الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الحرب الشاملة: بين "هزيمة" إسرائيل والخيار النووي؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
منشآة نووية إسرائيلية.
منشآة نووية إسرائيلية.
A+ A-
د. سلمان قعفرانيوماذا لو شعرت إسرائيل باقتراب "الهزيمة"؟ يبدو طرح السؤال ضربا من العبث لدى الكثيرين. لكن مجريات الأحداث العسكرية في غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق واشتعال الضفة الغربية، تضع القيادة العسكرية السياسية الإسرائيلية، في موقف حرج للغاية، خاصة بعد أن طرحت سقفا عاليا لأهدافها في غزة، وهو تدمير حماس واسترجاع الرهائن. لكن هناك قناعة راسخة من أن تدمير حماس والقضاء عليها، لا يعني قطعا هزيمة فكرها ومشروعها الوطني، ولا يعني القضاء على تطلعات الفلسطينيين ومطالباتهم بالتحرر من الاحتلال، إذ لا يمكن هزيمة شعب يحمل قضيته ودمه على كفه، مدعوما من شرائح واسعة جدا من العرب والمسلمين في جميع أنحاء المعمورة. وعلى الرغم من الهجوم الإسرائيلي المزلزل، وشراسة ووحشية وكثافة القصف الجوي والبري والبحري، وفرض حصار محكم، وتجويع وتهجير الغزاويين، وقتل وجرح عشرات الآلاف منهم، وتدمير شبه كامل لمدن غزة، فإنه لم ينجح في تحقيق أي من الأهداف المعلنة، بل على العكس من ذلك تماما، فإنه يتلقى يوميا ضربات موجعة من قبل مقاتلي حماس، ويتعرض لخسائر فادحة في الأرواح والمعدات. ولا شك في أن القيادات الإسرائيلية تشعر بالإحباط لفشلها وتزايد حجم خسائرها، وهي تتحسس الحرج في أنظار الإسرائيليين وحلفائها الغربيين لهزال مكاسبها قياسا لقدراتها العسكرية والتقنية الضخمة، والدعم الهائل الذي تتلقاه منهم. ولكن تلك القيادات تجد بالمقابل خشبة الخلاص في تماسك الجبهة الداخلية، ودعمها وتأييدها لها في مواصلة الحرب والقضاء على حماس. كما تعتمد أيضا على استمرار الدعم والتأييد الأميركي والبريطاني والألماني في رفضهم وقف إطلاق النار، وحثها على متابعة الحرب لسحق حماس، والاكتفاء بطلب هُدن إنسانية لإدخال المساعدات وتحرير الرهائن. وبما أن القيادة الإسرائيلية مصرّة على تحقيق النصر، أي نصر، فإن استمرار الحرب لأشهر أخرى طويلة يبدو أمرا لا مناص منه. فالقيادة العسكرية والسياسية، التي تسعى الى تغليب مصالحها السياسية الفردية والحزبية الضيقة، وتطابق بينها وبين المصلحة العليا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم