لبنان اللادولة واللامحاسبة واللااستقرار

موريس نهرا*تتكاثر الأحداث الأمنية المتنقّلة بين منطقة لبنانية وأخرى، ويتصاعد الشعور بالقلق والغلوّ الطائفي في لبنان. ويضاف ذلك إلى المشكلات والتعقيدات الكبيرة المتعلّقة أصلاً بانتظام عمل السلطة وشَللها.ومع أنّ ظاهرة الطائفية والانقسامات العمودية ليست غريبة عن طبيعة طائفية النظام السياسي، فإنّ الأجواء التي تنجم من الأحداث المذكورة ووصولها إلى درجة عالية من التوتّرات، تُضاعف خطرها على الاستقرار والسلم الأهلي، ووحدة لبنان، التي هي الأساس في مناعته وبقائه.وما يضاعف السلبيات هو أنّ هذه الأحداث تجري في ظروفٍ تعاني فيها أكثرية شعبنا الساحقة من الفقر والعوز، ومن حالة الانهيار الشامل، وتَحلّل الدولة، وفي الوقت نفسه من عجز أطراف سلطة الطوائف عن انتخاب رئيس للجمهورية، وإبقاء مواقع أساسية للدولة شاغرة. وهذا يُظهر انسداد الأفق وعدم معالجة المشكلات الملحّة والتمادي في حالة اللادولة والتسيّب وتعطيل دور المؤسسات، بما في ذلك القضائية، وطغيان حالة اللامحاسبة، سواء بشأن أموال المودعين...