الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

"همس العقرب" لمحمد توفيق: ماذا جرى للقافلة وركّابها؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
رواية همس العقرب.
رواية همس العقرب.
A+ A-
رجاء نعمة من يقرأ "همس العقرب"، منشورات دار العين –القاهرة، لن يخيّل إليه أن كاتبها محمد توفيق كان سفير مصر في واشطن، وقبل ذلك في لبنان. سيخيّل إليه أن الديبلوماسي الروائي أمضى حياته سفيرا متجولا في صحاري العرب حتى صار واحدا من أهلها. وفي الوقت عينه شاهدا قاده إليها الابداع ليكشف عن شغف الآخرين: شغف روز البريطانية الملتبس مثل زعمها للسكان الأصليين بأنها زوجة رفيق رحلتها حسين باشا المصري، وأن ما قادها من الاسكندرية إلى الصحراء هو حب الاكتشاف ليس إلاّ. ستتكبد الأخطار والمشقات وفي يدها خرائط ودفاتر، تهديها إلى الطريق وتدوّن في تلك ما ستكون شاهدة عليه. وإن ساور أحد الشك في أمر هذين الرحالتين، أبرز له حسين باشا الوثيقة الثمينة التي يحملها من الأمير إدريس السنوسي، مكتوبة بخط يده وممهورة بختمه."همس العقرب" نواتها تحاكي تراجيديا إغريقية، وثمرتها رواية ثرية لا يقل بعدها الفلسفي عمقا عن الاجتماعي منه أو النفسي. نسيجها المشدود بالألغاز يحفّز فضول القارئ كما حبكتها الدائرية الحلزونية و"حركة الفلاش باك" التي تتلاعب بمخيلة الأبطال تلاعبها بمخيلتنا. رحالة هاربون من ماضيهم وذواتهم، هائمون في هواماتهم. وراء كل منهم تاريخ لا يخلو من صراع. روز البريطانية لا تخفي على شريكها نيتها في أن تكتب عن رحلتها مؤلفا يدهش مثقفي بريطانيا، وإن كانت تخفي، حتى عن نفسها، أن مثل هذا المؤلف قد يفتح لها أبوابا أخرى لا تقل خطرا عن الرحلة ولا شأنا عن المؤلَّف! أما حسين باشا، فهو نفسه لا يدرك كنه اندفاعه لهذه المغامرة المحفوفة بالخطر. يحدس أن غايتها تتجاوز عشقه روز. عشق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم