اشترِك في نشرتنا الإخبارية
الفراغ امتلاءٌ بما لا وزن له
30-10-2020 | 10:46
المصدر: "النهار"
علاء زريفة - سوريا
- بيان 1
هُناكَ رجلٌ يأكلُ من سفرجلِ غيابكِ
ولا يَغُصّ
هذا الرَجل هو...
أنا.
- بيان 2
هذا الشللُ النصفي لا يتقبّل أياً من العلاجات الكيميائية. من اخترع الحب لم يترك أي ترياق للشوق الذي يتآكلني.
ها أنا كمراهق أوشك أن أقضمَ أظافري.
يا من تقرأين هذه الحروف المتهالكة
أحبّكِ.
*
- تمرين للنسيان
في غيابك ليس أمامي إلا:
-وضع نصائح كاماسوترا على الرف.
-التدخين.
-الضجر من ضجر الحراسة.
-ممارسة الغراميات الفاشلة.
-مزاولة مشاهدة الحسناوات للاقتناع بأنك عادية جداً.
-تدريبُ البندقية على نطق اسمك.
-مشاطرةُ الصبّر رغيفهُ اليابس - أو- تناوله كاملاً .
- الادعاء بأن النهار كامل بدونك وأن الظهيرة لا تحتمل إلا شمساً واحدة.
-التفلسف بجدارة الرَجُل وقوامتهِ على الكون.
-تمثيل الضحك الهيستيري.
-القول إن أغنيتي رباعيات الخيام، "كل ده كان ليه، كلموني تاني عنك"، هما محض صبيانيات فارغة.
-قراءة "خفة الكائن" برأسٍ ثقيل.
-النوم في جرة عسل خاوية.
*
نسائي أوراق طالع ألعب بها من تحت الطاولة، أغير الشكل، لون العيون، وحتى الانكسار المفاجئ للصدفة حين يأوي الفراش إلى جسد آخر.
يشبهك.
*
- جثث في لجّة القلب
عشيقاتي المقتولات داخلي،
الغافلات عن رائحتك في انفاسي،
العابرات دون انتباه إليكِ
وأنت تفركين جفوني أو تضطجعين كطفلة بين أحضاني
لا أمارس جنساً واضحاً معهن
أمثّل بكل شيء
أتمرّن على لثمك علانية
كتفاحة أخيرة لقاطف
لن يكون أخيراً في أية حال.
*
- شاهق داخلي
كنتُ سأتعلمُ الغناء
لو أن غزالةً مالت عليّ برأسها
وقالت: خذني إلى أول العشب
لو بعثرت ريحٌ شماليةٌ شعري المجعد
أيتها القصيدة البكر
أيتها الأم البعيدة
عودي إلى نجمتك الوحيدة.
*
- ضوء
سأمشي ملءَ قلبي
على هواي
صوب هاويةِ الكلام
وأصرخ في وجهي:
الفراغ امتلاءٌ بما لا وزن له
امتلاءٌ بكِ.
*
- لاءات لا بد منها
1- لا تترك رأسك خارج الماء.
2- لا تأكل إلا من حشيشةِ قلبك.
3- أدر لعقلك الأذن الطرشاء.
4- لا تستغث، ولا تطلب النجاة.
5- لا ترقص على جمر انتظارك إلا حافياً.
6- لا تنم إلا على وسادة محشوةٍ بالغيمِ الأزرق.
7- لا تعبث بالكيمياء بين أصابعك والجلد الحي تحت شحمة أذنها.
8- لا تعتذر إلا لحبيبتك.
9- لا تنتظر على مقعدٍ ثابت تحت شجرة كستناء بل احترق.
10-لا تهمل النظر حتى إلى إصبع قدمها الصغرى.
*
- قاعدة نهائية
الشعراء لا يكتبون لزوجاتهم
إنما لطليقاتهم.
