بين "النكبة" و"النكسة"... و"الغيتو الكبير"

المحامي منير رزقفي عالم الحيوان تبرز النعامة كحيوان يثير التساؤل والحشرية عند الإنسان. ربّما يعود ذلك الى ما يروّج عن النعامة لجهة انها عندما تتعرض للخطر تدفن رأسها في الرمال ظنّاً منها أن ذلك يبعد عنها الخطر. وقد وجدت هذه المقولة صداها لدى بعض الخبراء في السياسة العربية. فأطلق بعضهم اسم "سياسة النعامة"على المواقف التي يتخذها الساسة العرب واصفين إياهم بأنهم يمارسون "سياسة النعامة" كلما تعرضت البلاد للخطر. ينطبق هذا القول على معظم القادة السياسيين العرب الذين تولوا قيادة المنطقة العربية منذ أوائل القرن العشرين حتى تاريخه، فهم كانوا "يتمتعون" بقصر نظر هائل مضافاً الى عدم القدرة على التفكير. ففي عام 1948 وتحديداً في 15 أيار منه أعلن القادة الصهاينة استقلال دولة إسرائيل ونشبت إثر ذلك معارك عسكرية بين الجيوش العربية في كل من مصر، وسوريا، والأردن من جهة والميليشيات العسكرية الإسرائيلية من جهة أخرى، وقد حملت هذه الميليشيات أسماءً عبرية وإنكليزية: (هاغاناهhagana ( و(إيرغونirgoun ( و(شتيرنstern (.ألقت قيادات الجيوش العسكرية مسؤولية هذه الهزيمة على عاتق القيادات العربية الحاكمة في كل من مصر، وسوريا، والأردن وتذرّعت قيادات الجيوش...