السيرك الانتخابي في اميركا يحرّض على الحرب الأهلية

سليم نصارصحافي لبناني يوم الأربعاء الماضي، ظهرت واشنطن كمدينة أشباح لا تختلف كثيراً عن كابول وبغداد. وكانت مروحيات المراقبة تحلق فوق البيت الأبيض ومبنى الكابيتول لدعم ٢٥ ألف نَفَر ينتمون الى فرق الحرس الوطني. ومثل هذا العدد من الجنود لا يزيد على عدد القوات الاميركية الباقية في العراق وأفغانستان والصومال وسوريا.مراكز الاستخبارات الداخلية حذرت من تسلل المشاغبين الذين اقتحموا أجنحة البيت الأبيض وقاعة الكونغرس. وفي الموقعين تركوا بصماتهم الاستفزازية لرجال الأمن الذين تراجعوا أمام الإهانات والشتائم. وقد نشرت الصحف المحلية والعالمية صوراً حية تمثل الارتكابات ضد سلطة الدولة وممثليها المدنيين والعسكريين. ومن المؤكد أن الرئيس المُنتخَب جوزيف (جو) بايدن قد شعر بالإحراج وهو يستعرض حجم الحماية التي قام بها الحرس الجمهوري من أجل تأمين سلامته وسلامة نائبته كمالا هاريس. فريق المحترفين الذي أشرف على تنظيم عملية تنصيب الرئيس بايدن أعلن مسبقاً أن الحضور الشخصي سيكون محدوداً للغاية بسبب مكافحة وباء كوفيد-١٩ (كورونا). وذكر الفريق أيضاً أن الرئيس الديموقراطي يلتزم بإجراءات الوقاية من هذا الوباء. والدليل على ذلك أنه لم يخلع الكمامة عن وجهه خلال المنافسة العلنية التي أجراها مع دونالد ترامب على شاشات التلفزيون. وقد شكّل هذا السلوك الصحي أفضل حجّة للإدعاء بأن سلامة الحضور لا تقل أهمية عن مناسبة الحضور. مراكز الاستخبارات الداخلية حذرت من تسلل المشاغبين الذين اقتحموا أجنحة البيت الأبيض ومبنى الكونغرس، وقاموا بتكسير زجاج الشبابيك والتقاط صور تمثلهم وهم يعبثون بالملفات الرسمية. ووصفت الصحف العاصمة الاميركية بأنها تحولت الى ثكنة عسكرية...