الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

مؤتمر "الجمعية الرومية" عن أزمة لبنان في مئويته وتكريم ثلاثة "اروام" ساهموا في تأسيس الكيان

المصدر: "النهار"
مؤتمر الجمعية الثقافية الرومية.
مؤتمر الجمعية الثقافية الرومية.
A+ A-
نظّمت الجمعية الثقافية الرومية مؤتمرها العلمي الثاني في قاعة محاضرات بلدية الجديدة، المتن. حمل المؤتمرُ عنوان:" لبنان الكبير بعد مئة عام: أزمة وجود أم أزمة حكم؟"، وترأسَه محافظ بيروت السابق القاضي زياد شبيب، وأشرفَت عليه لجنةُ مواكبة الشأن العام في الجمعية.

كان من المفترض أن يُنظَّمَ هذا المؤتمر في ايار 2020، لكنَّ جائحة كورونا والأزمة الإقتصادية والسياسية في لبنان حالتا دون إنعقادِه في حينِه. أما هدفُ الجمعية من إنعقادِ المؤتمر في المئوية الأولى لدولة لبنان الكبير فهي إجراء قراءةٍ تحليلية لماضي لبنان وواقعه الحالي، ودراسة دور الروم اللبنانيين في هذه المرحلة من التاريخ، وإستكشافِ مكامن الضعف في كيان هذه الدولة ونظامِها، وتقديم رؤية جديدة للبنان عملَت اللجنةُ الرومية على إعدادِها.

إفتتحَ المؤتمرَ رئيسُ الجمعية الرومية البروفسور نجيب جهشان، وقال في كلمتِه: "الا يستحقُّ لبنان أن يبقى؟ أهو خطأٌ تاريخي نشأ في غفلةٍ من الزمن؟ أهو وليدُ مؤامرةٍ فرضَت ذاتَها على الشعوبِ المقيمةِ ؟ هذا ما تبتغيه الجمعية الثقافية الرومية من هذا المؤتمر الثاني الذي تعقدُه في مئوية لبنان الأولى وفي ذكرى الشهادةِ الرومية الكبرى، ذكرى إستباحة القسطنطينية، مدينةِ الحضارة والعلم والإيمان. خسرنا تلك المدينة المتملكة في 29 إيار من سنة 1453 بسببِ فسادِ الرؤية وتراكم الأخطاء وتناحر الحكام، واليوم، لا نبغي أبداً بأن نخسرَ لبنان لأسبابٍ شبيهةٍ بتلك."

وخصِّصت جلستا المؤتمر لموضوعَين هما: تاريخية الكيان اللبناني والأزمة اللبنانية المستمرة. شارك في الجلسة الأولى الدكتور توفيق شومان والدكتور نجيب جهشان والوزير السابق إبراهيم الضاهر، وأدار الجلسة الإعلامي ماجد بو هدير، وعلق على المحاضرات والحوار المهندس نقولا سابا، محافظ بيروت الأسبق. أما الجلسة الثانية فأدارها الإعلامي جورج صليبي، وشارك في مداخلاتها الدكتور كميل حبيب والدكتورة ليليان زيدان والدكتور محمد علي مقلد. وكان التعقيبُ من الدكتور أنطوان مسرّه.

وعرضت الجلستان مواضيع عدة، أبرزها: قراءة جديدة للأسس التاريخية والجغرافية للبنان، ولمواقف الطوائف من تأسيس لبنان الكبير واستمراريته، والرابط بين القومية وبناء الأوطان، صيغة حكم لبنان والأزمات المتتالية، تجربة الروم الأرثوذكس في الرئاسة والحكم، وإشكاليات الولاءات للخارج والانتماء للوطن.

وفي نهاية المؤتمر، قدَّم شبيب بإقتضابٍ الرؤية الوطنية الجديدة التي وضعتها اللجنة، وقال بأنَّ هذه الرؤية أخذت بالإعتبار إزدواجية الكيان اللبناني الذي أعلن في 1 أيلول 1920، وتطوَّر عبر العقود والأزمات المتلاحقة. تقوم هذه الإزدواجية على واقعَين متناقضَين ظاهرياً هما حتمية العيش المشترك للمكوِّنات اللبنانية على أرضٍ واحدة وفي بيئةٍ طبيعية وإقتصادية ولغويةٍ واحدة، وتنوَّعُ هذه المكونات التي تتخذُ من الإنتماء الديني هويةً لها. وأضافَ بأنَّ الرؤيا الجديدة ترمي لطمأنةِ المكونات اللبنانية الى حاضرها ومستقبلِها عبر الفصل بين ما ما هو حصراً وطبيعياً شأنٌ عامٌ ومشتركٌ وبين ما تعتبره المكوناتُ الطائفية من صلب كينونتها وتاريخها وحضورها. يُبنى حينذاك نظامُ الدولة اللبنانية على أسسِ جديدةٍ تفصلُ بين ما هو شأنٌ عام وما هو شأنٌ طائفي. لا يعني هذا الفصلُ فصلاً للدين عن الدولة، بل فصلٌ بين الشأن العام والشأن الطائفي، بحيث تطمئنُّ جميعُ المكونات الى وجودِها وثقافتِها وديمومتِها. ويمتدُّ هذا الفصلُ المُقترحُ ليشملَ مسألة الولاء للخارج، بحيث يُمنعُ أيُّ ولاءٍ في كلِّ ما هو للشأن العام ويُحصرُ فقط فيما تعتبرُه المكونات الطائفية من صلب كينونتِها وتاريخها وحضورها.

وتخلَّلَ هذا المؤتمر تسجيلُ ثلاثةٍ من المساهمين الأروام في تأسيس دولة لبنان ونشأتِها في "السجل الذهبي للمبدعين الروم الراقدين"، وهم رئيسا الجمهورية شارل دباس وبترو طراد والنائب شبل دموس الذي أشرف، مع ميشال شيحا، على وضع الدستور اللبناني وسُمِّيَ بلبل البرلمان اللبناني.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم