين بالاعتراف بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين. يوازي ذلك استيلاء روسيا على المنطقتين بدون الحاجة إلى اجتياح وفقاً لبرشيدسكي. لا يزال هذا الخيار خطوة قوية محتملة يمكن أن يتخذها بوتين. ستجعله هذه الخطوة شعبياً في الداخل من دون أن تستدعي الكثير من العقاب، بما أن شرق أوكرانيا هو أصلاً تحت السيطرة الروسية، بحسب الكاتب.

من جهتها، استخدمت إدارة بايدن ببراعة معلومات غامضة وحتى غير صحيحة من مصادر استخبارية لخلق شعور بالبقاء متقدمة خطوة واحدة على بوتين. لأن هذه التكتيكات منطقية، ستترك ادعاءات بايدن الحتمية عن نزع فتيل الأزمة عبر الدعاية عوضاً عن التنازلات أصداء إيجابية في الداخل الأميركي كما في غالبية الدول الغربية.

لقد كانت مهارة بايدن الاستعراضية أكثر دقة وإن أقل إثارة من مهارة خصمه. ولقي مكافأة بطريقة مهمة وفقاً لبرشيدسكي. لم يستطع بوتين إجباره أو خداعه حتى يقدم أي تنازل. بطريقة من الطرق، لم يبدأ بايدن عملية التفاوض حتى.

بالمقابل، برهن القادة الأوروبيون أنهم غير قادرين على توجيه رسائل حذقة. أخضعهم بوتين لما بات يُعرف باسم "ديبلوماسية الطاولة الطويلة" (ستة أمتار) والتي حدق عبرها في أعينهم بينما لم يستطيعوا تحقيق أي تقدم عليه. وفشلت محادثات صيغة النورماندي التي حاول خلالها المفاوضون الألمان والفرنسيون التوسط فيها بين الأوكرانيين والروس، في التوصل إلى أي نتيجة بعد تسع ساعات من النقاشات المرهقة التي استضافتها ألمانيا. أما بالنسبة إلى محاولات بريطانيا الديبلوماسية، فقد بدت منفصلة بشكل صارخ وحتى كوميدية في بعض الأحيان.

لقد كانت خسارة أوكرانيا الأسوأ. الرسائل الأميركية المثيرة للذعر أضرت الاستثمارات، ولم تكن دولة ذات اقتصاد مهتز كأوكرانيا لترحب بمشهد مراسلي الحرب يدخلونها والديبلوماسيين يغادرونها. لقد خسرت العملة الأوكرانية 8% من قيمتها منذ أواسط تشرين الثاني، وأمكن أن يكون الانخفاض أكبر لولا تدخلات بنكها المركزي.

واعتراضات الرئيس فولوديمير زيلينسكي الكبيرة على تصريحات الحرب الوشيكة ذهبت أدراج الرياح ولم يكن لديه الكثير ليظهره خلال استقباله الوفود الرفيعة المستوى في كييف. كل ما حصلت عليه أوكرانيا هو وعد بقرض حكومي مضمون بقيمة مليار دولار وبعض شحنات الأسلحة الغربية التي يفهم الجميع، من ضمنهم الأوكرانيون، بأنها لن تكسب كييف الحرب ضد روسيا.

بحسب الكاتب، إن الدفع الذي تحصل عليه أوكرانيا من إمدادات الأسلحة يحجبه يقين أن جميع دول حلف شمال الأطلسي سيبذلون قصارى جهدهم لتفادي صدام مباشر مع روسيا.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم