الخميس - 23 أيار 2024

إعلان

التعدديّة المستعصية بين النسبيّة واللاتسامح

المصدر: "النهار"
Bookmark
وسط بيروت (تعبيرية).
وسط بيروت (تعبيرية).
A+ A-
الأب صلاح أبوجوده اليسوعيّ*تتطلّب التعددية، والقصد بها الاعتراف بالتنوع المتأصل في الحياة نفسها وعقلنته، جدلية دائمة، من جهة، بين العناصر التي تضمن قيام وحدة لا غنى عنها لكلّ حياة اجتماعيّة مستقرّة ومزدهرة ومتطوّرة؛ ومن جهة ثانية، شروط استمرار التنوّع، أي دحض كلّ ادّعاء بالتماثل وامتلاك الحقيقة المطلقة، وكلّ تمييز سلبيّ بين الناس. فإنّ هدف هذه الجدليّة الأساسيّ هو تحقيق العيش معًا، أي إيجاد أرضيّة مشتركة، إمّا من خلال إبراز القيم المشتركة الصلبة – تلك القيم التي تكوِّن التماسك الاجتماعيّ، إذ إنّها تسمح ببناء هويّة مشتركة واضحة المعالم – أو من خلال تطوير المصالح المشتركة والتعبير عنها بصيغ عمليّة – تلك المصالح التي تعتمد استمراريّتُها على رغبة الجميع في تحقيق الأهداف المشتركة- أو من خلال جمع الأمرَين معًا. غير أنّ البحث عن قيم ومصالح مشتركة يفترض عمليّة اختيار لما يؤلِّف أرضيّة مشتركة، وهذا يعني أنّ ثمّة خطرًا يتمثّل في تهميش القيم والمصالح الخاصّة التي لا تتوافق وتلك الأرضيّة المنشودة. وبالتالي، قد تجد الأطراف المعنيّة نفسها في مأزق خلاصته إمّا قبول النسبيّة أو اللجوء إلى التشدّد، وهذا الخيار الأخير مرادف لانغلاق الجماعة على نفسها.ولكن ثمّة مخرجا واهنا لهذا المأزق يتمثّل بقبول شكليّ لتهميش القيم والمصالح التي تطرح مشكلة في وجه التوافق الذي يجب التوصّل إليه لضرورات ظرفيّة، في حين أنّ هذه العناصر تبقى فاعلة بقوّة داخل المجموعات المتنوّعة. فتكون النتيجة على المدى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم