الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

قنابل موقوتة

المصدر: "النهار"
(تعبيرية).
(تعبيرية).
A+ A-

جو قارح  

 الإنتحاريون،

هم المتأخرون دائماً عن الحافلات،

يركضون كأنّ الطّريق كمشة غبار،

والأوجه مسدّسات حربية مجهّزة.

***

أن تجلس على سريرك وتغرق،

ثمّ تحاول من جديد،

فتذوب يداك ويتجمّد لسانك،

تبرد رئتاك شيئاً فشيئاً،

الهواء مقياس الجهوزيّة،

والأنفاس عدّادات معطّلة تسعيراتها رخيصة.

كان العالم كلّه ينظر إلى النّجوم ليلتها،

كنت تحاول الوقوف،

منعت الجميع من التّصفيق أو هزّ الغيوم،

ألزمتهم بإرشادات السّلامة العامة لتكون الخطر الوحيد،

القنبلة الموقوتة التّي ستفجرمعها آلاف الاعترافات،

الطّلقة السّريعة الهاربة إلى حضن مُطلقها.

أصعب اللّحظات تلك التّي تنتظرنا لنفعل بها،

لنكسر كل الحواجز،

لنهزّ العالم بأسره دفعة واحدة،

كلما نسعى إليه،

دورة واحدة حول القلب.

***

إذا أعدنا التّفكير مرّة أخرى،

نقتنع أكثر،

الشّمس لا تشرق لأجلنا،

تغيب وما ملّت من سخافاتنا،

غدًا سأكون حدثًا،

سأكون حديثًا مشبعًا  بالتّناقضات،

بالحجج التّافهة والنكت البائسة،

غدًا سأكون أزمة قلبية سريعة،

بلا موسيقى تمهيديّة،

المفاجأة التّي يترقّبها الجميع،

حيّ أنا!

***

كيف تبدو النّوافذ اللّيلة؟

أمن شموع متروكة للصلاة على روحها؟

كان لوجهي نصفين ثالثهما تحت مخدّتي مبعثر،

جمعتهما في نافذة ومسحت الزّجاج بعينيّ،

كان اللّيل تحتي بتنهدات معدودة،

لم أخبرغرفتي أنني سأسافر بالحلم إلى شمس لذيذة،

لآكلها بجسدي العائم على سطحها اللّزج،

كان اللّيل تحتي،

وفوقي ما لا يبشّر بالخير،

فخبّأت رأسي في خزانة مشويّة على ذكريات يابسة،

رتّبت أحلامي من الأسهل إلى الأوضح،

وغفوت على سندة الباب منتظراً أمري لأنفّذ.

***

في أيّة لحظة،

تُسمع عن بعد،

الأناشيد الهوائيّة ترتفع مع الأرض،

تلك السّماء ليلاً أرض محلّقة،

معلّقة،

تدير ظهرها عمدًا،

أعرف جيداً هذه الحركات الصّبيانية،

النّجوم فوق،

مجرد مزحة،

تفادياً لسواد كلاسيكيّ مضجر،

الكلّ في حالة تأهب،

حتّى مسبحتي كرّت حماساً،

لن أقول للغيتار:

"اعزف أبعد مقطوعاتك."،

لن أقول للشرفة:

"ارميني عنك خطأً."،

لن أقول للطّريق:

"انتبهِ لظلٍّ ينزل سهوًا."،

في أيّة لحظة،

سأنطق كلمة السّرّ،

اسمحوا لي بالعزوف عن التّبرير،

ثمّة في الكلمات حلم يُقتل إذا فُسّر،

وصوت يُخنق إذا سُمع،

وسجادة تطير إذا نُفِض عنها الغبار.

***

الانتحاريون،

من علّمهم الطّيران؟

من علّمهم الهمس؟

تلك الغرف المشعّة ليلاً خطيرة،

والأخطر منها،

أَسِرّةٌ تسمع وتغفل،

وجدران ترى وتدير ظهرها.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم