الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إشكالية الترجمة والقول الفلسفي بالعربية أهي أزمة مفهوم أم لغة؟ حول كتاب حسين صفي الدين"النص الفلسفي تحت قوس قزح الترجمة"

المصدر: "النهار"
Bookmark
"النص الفلسفي تحت قوس قزح الترجمة".
"النص الفلسفي تحت قوس قزح الترجمة".
A+ A-
البروفسورة ماغي حسن عبيد*لعل لغة الفلسفة المتميزة التي يتداخل فيها المبنى والمعنى في نسق أو "سيستم" معرفي ما يجعلها موجبة للترجمة إيجاباً ذاتياً بين لغة الأصل ولغة الوصول القائمة على وحدة القصد، حيث أن كل نص فلسفي قد يكون قابلاً للترجمة بناءً على يونيفرساليته Universalis المعلنة، وبالتالي فاللغة العربية قابلة لاستقبال أي نص فلسفي، لا سيما وأن الترجمات إلى العربية ناشطة في الميادين كافة، والترجمة وسيلة تخدم المعاني والمباني الفلسفية، فكيف يتم إنجاز الترجمات الفلسفية إلى العربية؟ ضمن أية استراتيجيات وخطط؟ وهل تفي بالغرض وتحقق أهدافها والمبتغى منها؟.يذهب الباحث والأكاديمي حسين صفي الدين (طبيب الأسنان والأستاذ الجامعي) في كتابه المعنون "النص الفلسفي تحت قوس قزح الترجمة" إلى إظهار أن الترجمة لم تكن يوماً هواية أو غواية، بل هي فرض ضروري، حرفة تتطلب الصقل المستدام والجهوزية والحضور الفاعل للتعامل مع أي نص فلسفي بقصد رفع الابهام وتفادي الانزياحات في المقاصد والمعاني، مع العلم بأن إشكالية المصطلح الفلسفي تتمركز في محوريته الجوهرية في النصوص والعلوم، حيث صناعته تتخطى تقنيته ليندرج في أفق استراتيجي يطاول التفلسف في الماهية واللماذا ولمن؟،ولعل الفلسفة الابداعية الحقيقية تتصف بتعذر ترجمة مصطلحاتها إلى لغات أخرى، بما تمتلكه من منبت أو منبع أصيل، تبدو معها الترجمة وكأنها نوع من الضيافة بالمفهوم الريكوريRicoeur من هنا لا بد لنا من تفكيك هذه اللغة وإخضاعها للدراسة بالاستناد إلى المنهجين التحليلي والجدلي وعدم إهمال أي مكون من مكوناتهما لا سّيما وأن الابداع لا يكمن في إعدام الآخر أو تحطيم لغته ولا في التأسيس من عدم. يشكّل هذا الكتاب لحسين صفي الدين إسهاماً تأسيسياً في الفلسفة بشكل عام، وفي الترجمة بشكل خاص لكونه يسلط الضوء على إشكالية انزياحات النص المترجم عن النص المصدر تبعاً لاختلاف بنية اللغة المنقول إليها عن بنية اللغة المنقول عنها، والتي أورثت سوء فهم وعدم دراية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم