الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

"العبور الأخير إلى الشخروب" لنديم نعيمة: غلبة الأسئلة

المصدر: "النهار"
Bookmark
 "العبور الأخير إلى الشخروب" لنديم نعيمة: غلبة الأسئلة.
"العبور الأخير إلى الشخروب" لنديم نعيمة: غلبة الأسئلة.
A+ A-
الدكتور قصي الحسين"الجرس في المسرح يرن بإلحاح غريب معلنا نهاية الإستراحة وبداية الفصل الثاني. يرن ويرن في أذنيه كالسكين. ولكن النظارة يغادرون الردهة الخارجية وينصرفون". (نديم نعيمة)لطالما شق بعض الأدباء الكبار طريقهم إلى الغبطة، إلى العظمة، إلى المجد، إلى التاريخ، إلى الخلد، بغلبة الأسئلة عندهم على الأجوبة. لا أعني طرح الأسئلة الوجودية، فهذا شأن الفلسفة، شأن الفلاسفة، شأن العقلنة والعقلانيين والمفكرين، وإنما أخص غلبة الأسئلة الحياتية، الأسئلة الوطنية: أسئلة المعيش اليومي. فما بالكم حين يكون السؤال عن النفس، حياة ووطنا وتاريخ بلد أعظم من حجمه، من دوره، من صغره، وهو لبنان. فما بالكم أن يكون السؤال على لسان الأديب الأكاديمي المدرب والمجرب في نديم نعيمة في مؤلفه "العبور الأخير إلى الشخروب" (دار نلسن). هنا للأسئلة طعم آخر. مذاق الملح في الجرح، ونكهة العبور على المعابر، وبين المتاريس، والتواريخ الكثيرة، وبين القرى المتجاورة كمسارح، وبين الأحياء المتقابلة: ثقافة وتطلعات، وطرق معيش وألوان حياة: "فتح بهي فمه متوجها إلى الآخرين يستمهلهم، (يسألهم)، شارحا لهم مهمته الجنائزية التي كان بحسبها لوجهها الإنساني وقدسيتها كافية، فأتته من الريس لطمة على حنكه. تناثرت فوقها عيناه شررا وارتج صوابه"."العبور الأخير إلى الشخروب"، الذي أراده كاتبه الأديب نديم نعيمة في ثلاث قصص، إنما تتجلى فيه شخصية الأديب وفكره وجوهر حقيقته كإنسان. حتى لكأن كلماته وفصوله وسرده المتتابع والمتقاطع والمتسائل، إنما هو يبوح، يكشف، يقول ويعلن همسا، بلا بوح ولا قول ولا همس ولا إعلان، عن جريمة تدبرت لوطن طفل، لجبل أرعن أبى أن يركع، لحجارة عنيدة في مقالعها، لصخر، لتراب مجبول بعرق ودم،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم