الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

تقليب في أوراق أوروبية على جمر القضية الفلسطينية

المصدر: "النهار"
Bookmark
حرب غزة.
حرب غزة.
A+ A-
طلال خواجه زعمت اسرائيل ان بضعة فلسطينيين من جماعة غوتيريس شاركوا في دعم طوفان حماس، فانتفض العرق الانكلو ساكسوني واعلن الحرب المالية على وكالة الامم المتحدة للاجئين ولحقهم اليابانيون والجرمانيون والطليان والقائمة تطول، بينما فضل الفرنسي ان يمسك العصا من الوسط. والمؤسف ان تدمير مدارس ومؤسسات الامم المتحدة وقتل المئات من موظفيها في غزة بسلاح غربي و على يد جنرالات صهاينة جلهم من اصول غربية، لم تحرك النخب الغربية الحاكمة، رغم ان محكمة العدل الدولية قاربت القول في الحكم الاولي ان ما تقوم به اسرائيل في غزة هو حرب ابادة. وان الدعوى التي تقدمت بها جنوب افريقيا ضد اسرائيل لها اساس مع استمرار التدمير والقتل والاذلال والحصار والتهجير. و للتذكير فان جنوب افريقيا قاد حركة تحريرها من الحكم العنصري الجوهرة نلسون مانديلا الذي جمعت جنازته معظم حكام وزعماء العالم، علما أنه لطالما اعتبر نضال شعبه مشابها لنضال الشعب الفلسطيني. مجرد زعم اسرائيلي بمشاركة موظفين امميين مع حماس ادى لموجة من ردود الفعل الغربية مع شبه صمت "شرقي"، ما ذكرنا بالهستيرية التي اعقبت طوفان الاقصى. اما دعوى اتهام اسرائيل بالابادة من قبل أحباب مانديلا فلم تحرك جفنا من جفون بايدن والآخرين، بما فيهم ريشي سوناك الذي عانت بلاده الاصلية من العنصرية إبان السيطرة الكولونيالية البريطانية على الهند، حيث ابيد الملايين بالمجاعات والمناورات و زرع و إذكاء النزاعات بين الاعراق والاديان. عرقلة الاغاثة الاممية تضمر رغبة اميركية برفع المسؤولية عن النكبات المتلاحقة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني والتي حولته لاجئا في بلاده المحتلة وفي دول الطوق، وفي غيرها من البلدان التي تتنشر فيها الدياسبورا الفلسطينية. لن نكتشف جديدا في التمييز الفاقع في فلسطين. فالتمييز العنصري شكل سمة من سمات تشكل الامبراطوريات والامم على مر التاريخ، بما فيها الامبراطوريات العربية التي اتسمت عموما بالتسامح. الا ان النخب الأوروبية الحاكمة دفعت في مسار صعودها في القرون الماضية بالعنصرية الى مستوى الجينات والاشكال والالوان، كما تساوى تنكيلها بالطبيعة والارض، بنباتها وحيواناتها، بوحشيتهم تجاه الانسان طمعا وغرورا. فلا غرابة ان نسمع كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني يشبهون الفلسطينيين بالحيوانات ويمارسون معهم نفس الوحشية التي مارسها الاوروبيون مع الشعوب الاخرى ومع بعضهم البعض في حروب السيطرة على شعوب وخيرات الكوكب، علما أن أجدادهم كانوا من أبرز ضحاياها. والحقيقة فان معادلة القوي والضعيف في القرون القريبة الماضية لم تقتصر على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم