الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

في كيفية تسييل الغضب القادم في الاتجاه الصحيح

المصدر: "النهار"
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
طلال خواجه   احيانا يجد المرء نفسه منجذبا الى الكتابة بموضوع ما، بعد ان يكون قد قال فيه مرارا ما يمكن ان يقال، خصوصا اذا كان الكاتب غير اختصاصي. عندها يلجأ المرء إلى بناء اطار جديد يعيد داخله صياغة افكاره بطريقة تتناسب مع الظروف السياسية والاجتماعية و حتى النفسية التي تفرض ايقاعها علينا جميعا.واذ تتكثف التحولات والتغييرات والمواجهات الدولية والاقليمية، رامية احمالها وتداعياتها في كل مكان، فان مقاربة اي موضوع سياسي او اقتصادي او اجتماعي يصبح مسؤولية كبيرة. خصوصا اذا كانت الكتابة تتناول بلدا جميلا وهشا كلبنان. ولبنان ينوء اصلا تحت اثقال التاريخ والجغرافيا والاجتماع، حتى انه مصاب بلعنة الموقع نتيجة خصوصية تكوينه الاجتماعي والجيوسياسي. في الواقع فإن هذه الخصوصية شكلت وللمفارقة مصدر رزقه وتميزه وتطوره في المراحل الاولى من تأسيسه، حين تحول الى جسر معلق، سلكته الثقافات والافكار والاحلام والبضائع والاشخاص والمجموعات بين الغرب البارد و لكن الجاذب والمتقدم، و بين الشرق الساحر ولكن المتناحر والمتأخر، قبل ان ينقلب السحر على السحرة والمسحورين ويدخل البلد في ممر الفوالق الجيوسياسية الخطرة. ولا نبالغ اذا قلنا بان بلد الارز وصل الى الفالق الأخطر، بعد ان نجح في اجتياز الكثير من الفوالق المتحركة على شكل زلازل وهزات سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية، بما فيها زلازل الاجتياحات والاحتلالات الاسرائيلية، والحروب الاهلية والغير اهلية والتي اوقف لهيبها اتفاق الطائف. وبما فيها فالق الوصاية والهيمنة السورية(لم تكن اقل من احتلال) والتي انهتها ارتدادات زلزال اغتيال الشهيد الحريري وانتفاضة ١٤ آذار التاريخية. علما ان هذه الانتفاضة شكلت بحجمها الغير مسبوق وبرمزيتها الفائقة الدلالات، ارهاصات الربيع العربي اللاحق. واذ تعثرت انتفاضة ١٤ آذار رغم تضحيات اهلها وانجازها الذي قارب المعجزة، وانقض عليها حزب الله، وقوى الممانعة عموما، بفائض القوة المرعية ايرانيا والمدججة فئويا وايديولوحيا، كما انقضوا لاحقا على شقيقتها التشرينية، فقد تعثرت ايضا وان بدرجات متفاوتة ثورات الربيع العربي، خصوصا في سوريا حيث انقض بوحشية النظام الفئوي وداعميه الايرانيين والروس والميليشيات المذهبية وفي مقدمها حزب الله على المنتفضين السوريين السلميين. ولم تقصر قوى أخرى غربية وتركية وعربية في اذكاء اللهيب السوري وعسكرة المنتفضين السوريين ودعم قوى التطرف الاسلامي على حساب المنتفضين السلميين والمجموعات الليبرالية والديمقراطية. ولنا ان نتخيل تداعيات الجحيم السوري على لبنان من لجوء و نزوح...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم